توصف "بتكوين" بأنها عملة مشفرة أو افتراضية أو رقمية لا تنتمي لدولة أو لتنظيم، ولا قوانين تلزمها. ولا يحدد قيمتها اقتصاد، بل تصورات المستثمرين وجرأتهم على خوض الاستثمارات.
أطلِقَت هذه العملة في عام 2009 من قبل جهة مجهولة استخدمت اسم شخص مستعار هو "ساوشي ناكاموتو" (Satoshi Nakamoto).
وكل "بتكوين" هي ملف رقمي يُخزّن في تطبيق "المحفظة الرقمية" على الهاتف الذكي أو الكمبيوتر. ولأنها عملة، يمكن تداولها بين الناس.
وتسجّل كل معاملة في قائمة عامة تسمى "بلوكتشاين"، وهي عبارة عن قاعدة بيانات؛ ما يجعل تتبع تاريخ عملات "بتكوين" ممكنًا، وذلك لمنع الناس من إنفاق العملات التي لا يمتلكونها، أو عمل نسخ عنها، أو التراجع عن المعاملات.
تم إجراء أول تعامل تجاري معروف بالـ"بتكوين" في 22 مايو/ أيار عام 2010، الذي صار يعرف بـ"يوم بيتزا البيتكوين"، عندما دفع مبرمج أميركي من فلوريدا اسمه لازلو هايينتش (Laszlo Hanyecz) لرجل بريطاني 10 آلاف "بتكوين" ليطلب له وجبتي بيتزا "بابا جونز"، ويدفع ثمنها بمال نقدي بالنيابة عنه.
وقد تجاوزت قيمة عملة "بتكوين" في مارس/ آذار الماضي عتبة الـ60 ألف دولار، لأول مرة في تاريخها، ما يعني بحسابات السعر الجديد أنّ لازلو هايينتش دفع أكثر من 600 مليون دولار ثمنًا للبيتزا.
أين أنفِق عملة "بتكوين"؟
يمكنك استخدام هذه العملة لشراء المنتجات والخدمات، لكن لا يزال قبول "بتكوين" بوصفه بديلًا عن العملات النقدية محصورًا ببعض المتاجر، ويتزايد هذا القبول عالميًا باستمرار.
ويمكن استخدام "بتكوين" لحجز الفنادق على "إكسبيديا"، وتسوق الأثاث على "أوفرستوك"، وشراء ألعاب "إكسبوكس".
كما يمكن الدفع عبر خدمة "باي بال" بالعملات المشفّرة، وكذلك تقبل شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية، التي اشترت عملات رقمية بقيمة 1.5 مليار دولار مؤخرًا، التعامل بـالـ"بتكوين".
من أين أحصل على "بتكوين"؟
يحصل الناس على "بيتكوين" عبر ثلاث طرق رئيسية:
- يمكن شراؤها باستخدام أموال نقدية حقيقية.
- يمكن تقديم سلع أو خدمات مقابل الحصول عليها.
- يمكن إنشاء "بتكوين" عبر آلية تُسمى "التعدين"، حيث يتم "استخراج" هذه العملة باستخدام أجهزة الكمبيوتر لحل الألغاز الرياضية المعقّدة على نظام العملة الإلكتروني.
ولا تُعدّ طريقة التعدين الأنجح أو الأكثر استخدامًا بالنسبة لمعظم الناس، فقد يستغرق الحصول على "بتكوين" واحدة سنوات من الزمن.
وتسمح العديدُ من الأسواق التي تسمّى "مبادلات بتكوين" للأشخاص بشراء أو بيع عملات "بتكوين" باستخدام عملات مختلفة.
وتُعد "كوينبايس" و"بيتستامب" وبيتفينيكس" من البورصات الرائجة في هذا المجال.
ويتم تخزين عملات "بتكوين" في "محفظة رقمية"، وهي نوع من الحسابات المصرفية الافتراضية التي تتيح للمستخدمين إرسال أو استلام عملات "بتكوين" أو دفع ثمن البضائع أو توفير أموالهم. والمحفظة توجد إما في سحابة إلكترونية أو على جهاز كمبيوتر المستخدم.
