أمير قطر يدعو من سانت بطرسبورغ لاستكشاف بيئة الأعمال القطرية الواعدة
شدد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية، لافتًا إلى أن هذه العلاقات شهدت تطورًا ملموسًا في العقدين الأخيرين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، لا سيما في مجالي التجارة والاستثمار، حيث أصبحت دولة قطر تحتل مركزًا متقدّمًا في قائمة المستثمرين الأجانب في روسيـا.
كلام أمير قطر جاء خلال مشاركته في الجلسة الرئيسية لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.
وعُقدت الجلسة ظهر اليوم الجمعة بمدينة سانت بطرسبورغ في روسيا؛ بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز، ورئيس البرازيل جايير بولسونارو، ومستشار جمهورية النمسا سباستيان كورتس.
كما حضر الجلسة الرئيسية للمنتدى في المدينة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والخبراء ورؤساء الشركات من قطر وروسيا والعالم.
الاستثمارات القطرية في روسيا تضاعفت
وألقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كلمة عبر تقنية الاتصال المرئي، استهلها بتوجيه جزيل الشكر لبوتين "على دعوته الكريمة "للمشاركة في هذا المنتدى، في هذه المدينة العريقة في إنتاج الثقافة والأدب والفن وأيضًا في مقاومة الاحتلال، وعلى اختيار دولة قطر الدولة الضيـف فيـه".
ولفت إلى أن هذا المنتدى يُعقد "في ظل ظروف وتحديات اقتصادية كبيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لاسيما في ظل استمرار جائحة كوفيد-19 وتداعياتها السلبية الخطيرة على الاقتصاد العالمي، ما يضاعف من أهمية انعقاده بعد أن بات يشكل حدثًا عالميًا هامًا في مجال الاقتصاد والأعمال".
وأشار إلى أن هذا المنتدى يُعد "نموذجًا لما يجب أن يقوم به المجتمع الدولي من مبادرات تسهم في إرساء بيئة صحية للاقتصاد والاستثمار الإقليمي والعالمي، وإيجاد حلول فعالة للتحديات الاقتصادية المشتركة".
وقال: "لا شك أن المشاركة الدولية الواسعة في هذا المنتدى تعكس المكانة المرموقة، التي تحظى بها روسيا في المنطقة والعالم".
وأضاف: "إننا في دولة قطر نعتزّ بالعلاقات التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية، وقد شهدت هذه العلاقات تطورًا ملموسًا في العقدين الأخيرين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، وخصوصًا في مجالي التجارة والاستثمار، حيث أصبحت دولة قطر تحتل مركزًا متقدّمًا في قائمة المستثمرين الأجانب في روسيـا".
تابع: "وفي هذا السياق نثمّن تعاوننا النشط في المجال الاقتصادي وبخاصة في مجال الطاقة، وتأكيدًا لثقتنا بقوة الاقتصاد الروسي وبأهمية الاستثمار فيه، فإن حجم استثمارات دولة قطر في روسيا تضاعف في السنوات الأخيرة، ونتطلع إلى زيادته في السنوات المقبلة" .
وأوضح أن التعاون الاقتصادي بين قطر وروسيا لا يقتصر "على الاستثمارات المباشرة، وإنّما يتعدّاه إلى التنسيق لإيجاد الأطر التنظيميّة الدوليّة اللازمة لدعم هذا التعاون"، مشيرًا إلى أنّ "البلدين أسّسا مع دول صديقة أخرى منتدى الدول المصدّرة للغاز والذي يتخذ من الدوحة مقرًا لـه".
زيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء
ونوّه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأن دولة قطر تشهد "مرحلة مهمة في نهضتها الشاملة من خلال تنفيذ استراتيجياتها الوطنية، والبرامج والمشاريع العديدة وفقًا لرؤية قطر الوطنية 2030"، مؤكدًا أن "المحرّك الرئيسي للاقتصاد القطري في هذه المرحلة هو الاستثمارات في البنية التحتية والمشروعات التنموية، لاسيما في التعليم والصحة والمواصلات والأبحاث والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها".
وأضاف: "نحن نسعى إلى تحقيق التقدم في التنويع الاقتصادي والتركيز على زيادة استثمارات القطاع الخاص في كافة القطاعات الاقتصادية، عن طريق تقديم الحوافز وطرح مشاريع المشاركة بين القطاعين العام والخاص، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة".
وشرح أن "المشاريع التنموية في دولة قطر توفر فرصًا كبيرة للشركات الأجنبية لزيادة مساهمتها في الاقتصاد القطري في مختلف القطاعات". وتابع قائلا: "قمنا خلال السنوات الأخيرة بتطوير وإجراء تعديلات محورية على العديد من التشريعات التي تعزّز مشاركة القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، مما أسهم في خلق بيئة جـاذبـة للاستثمار".
ولفت إلى أن دولة قطر تعمل "على زيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء والمستدامة، ومجالات أخرى من شأنها الإسهام في الحفاظ على البيئة ومكافحة التغير المناخي".
دعوة لاستكشاف بيئة الأعمال القطرية
ورأى أمير قطر أن جائحة كوفيد- 19 بيّنت "درجة تداخل حياة ومصائر الشعوب وتشابكها في عالمنا المعاصر. وقد ثبت أنه لا يمكن لأية دولة أن تواجه وحدها كارثة بحجم هذه الجائحة، وأن الاستثمار في الأبحاث لمحاربتها ومنع حدوث مثيلاتها في المستقبل يجب أن يكون جهدًا دوليًا".
وشدّد على أن "على المجتمع الدولي العمل الجاد والدؤوب لتوفير اللقاح والعلاج للجميع، لا سيما للشعوب الفقيرة أو تلك التي تعاني من الاضطرابات والحروب؛ فلا يجوز أن تخضع صحة الناس لقوانين السوق والتجارة العالمية".
واعتبر أن "تعزيز الاقتصاد والاستثمار وقيم الابتكار والعمل والإنتاج سوية مع تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، هو السبيل لبناء القدرات اللازمة لمحاربة الجائحة والتغلب على إشكاليات عالمية أخرى مثل التغير المناخي، وهو أيضًا السبيل لاستعادة الناس حياتهم العادية التي يفتقدونها منذ بداية الجائحة، وهو الذي سيدعم مؤسساتنا الصحيّة وأبحاثنا العلميّة وإمكانيات توفير اللقاح لجميع سكّان الأرض".
ودعا في هذا الإطار القطاع الخاص في روسيا والعالم إلى "استكشاف بيئة الأعمال القطرية الواعدة في كثير من المشروعات وفي شتى المجالات".