Skip to main content

قد يؤثر على المفاوضات النووية.. خلاف "جدي" بين روسيا وإيران

الإثنين 28 يونيو 2021
التباطؤ في إنشاء واستكمال محطتي بوشهر الثانية والثالثة ناتج عن مشاكل مالية

كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بنسختها الفارسية اليوم الإثنين عن خلافات جدية بين طهران وموسكو قد تؤثر على المفاوضات النووية في فيينا التي من المتوقّع أن تبدأ جولتها السابعة الأسبوع المقبل.

ونقلت الصحيفة عن مصدر روسي مطلع قوله: إن المسؤولين الروس اتخذوا إجراءات صارمة ضد مسؤولين إيرانيين في عدة اجتماعات جمعت بينهم مؤخرًا، وحذّروهم من عواقب عدم دفع تكاليف محطة بوشهر للطاقة الواقعة جنوب البلاد".

وقال المصدر، الذي لم يكشف عن هويته للصحيفة: إن روسيا ترجّح أن تبدي إيران مزيدًا من المرونة في مفاوضات فيينا، خاصّة أن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد بوضوح العودة إلى الاتفاق النووي، وأن استمرار الأزمة النووية الحالية له عواقب اقتصادية على روسيا وعلى العلاقات الروسية-الأميركية".

وتحدّث المصدر عن أن موسكو تبدو أكثر "عنادًا" في موقفها الجديد تجاه ظروف الحرب السورية والتنافس الاقتصادي بين إيران وروسيا في سوريا، وعقب اللقاء الأخير بين بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف.

محطتا بوشهر تواجهان مشاكل مالية

وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران علي أكبر صالحي أوضح، في مقابلة مع وكالة أنباء "خانه ملت" الإيرانية الأحد، أن التباطؤ في إنشاء واستكمال محطتي بوشهر الثانية والثالثة ناتج عن مشاكل مالية.

وقال صالحي: "لحلّ هذه المشكلة، سنقدّم مقترحات إلى اللجنة الاقتصادية الحكومية، وفي حالة الموافقة عليها سيتم تسهيل أعمال الإنشاء".

وشرح صالحي أن محطة بوشهر للطاقة تولد حاليًا ألف ميغاواط من الطاقة النووية، والتي سترتفع إلى 3 آلاف ميغاواط مع استكمال انشاء محطتي الكهرباء 2 و 3، موضحًا أن "استكمال بناء المحطتين سيستغرق خمس سنوات أخرى".

وفي تأكيد لتصريحات المصدر الروسي، قال صالحي: "نتيجة للمشكلات الاقتصادية والعقوبات نواجه مشكلة في دفع المستحقّات المالية لروسيا، ولم نتمكن من دفع المبالغ في موعدها، وهذا أدى إلى تباطؤ عملية استكمال وبناء محطات الكهرباء".

وأشارت "الإندبندنت" إلى أن الحكومة الإيرانية الحالية تدرس مقترحات الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية لحلّ المشاكل المالية، ومن المتوقع أن يتم التطرّق إليها في محادثات فيينا.

ضبابية حول مستقبل اتفاق المراقبة

إلى ذلك، تلفّ الضبابية مستقبل التوافق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد انتهاء اتفاق المراقبة النووية المؤقت الموقّع بين طهران والوكالة في 24 يونيو/ حزيران الجاري.

واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الإثنين أنه يتعيّن على إيران استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والسماح فورًا بدخولها إلى المواقع الإيرانية.

في المقابل، أعلنت إيران اليوم الإثنين أنها لم تتخذ "أي قرار" بعد بشأن تسجيلات الكاميرات العائدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في بعض منشآتها النووية.

وكانت إيران حذّرت من أنها ستمسح هذه التسجيلات ولن تسلّمها إلى الوكالة الدولية بنهاية مدّة الاتفاق، في حال لم ترفع الولايات المتحدة العقوبات التي أعادت فرضها على طهران بعد انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني عام 2018.

بدوره، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت من أن انسحاب بلاده من المحادثات النووية مع إيران التي انطلقت قبل شهرين في فيينا "يقترب"، معتبرًا أن استمرار السلطات الإيرانية في تطوير برنامجها النووي "قد يصبح قريبًا عقبة لا يمكن التغلب عليها إطلاقًا"، وذلك بعد 6 جولات من المحادثات الدولية مع طهران في العاصمة النمساوية.

وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة حول إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب منه بشكل أحادي.

وقال مسؤولون من جميع الأطراف: إن هناك قضايا رئيسية يجب حلّها قبل العودة إلى الاتفاق.

المصادر:
العربي، "اندبندنت الفارسية"
شارك القصة