السبت 14 Sep / September 2024

حياة مأساوية ونهاية كارثية.. انتحار مراهق صيني بعد "لمّ شمله" بعائلته

حياة مأساوية ونهاية كارثية.. انتحار مراهق صيني بعد "لمّ شمله" بعائلته

شارك القصة

القصة الكاملة لانتحار "الفتى العائد" ليو شويزهو (الصورة: نيويورك بوست)
أنهى الشاب ليو شيوجو، حياته بجرعة زائدة من مضادات الاكتئاب بعد تخلي عائلته، التي "باعته وهو رضيع"، عنه للمرة الثانية.

قرر مراهق صيني إنهاء حياته، بعد أن اجتمع شمله مؤخرًا مع والديه اللذين "باعاه وهو رضيع"، بعدما تحولت قصة عودته إلى كنف عائلته من سعيدة إلى مأساة.

وفي التفاصيل، فقد أفادت صحيفة "الواشنطن بوست" نقلًا عن تقارير إعلامية صينية، أن ليو شويزهو البالغ من العمر 17 عامًا انتحر بجرعة زائدة من مضادات الاكتئاب مطلع هذا الأسبوع، حيث أكدت السلطات أنه توفي ونقلت جثته إلى مستشفى بسانيا بالصين. 

أما سبب إقدام الشاب على إنهاء حياته رغم لم شمله بوالديه، فهو بحسب التقارير لأن عائلته قررت أن تتخلى عنه مرة أخرى.

قصة بدايتها مؤلمة ونهايتها مأساوية

بدأت قصة ليو المؤلمة منذ ولادته بين عامي 2004 و2006 والتي بقيت موضع خلاف، حيث يقول والداه إن عمره 15 عامًا فيما تكشف بطاقته الشخصية أنه ولد في ريف مقاطعة هيبي شمال الصين ويبلع 17 عامًا.

وكان والداه غير متزوجين عند إنجابه لذلك قرّرا بيعه "من أجل سداد مهر والدته العروس" مقابل 4200 دولار ذهب معظمها إلى الوسيط الذي أتم الصفقة، بحسب "الواشنطن بوست".

وعام 2009 أصبح ليو يتيمًا بعد وفاة والديه بالتبني في انفجار ألعاب نارية، ليقرر بعد ذلك أن يبدأ رحلة البحث عن عائلته البيولوجية، فجذبت قصته اهتمامًا واسعًا بعدما شارك مقطع فيديو يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول 2021 طلب فيه المساعدة في العثور على عائلته البيولوجية.

وحينها شجعته الشرطة على استخدام قاعدة بيانات الحمض النووي التي أنشأتها السلطات في إطار حملة للحد من الاتجار بالأطفال ولم شمل العائلات مع أطفالهم الذين اختُطفوا أو تمّ تبنيهم أو فقدوا الاتصال بوالديهم.

وبالفعل، تمكّن ليو في بداية العام الجديد من الالتقاء بوالديه الحقيقيين حيث كان حينها بلا مأوى لكن الفرحة سرعان ما تحوّلت إلى خصام وقطيعة جديدة بعد أن قال إن عائلته باعته ولم تتخلّ عنه فقط.

وقال إن والديه اللذين انفصلا منذ زمن ولديهما الآن عائلات جديدة "رفضا السماح له بالعيش مع أحدهما أو تأمين منزل للعيش فيه" فيما قال والده إنه عرض عليه البقاء معه حتى إنهاء دراسته الجامعية ووعده بتوفير منزل جديد له، لكن ليو نفى صحة تصريحات والده وأكد أن والدته أيضًا حجبته حتى من التواصل معها عبر تطبيق "وي تشات".

بدورها برّرت الوالدة تشانغ قطع علاقتها مع ابنها بأنها "أرادت العودة إلى حياتها الهادئة" وزعمت أنه "طلب منها أن تطلق زوجها".

وقالت تشانغ لصحيفة "بكين نيوز": "الآباء أيضًا بشر، وشعرت بالخوف"، مضيفة أنها تعرضت للمضايقة والتهديد بعد أن نشر ابنها تسجيلًا لإحدى مكالماتهما الهاتفية.

وأثارت قضية الفتى الصيني كثيرًا من الجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى إنه تعرض للتنمر عبر الإنترنت واتهمه بعض المستخدمين "بمحاولة كسب التعاطف"، فيما دافع عنه آخرون وقالوا إنه يستحق الدعم.

لكن ليو أنهى حياته بجرعة زائدة تاركًا خلفه رسالة ردّ فيها على المتنمرين عبر الإنترنت، تحدّث فيها بمرارة عن ماضيه العاصف والقصير وعن فقدان طفولته كما معانته من التنمر  والتحرش والاكتئاب.

فكتب ليو شويزهو برسالة بتاريخ 24 يناير/ كانون الثاني: "أتمنى لو كان هناك عدد أقل من الأشخاص الأشرار والخبثاء في هذا العالم.. كان هناك أشخاص يهاجموني على تطبيق دوين وويبو في اليومين الماضيين.. لقد تخلت عني عائلتي البيولوجية للمرة الثانية".

وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، أن ليو عثر على جثته على شاطئ في مقاطعة جزيرة هاينان بجنوب الصين، بعد أن أطلق أشخاصًا عملية البحث عنه بعد قراءة منشوراته "المقلقة" على وسائل التواصل الاجتماعي.

معاناة الأطفال في الصين والاتجار بالبشر

ورغم خسارة الفتى الأليمة، إلا أن قصته أعادت تسليط الضوء على حوادث بيع الأطفال أو اختطافهم في الصين التي انتشرت بشكل واسع منذ الثمانينيات عقب تطبيق السلطات الصارم لسياسة "الطفل الواحد" في البلاد.

حينها زادت عمليات خطف الفتيان الذي كانوا يباعون لأسر تبحث عن ورثة ذكور وفق "النيويورك تايمز"، وبينما لا توجد إحصاءات رسمية عن عدد الأطفال المختطفين كل عام قال مسؤولون في وزارة الأمن العام الصينية إنهم أعادوا 2609 طفلًا مفقودًا أو مخطوفًا إلى أسرته خلال عام 2021.

كما قالت وزارة الأمن العام: إن حالات الاختطاف تراجعت من 6000 حالة عام 2012 إلى 666 حالة عام 2021، فيما سُجّلت 45507 حالة اتجار بالنساء والأطفال بين عامي 2000 و2007.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close