لماذا يفضّل البعض استخدام "بتكوين"؟
يشتري بعض الأشخاص عملات "بتكوين" باعتبارها استثمارًا فقط، آملين في ارتفاع قيمتها، ليحققوا الأرباح من فارق السعر بين الشراء والمبيع.
ويختار البعض الآخر العملة الرقمية المشفرة بسبب سرية استخدامها، حيث ينفق الأشخاص عملات "بتكوين" الخاصة بهم من دون الكشف عن هويتهم. ولن يعرف أحد "رقم الحساب" الخاص بشخص ما، ما لم يخبرهم بذلك، على الرغم من تسجيل جميع المعاملات.
ولهذا السبب، صارت "بتكوين" عملة مفضّلة بالنسبة للأشخاص الذين يشترون المخدرات، أو يمارسون أنشطة "غير مشروعة" عبر الإنترنت.
كما تعتبر المدفوعات الدولية سهلة ورخيصة؛ لأن عملات "بتكوين" لا ترتبط ببلد معين، ولا تخضع لأي نظام مالي.
وترى الشركات الصغيرة في استخدام العملات الرقمية حلًا لتوفير رسوم بطاقات الائتمان، وأعباء النظام المالي الرسمي الضريبية.
لماذا يشتري الناس "بتكوين" الآن؟
ارتفعت قيمة "بتكوين" التي بدأت بأقل من عشر سنتات، وانخفضت على مر السنين منذ إنشائها، ولكنّها تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة.
وتوقّع المحلّلون في "جاي بي مورغان" أن يصل سعرها إلى 146 ألف دولار إذا رسخت العملة، وصارت مثل الذهب، بالنسبة للمستثمرين.
وتؤثر ثلاثة عوامل رئيسية على سعر "بتكوين":
- يدفع الاهتمام الإعلامي بسبب ازدهار قيمتها وجذب مشترين جدد يتطلعون إلى كسب المال إلى ارتفاع سعر العملة.
- ترتفع قيمة العملة مع تزايد استثمار العديد من شركات التمويل التقليدية في السوق المالية الرقمية.
- تعزّز المقارنات بين "بتكوين" والذهب التي تتناسب مع اتجاهات الاقتصاد العالمي من قيمة هذه العملة.
وينظر بعض المستثمرين إلى "بتكوين" بوصفها مخزنًا للقيمة على غرار الذهب، الذي يمكن أن يحتفظ بقيمته في أوقات الضغط الاقتصادي أو ارتفاع التضخم، لا سيّما مع الأزمة الاقتصادية التي نشأت بسبب انتشار وباء كورونا.
ما هي مخاطر استخدام "بتكوين"؟
يشكل عنصر الأمان إشكالية بالنسبة للمتداولين بالعملة؛ فقد يفقد شخص ما محفظته الرقمية الخاصة به بمجرد نسيانه كلمة السر، أو قد تُحذف العملات الخاصة به ويفقدها إلى الأبد نتيجة السرقة.
وسُجلت سرقات من المواقع الإلكترونية التي تتيح تخزين عملات "بتكوين" عن بُعد. كذلك تمت سرقة عملات تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات من منصة التداول "بيتفاينكس"، عندما تم اختراقها عام 2016.
وتحذّر السلطات النقدية حول العالم من خطر الاستثمار بعملة لا تحظى بتغطية من الذهب، أسوة بالعملات النقدية التي تطلقها المصارف المركزية وتعتمد قيمتها على اقتصادات الدول.
فقد أعرب رئيس بنك إنكلترا، أندرو بيلي، عن هذا القلق في أكتوبر/ تشرين الأول 2020. وقال: "إنه كان متوترًا للغاية بشأن الأشخاص الذين يستخدمون بتكوين للمدفوعات"، ودعا المستثمرين إلى إدراك حقيقة تقلّب سعرها.