السبت 21 Sep / September 2024

منعًا للاحتجاج في مئوية الحزب الشيوعي.. انتشار أمني في هونغ كونغ 

منعًا للاحتجاج في مئوية الحزب الشيوعي.. انتشار أمني في هونغ كونغ 

شارك القصة

انتشر أكثر من 10 آلاف عنصر في هونغ كونغ لمنع أي تجمّعات (تويتر- حساب استوديو إنسيندو)
انتشر أكثر من 10 آلاف عنصر في هونغ كونغ لمنع أي تجمّعات (تويتر- حساب استوديو إنسيندو)
حظرت الاحتجاجات في هونغ كونغ في وقت تنفّذ الصين حملة أمنية واسعة ضد معارضيها بعدما شهدت المدينة قبل عامين تظاهرات ضخمة مؤيّدة للديمقراطية.

انتشرت الشرطة في أنحاء هونغ كونغ اليوم الخميس لمنع أي مظاهر معارضة تزامنًا مع احتفال الحزب الشيوعي الصيني بمئوية تأسيسه. وتأتي الاحتفالات في بكين في ذكرى مرور 25 عامًا على تسليم القوة المستعمرة السابقة بريطانيا هونغ كونغ عام 1997 إلى الصين.

ومنذ عام 2003، نزل أهالي هونغ كونغ سنويًا إلى الشوارع حيث نظّموا مسيرات خلال الذكرى.

لكن حظرت الاحتجاجات في هونغ كونغ في وقت تنفّذ الصين حملة أمنية واسعة ضد معارضيها، بعدما شهدت المدينة قبل عامين تظاهرات ضخمة مؤيّدة للديمقراطية تخللها العنف في كثير من الأحيان.

انتشار ثلث قوات المدينة

وانتشر أكثر من 10 آلاف عنصر أمن (أي ما يعادل ثلث قوات المدينة) لمنع أي تجمّعات فيما حذّر مسؤولون من أن أي محاولة للتظاهر ستؤدي إلى الاعتقال. وأغلقت الشرطة الحديقة الرئيسية في المدينة بينما نفّذت العناصر الأمنية عمليات توقيف وتفتيش عدة خلال اليوم.

وحضرت رئيسة السلطة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام الاحتفالات في بكين، فيما أشرف نائبها جون لي على مراسم رسمية جرت في مركز المعارض لرفع العلم. كما جابت الشوارع دوريات للشرطة ومركبات تحمل خراطيم المياه تحسبًا لخروج أي تظاهرات.

وبخلاف العادة، صدرت الأوامر المرتبطة بالمراسم بلغة الماندراين بدلاً من اللغة الكانتونية المستخدمة عادة في هونغ كونغ.

وألقى لي خطابًا أشاد فيه بفرض الصين قانونًا واسع النطاق للأمن القومي في هونغ كونغ دخل حيّز التنفيذ قبل ساعة فقط من ذكرى تسليم المدينة العام الماضي. وقال لي: "يواصل السكان التمتّع بحرية التعبير والصحافة والتجمّع والتظاهر وغير ذلك بموجب القانون مع المحافظة على الأمن القومي". ولطالما كرّر قادة هونغ كونغ التطمينات ذاتها، إلا أنها لا تنعكس كثيرًا على أرض الواقع.

قانون الأمن القومي

وطيلة العام الماضي، جرّم قانون الأمن القومي مجموعة من وجهات النظر السياسية وأحدث تحوّلاً في المشهد السياسي والقانوني في هونغ كونغ، التي تحظى بحكم شبه ذاتي. وحظرت التظاهرات فعليًا بينما تم توقيف وسجن العديد من قادة المعارضة في المدينة فيما فرّ آخرون.

واضطرت الصحيفة الأكثر دفاعًا عن الديمقراطية في المدينة "آبل ديلي" إلى إغلاق أبوابها الشهر الماضي، بعدما جمّدت حساباتها بموجب قانون الأمن القومي، فيما تم توقيف عدد من موظفيها على خلفية مقالات نشرتها.

ولا تزال التجمّعات التي تضم أكثر من أربعة أشخاص محظورة بموجب تدابير الحد من تفشي كوفيد، رغم عدم تفشي الفيروس حاليًا بشكل نشط في المدينة.

كما تم توقيف المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان تشاو هانغ-تونغ أمس الأربعاء ووجهت إليها اتهامات بالتحريض على الانضمام إلى تظاهرة غير مرخصة الشهر الماضي. وقالت في رسالة نشرتها عن طريق محاميها: "هذا اضطهاد إلى جانب كونه شرف. لن ينجح توقيفي في إسكات الجميع".

تحركات خجولة

وكانت التظاهرة الوحيدة التي شوهدت صباح اليوم الخميس هي مسيرة نظمها أربعة ناشطين من "رابطة الديمقراطيين الاشتراكيين"، أحد الأحزاب المعارضة القليلة التي لا تزال ناشطة. ورفعوا لافتة قرب موقع إحياء الذكرى داعين للإفراج عن السجناء السياسيين. ولحق 200 عنصر شرطة بمسيرتهم اليتيمة ومنعوهم من الاقتراب من مركز المعارض حيث تجمّع المسؤولون.

وقال أحد الناشطين ويدعى رافايل وونغ للصحافيين: "تتصرف الشرطة وكأنها تواجه عدوًا هائلًا". وتابع: "يثير ذلك تساؤلات بشأن إن كانت هونغ كونغ تحوّلت بالفعل إلى دولة بوليسية. لكنّنا سنواصل التحدث والدفاع عن آخر مساحة متاحة لنا لحرية التعبير".

وفرضت الشرطة لاحقًا طوقًا أمنيًا حول حديقة فكتوريا، وأمرت الأشخاص الذين كانوا يمارسون الرياضة أو يتنزهون في المكان بالمغادرة. وأعلنت السلطات بأنه تم رصد دعوات عبر الإنترنت لحضور "مسيرات محظورة". واعتقل عدد من عناصر الشرطة الناشطة المسنة المدافعة عن الديمقراطية ألكساندرا وونغ، المعروفة باسم "الجدة وونغ" بعد ساعات عندما وقفت وحيدة وقفة احتجاج.

وبعد مراسم رفع العلم، قال رئيس جهاز الخدمة المدنية باتريك نيب في رده على سؤال بشأن إن كان يعتقد بأنه يمكن وصف هونغ كونغ بالدولة البوليسية: "أعتقد أن هذه مبالغة".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close