أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية" ناسا" عن سابقة تاريخية جديدة تضاف إلى إنجازاتها على الكوكب الأحمر، وهي تحويل ثاني أكسيد كربون من الغلاف الجوي للمريخ إلى أكسجين نقي يمكن تنفسه.
وتحقق الاستخراج غير المسبوق للأكسجين من الهواء الرقيق للمريخ، يوم الثلاثاء، بواسطة جهاز تجريبي على متن مركبة "برسفيرنس"، وفي بيان رسمي صدر الأربعاء، كشفت " ناسا" أنّ الجهاز "بحجم محمصة الخبز" ويُعرف اختصارًا باسم "موكسي".
وأنتج "موكسي" نحو خمس غرامات من الأكسجين أي ما يكفي لتنفس رائد فضاء لمدة عشر دقائق تقريبًا.
ويمثل هذ الإنجاز أول استخراج تجريبي لموارد طبيعية من بيئة كوكب آخر حتى يستخدمها البشر مباشرة.
فبالنسبة للصواريخ أو رواد الفضاء، فإن الأكسجين هو "المفتاح" كما قال الباحث الرئيسي المسؤول عن "موكسي" مايكل هيشت، التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وقالت ترودي كورتيس المسؤولة في إدارة تكنولوجيا مهمات الفضاء في ناسا في بيان: "موكسي ليس مجرد أول أداة لإنتاج الأكسجين في عالم آخر وحسب".
ووصفته بأنه أول تكنولوجيا من نوعها لمساعدة المهمات في المستقبل في "العيش على ما تملكه أراضي كوكب آخر".
Another huge first: converting CO2 into oxygen on Mars. Working off the land with what’s already here, my MOXIE instrument has shown it can be done! Future explorers will need to generate oxygen for rocket fuel and for breathing on the Red Planet. https://t.co/9sjZT9KeOR
— NASA's Perseverance Mars Rover (@NASAPersevere) April 21, 2021
طريقة عمل "موكسي"
ويعمل الجهاز من خلال التحليل الكهربائي الذي يستخدم الحرارة الشديدة لفصل ذرات الأكسجين عن جزيئات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل نحو 95% من الغلاف الجوي للمريخ.
والـ5% المتبقية في هواء المريخ تتكون بالأساس من غاز النيتروجين الجزيئي وغاز الأرجون، بالإضافة إلى الأكسجين الموجود ولكن بكميات ضئيلة لا تُذكر.
أهمية هذا الإنجاز
تساهم إمكانية توفير كمية وفيرة من الأكسجين في تفعيل قدرة البشر على استكشاف الكوكب الأحمر ليكون بالتالي مصدرًا مستدامًا للهواء الذي يمكن لرواد الفضاء تنفسه ومكونًا ضروريًا لوقود الصواريخ اللازم لإعادتهم إلى الأرض.
وتقول ناسا: إن هبوط أربعة رواد فضاء على سطح المريخ سيتطلب حوالي سبعة أطنان مترية من وقود الصواريخ إضافة إلى 25 طنًا متريًا من الأكسجين.
ومن المتوقع أن تستخرج "موكسي" الأكسجين في تسع تجارب أخرى على الأقل على مدار رحلة "برسفيرنس" التي مدتها عام على المريخ أي ما يقرب من عامين على الأرض.
وأعلنت وكالة الفضاء الأميركية في فبراير/ شباط الفائت، أنّ المركبة الجوّالة "برسفيرنس" (Perseverance) قد حطّت على سطح المريخ بعد رحلة فضائية استمرّت سبعة أشهر، في نجاح مذهل يدشّن مهمّة للبحث عن أدلّة على حياة سابقة محتملة على الكوكب الأحمر.