درعا تحت حصار النظام وروسيا.. محاولة للضغط على فصائل المعارضة
شهدت درعا جنوبي سوريا مظاهرات عقب صلاة الجمعة احتجاجًا على الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري وروسيا على المدينة.
وتجمّع المئات من أهالي درعا البلد في ساحة المسجد العمري مردّدين هتافات تدعو لإسقاط نظام بشار الأسد وتطالب بفكّ الحصار المفروض على أكثر من 11 ألف عائلة.
وتشهد درعا البلد منذ أكثر من 10 أيام حصارًا شبه تام من قوات النظام السوري وروسيا في خطوة للضغط على مقاتلي فصائل المعارضة الموجودين فيها.
وفي 25 يونيو/ حزيران الماضي، طالب النظام وداعمته روسيا من سكان درعا البلد والمعارضة المسلحة أن يسلموا جميع الأسلحة الخفيفة التي بحوزتهم والسماح بتفتيش منازلهم.
ورفض مركز المصالحة في درعا وأعيان المنطقة هذا الطلب، لأنه يتعارض مع الاتفاق الذي توصلوا إليه مع نظام الأسد بوساطة روسية لتسليم الأسلحة الثقيلة فقط في يوليو/تموز عام 2018.
وإثر ذلك، عمدت قوات النظام على فرض حصار كامل على نحو 40 ألف مدني يعيشون في حي درعا البلد، ومنع دخول مواد إنسانية أساسية مثل الأدوية والأغذية والوقود.
ماذا يريد النظام من حصار درعا؟
حسب المحلل الاستراتيجي والعسكري عبد الجبار العكيدي فإنّ ما يريده النظام من هذا الحصار هو استرجاع هيبته على كامل مدينة درعا، والانقلاب على اتفاقيات المصالحة التي عُقدت عام 2018، بين الفصائل المسلحة والروس.
ويشير في حديث إلى "العربي" من غازي عنتاب، إلى أنّ الأسباب الأخرى تعود إلى الرغبة في الانتقام من أهالي درعا الذين رفضوا الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرًا، فضلًا عن رغبة النظام في الضغط عليهم لتسليم السلاح.
ويلفت إلى أنّ الروس يهددون حاليًا بجلب الميليشيات الإيرانية وعناصر حزب الله لاقتحام المدينة والمنازل.
ويؤكد المحلل الاستراتيجي أنّ رسالة سكان درعا كانت واضحة اليوم، بعد رفعهم شعار "صامدون"، في إشارة إلى عدم استسلامهم أو تسليم سلاحهم.