أكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، اليوم السبت، أنّ بلادها تتطلع إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم قبل الملء الثاني لسد “النهضة” الإثيوبي. كما أعلنت أن الكونغو الديمقراطية تقدمت بمبادرة لحل أزمة سد “النهضة“، من دون تفاصيل عنها.
جاء ذلك خلال لقائها في العاصمة الخرطوم، مع المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان، وفق بيان الخارجية السودانية.
وكان فيلتمان قد وصل أمس الجمعة إلى الخرطوم، قادمًا من مصر، ضمن جولة تشمل أيضًا إريتريا وإثيوبيا وتستمر حتى 13 مايو/ أيار الجاري.
تحسين آلية التفاوض
وقدمت المهدي للمبعوث الأميركي “شرحًا مفصّلًا عن موقف السودان من المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة“، بحسب المصدر ذاته. واستعرضت الوزيرة "رؤية السودان في إشراك المجتمع الدولي تحت قيادة الاتحاد الإفريقي للمفاوضات وهذا لانعدام الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي".
كما بحث اللقاء "التوجهات الاستراتيجية للسودان بالمنطقة والتوترات الحدودية مع إثيوبيا وسبل الحد من التوتر في منطقة القرن الإفريقي".
من جانبه، أكد فيلتمان “دعم الولايات المتحدة للسودان لريادة دور فعال في إرساء السلام والاستقرار بمنطقة القرن الإفريقي“، مبديًا “تفهّمًا عميقًا لموقف السودان"، ومؤكدًا أهمية قيادة المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الإفريقي بإشراك المجتمع الدولي، وتحسين الآلية التفاوضية“ بحسب البيان.
وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو/ تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، فيما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولًا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية، ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من المياه.
أزمة الحدود بين السودان وأثيوبيا
في السياق نفسه، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال لقائه المبعوث الأميركي، ضرورة التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث حول السد. وأعلن “استعداد بلاده للتعاون مع إثيوبيا في حل قضاياها الداخلية انطلاقًا من علاقات حسن الجوار“، وفق بيان مجلس السيادة.
وحول خلافات الحدود، قال البرهان: إن “انتشار الجيش السوداني الأخير تم داخل الحدود السودانية التي أقرتها إثيوبيا في عدد من المناسبات وحددتها الاتفاقيات التاريخية“.
ومنذ أشهر، تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترًا أمنيًا، بعد إعلان الخرطوم نهاية 2020 السيطرة على أراضٍ قالت إنها تتبع لها في منطقة حدودية مع أديس أبابا. بينما تتهم أديس أبابا الجيش السوداني بالاستيلاء على معسكرات داخل أراضيها، وهو ما تنفيه الخرطوم.
مبادرة جديدة
وكان البرهان قد استقبل الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، على رأس وفد وأجريا اجتماعًا صدر بعده بيان نقل عن الوزيرة المهدي قولها: إنّ الرئيس تشيسيكيدي قدّم مبادرة حول موضوع السد بصفته رئيسًا للدورة الحالية للاتحاد الإفريقي“.
وأضافت: “المبادرة قيد البحث من الجهات المختصة“، دون ذكر تفاصيل أكثر عن ماهيتها. وأردفت: “السودان يقف مع الحق الإثيوبي في تطوير إمكانياته والاستفادة من مياه النيل الأزرق وتطوير موارده، دون إجحاف في حق الآخرين، ولا سيما حقوق السودان ومصر“.
وأفادت بأنه لا يمكن تحقيق فوائد مشتركة “دون وجود اتفاق قانوني ملزم للجميع، خصوصًا حول قضية الملء ومراحل التشغيل بصورة تفصيلية“. وأردفت: “السودان يرفض بشدة الخطوات الأحادية التي تمت في العام الماضي، وأثّرت سلبًا عليه، كما يرفض محاولة إثيوبيا بدء الملء الثاني للسد“.