عدوان آخر شنّه الاحتلال على أهالي قطاع غزة، دمّر خلاله منازلهم وروّع عوائلهم وحصد أرواح أحبائهم، وترك دمارًا يصعب محوه من الأماكن والأذهان.
ترى المتخصصة النفسية لمى عودة أن "ما مرّت به غزة والضفة خلال العدوان كان بمثابة إبادة جماعية"، منبهة إلى أن "هذه الأحداث لا تختفي من ذاكرة الأفراد، لا سيما الأطفال".
وتشرح عودة، في حديث إلى "العربي"، أنّ "القدرات المعرفية تكون ـ فيما يخص هذه الفئة العمرية ـ غير متطورة، والقدرات العصبية في مرحلة النمو والتطور ولا يمكنها تحليل الأمور مثل البالغين".
"يشعرون بالذنب"
وتوضح أن "الكثير من الأطفال يتعاملون مع الأحداث على أنهم المسبب لها ويشعرون بالذنب، وبالتالي يكون فهمها وتفسيرها صعبًا عليهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات أو المشاكل النفسية خلال أحداث كارثية من هذا النوع".
وبينما تتوقف عند نوعين من الأعراض، تعدد فيما يخص تلك قصيرة المدى وتظهر خلال أيام الحرب ويمكن زوالها بتدخل الوالدين؛ القلق والرعب والتوتر وعدم القدرة على النوم وقضم الأظافر والتراجع على مستوى السلوك...
وتحذر من أنه "عند تدهور الأوضاع النفسية لدى الطفل، بحيث يصبح أكثر عزلة ودائم الخوف وممتنعًا عن اللعب والقيام بما اعتاد فعله، لا بد حينها من التوجه إلى المتخصصين النفسيين للتدخل".
التشجيع على التعبير
وتعتبر الاستشارية النفسية أنّ الخطوة الأولى، لحماية الأطفال من هذه التداعيات، تكمن في عناية الوالدَين بنفسيهما من حيث التعبير عن مشاعرهم مع الأصدقاء والأقارب، بما يمنحهم الهدوء والارتياح لمساعدة الأبناء.
وتؤكد ضرورة تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم وطمأنتهم من جانب أولياء الأمور بأنهم لن يكونوا وحيدين أبدًا، إلى جانب إطلاعهم على خطة الطوارئ؛ على غرار التوجه نحو غرفة معينة بحال حدوث قصف.
وإذ تشدد على ضرورة مراعاة أعمار الأطفال عند تفسير معنى الحرب، تشير إلى وجوب الصدق واعتماد البساطة واستخدام لغة يفهمونها.