الخميس 19 Sep / September 2024

النووي الإيراني.. رئيسي يتمسك بالضمانات وفرنسا تدعو طهران لاغتنام الفرصة

النووي الإيراني.. رئيسي يتمسك بالضمانات وفرنسا تدعو طهران لاغتنام الفرصة

شارك القصة

الكاتب السياسي حسين رويران يتحدث لـ"العربي" عن أهمية الضمانات التي تطالب بها طهران في مفاوضاتها النووية (الصورة: غيتي)
دعا ماكرون رئيسي إلى اتخاذ القرارات السياسية التي تتيح الحفاظ على اتفاق فيينا، فيما قال الرئيس الإيراني: إن أي اتفاق يجب أن يشمل إلغاء الحظر، وتقديم ضمانات صالحة.

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي السبت إلى "اغتنام الفرصة الآن" للحفاظ على اتفاق فيينا المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان: إن ماكرون شدد خلال اتصال هاتفي استمر 90 دقيقة بالرئيس الإيراني على "الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق، ما دام لا يزال هناك وقت".

وأعرب ماكرون "عن اقتناعه بأن المناقشات التي جرت بمشاركة نشطة من فرنسا وشركائها جعلت من الممكن التوصل إلى حل يحترم المصالح الجوهرية لجميع الأطراف، ما من شأنه أن يجنب أزمة نووية حادة".

وأكد أنه يتوجب "على إيران الآن اغتنام هذه الفرصة واتخاذ القرارات السياسية التي تتيح الحفاظ على اتفاق فيينا لمصلحة إيران والجميع".

إلغاء الحظر وتقديم ضمانات صالحة

من جهته، قال الرئيس الإيراني إن "أي اتفاق في فيينا يجب أن يشمل إلغاء الحظر وتقديم ضمانات صالحة وإغلاق القضايا والمزاعم السياسية".

وأضاف رئيسي وفقًا لما نقلته وكالة "تسنيم الإيرانية"، أن الوفد الإيراني يسعى بشكل جاد لدفع مفاوضات فيينا إلى الأمام، وأن بلاده قدمت مقترحات بناءة خلال المفاوضات، وقامت بدراسة  المقترحات التي طرحتها الأطراف الأخرى.

وتابع أن "الوفد الإيراني أعلن مرارًا  بأنه يرحب بالمبادرات التي تلبي وتصون حقوق الشعب الإيراني، محذرًا من  أن الضغوط أو المزاعم  السياسية بهدف الحفاظ على أداة الضغط على الشعب الإيراني من شأنها أن تقوض آفاق التوصل إلى اتفاق.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت الخميس "إحراز تقدم جوهري" خلال المفاوضات في فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي، متحدثة عن إمكان التوصل الى توافق "في الأيام المقبلة" إذا أبدت إيران "جدية".

"لحظة الحقيقة"

وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن أمس السبت، حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أنّ فرص إحياء الاتفاق النووي الايراني تتضاءل، مؤكّدًا أنّ "لحظة الحقيقة" حانت للمسؤولين الإيرانيين.

وقال شولتس خلال المؤتمر: "لدينا الآن فرصة للتوصل إلى اتفاق يسمح برفع العقوبات. لكن إذا لم ننجح بسرعة كبيرة، فإن المفاوضات قد تفشل. المسؤولون الإيرانيون لديهم خيار. الآن لحظة الحقيقة".

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال المؤتمر: إن بلاده "مستعدة للتوصل إلى اتفاق جيّد في أقرب وقت ممكن إذا اتّخذ الطرف الآخر القرار السياسي اللازم"، مضيفًا "نحن جادّون للغاية".

وشدّد وزير الخارجية الإيراني على وجوب أن تبدي الدول الغربية "مرونة" في المحادثات.

وقال: "في حال لم يرغب الغربيون في هذه المرحلة بالقيام بما ينبغي عليهم القيام به عمليًا، فيجب تحميلهم مسؤولية فشل المحادثات".

لماذا تطالب إيران بضمانات؟

وفي هذا الصدد، رأى الكاتب السياسي حسين رويران، بأن "الضمانات" هي الملف الأخير على طاولة المفاوضات في فيينا، إذ إن طهران تطالب بضمانات لاستمرارية الاتفاق النووي، في وقت تقول فيها واشنطن إنها لا تستطيع أن تعطي أي ضمانة.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من العاصمة الإيرانية طهران، بأن هناك بعض المقترحات التي طرحتها الجمهورية الإسلامية على غرار الحصول على بعض الامتيازات في حال خروج الولايات المتحدة من الاتفاق، منها: زيادة نسبة التخصيب، وتغيير أجهزة الطرد المركزي، كأداة ضغط على الطرف الأميركي.

وتابع أن طهران تركز على الاتفاق النووي وترفض التفاوض في أي مواضيع أخرى خلال مباحثتها النووية، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة طرحت بعض الخيارات حول رفع العقوبات.

ومضى قائلًا: "إذ لم يكن هناك أي ضمانات، فطهران لن تقبل أن تكون مرتهنة للانتخابات الأميركية ومزاج الشارع الأميركي".

وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

إلا أنّ مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحاديًا منه عام 2018، معيدًا فرض عقوبات قاسية على طهران. وردت الأخيرة ببدء التراجع تدريجيًا عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق.

ويبدو أنّ إطار اتفاق جديد مطروح على طاولة النقاش في المحادثات التي تستضيفها فيينا منذ نوفمبر/تشرين الثاني بين إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا).

وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، إلى إعادة الأميركيين الى الاتفاق، خصوصًا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، في مقابل عودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق 2015.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close