قُدّر عددهم بـ50 ألف لاجئ.. أوكرانيون يعبرون الحدود هربًا من القصف
مع دخول الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية يومه الثاني، تساقطت الصواريخ على مناطق عدة في البلاد بما فيها العاصمة كييف ما دفع الآلاف من الأوكرانيين إلى محطات المترو تحت الأرض، حيث اتخذوا منها ملجأ من القصف، فيما فضل آخرون عبور الحدود.
وأظهرت الصور آلاف الأشخاص وهم يهرعون إلى محطات المترو داخل العاصمة بعد دوي صفارات الإنذار. كما أظهرت صور أخرى آلاف السيارات، وهي تتجه نحو الحدود الأوكرانية مع بولندا ورومانيا.
وأورد المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة اليوم الجمعة، أن أكثر من خمسين ألف أوكراني فرّوا من بلادهم في أقل من 48 ساعة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، علمًا أنه أحصى أمس الخميس مئة ألف نازح داخل أوكرانيا.
وكتب فيليبو غراندي على تويتر: "فر أكثر من خمسين ألف لاجئ أوكراني من بلادهم في أقل من 48 ساعة، معظمهم نحو بولندا ومولدافيا، ويتجه كثر آخرون إلى الحدود"، موجهًا "الشكر الكبير إلى الحكومات ومواطني الدول، التي تبقي حدودها مفتوحة وتستقبل اللاجئين".
وتقول وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة: إن الحرب قد تدفع ما يصل إلى خمسة ملايين شخص إلى الفرار للخارج، مشيرة إلى نقص في الوقود والأموال والإمدادات الطبية في بعض أنحاء البلاد.
وتمنع القوانين الأوكرانية الرجال بين الثامنة عشرة والستين من عبور الحدود، نظرًا لأنهم في سن القتال.
بولندا تفتح المدارس
واجتاز أوكرانيون الحدود الرومانية هربًا من الحرب في بلادهم، وقام باستقبالهم متطوعون رومانيون بالطعام والمشروبات. وقد تم تأمين وسائل نقل مجانية لهم أوصلتهم إلى أماكن إقامتهم.
وعند الحدود البولندية ـ الأوكرانية، أشار مراسل "العربي" إلى أن عائلات بأكملها تصل إلى بولندا.
وفيما قال إن اللاجئين بدا على وجوههم التعب والإنهاك، أوضح أن منهم من فرّ من مناطقه سيرًا على الأقدام أو باستخدام المواصلات العامة، أو السيارات الخاصة.
ولفت إلى أن السلطات البولندية كانت قد تحدثت عن وصول 100 ألف لاجئ إلى البلاد حتى صباح اليوم، غير أنه أفاد بأنه مع ساعات المساء شاهد آلاف اللاجئين وهم يعبرون الحدود.
وتحدث أيضًا عن أزمة مرورية خانقة، وتوقعات بوصول أعداد كبيرة من اللاجئين.
وأشار إلى أن الحكومة تتعامل مع هذه المسألة من خلال فتح المدارس لاستضافة اللاجئين، ونقلهم إلى أماكن إقامتهم عبر الباصات الخاصة بفرق الإطفاء.
تبرع بالدم وإنشاء مستشفيات
وفي سلوفاكيا التي فرّ إليها لاجئون من أوكرانيا، حثت السلطات السكان على التبرع بالدم، وأنشأت مستشفيات بها 5380 سريرًا كي يستخدمها الجيش أو حلف شمال الأطلسي.
وأعلنت المجر أنها ستفتح ممرًا إنسانيًا للمدنيين من بلد ثالث مثل إيران أو الهند، الذين يفرون من أوكرانيا، إذ ستسمح لهم بالدخول من دون تأشيرات وستنقلهم إلى أقرب مطار في دبرتسن.
وفي أنحاء وسط أوروبا، على الجانب الشرقي من حلف شمال الأطلسي، نشر متطوعون رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي لتوفير إيواء أو انتقالات للوافدين عبر الحدود.
وأقام ناشطون أماكن لتوزيع الأغذية والمشروبات الساخنة، في حين عرض أطباء بيطريون استضافة الحيوانات الأليفة.
أما ألمانيا فأعلنت على لسان وزيرة داخليتها نانسي فيزر عن جهوزيتها الكاملة لاستقبال لاجئين من أوكرانيا.