أعلنت حكومة حركة طالبان أنها ستمنع الأفغان من مغادرة البلاد في ظروف معينة.
ولطالما وجهت لحركة طالبان تحذيرات شديدة اللهجة من تقييد الحريات في البلاد ولا سيما المتعلق منها بالنساء والسفر، ولهذا تثير هذا الخطوة الجديدة التي تريد طالبان المضي بها قلق الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقت يخشى من عرقلتها لجهود الإجلاء الجارية.
وذكر المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحافي، الأحد الماضي، أنه لن يُسمح للأفغان بمغادرة البلاد، مشترطًا تحديد وجهة واضحة يقصدها هؤلاء.
أما بالنسبة للنساء والتي كثير ما واجهت الحركة انتقادات حول تقييد حريتهن، اشترط المتحدث أيضًا أنهن لن يتمكّن من السفر للخارج للدراسة من دون "محرم"، ويقصد بذلك رجل مرافق للمرأة، له صلة قرابة بها من الدرجة الأولى كالأخ والعم والخال والابن، وابن الأخ أو الأخت، أو بطبيعة الحال الزوج أو الأب.
قيود غير مقبولة
وفي أول تعليق على الأمر، غرّد القائم بأعمال السفير البريطاني لدى أفغانستان، هوغو شورتر يوم الإثنين، قائلًا: "ستكون قيودًا غير مقبولة على حرية الحركة، أدعو طالبان إلى توضيح تصريحاتها سريعًا".
وتجري حاليًا في أفغانستان، جهود حثيثة، تقوم بها حكومات ومنظمات دولية لإجلاء آلاف الأفغان الذين عملوا مع السفارات والجيوش والمشروعات الأجنبية، إضافة للمؤهلين للحصول على حق اللجوء في دول غربية ولكنهم لا يزالون عالقين في أفغانستان منذ أن انسحب الجيش الأميركي في نهاية أغسطس/ آب 2021.
لكن لم يتضح بعد مدى تأثير ما تعتزم القيام به حركة طالبان التي استولت على السلطة في منتصف أغسطس/ آب 2021، حيال تقييد حركة السفر على عرقلة خروجهم عبر الجهات المذكورة آنفًا.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في وقت متأخر يوم الإثنين، فإنه أكد أنهم يناقشون الأمر مع حركة طالبان، معربًا عن قلقه مما ذكرته الصحافة حول خطوة الحركة المرتقبة.
ولفت المتحدث إلى أن قدرة بلاده على تسهيل نقل من وصفهم بـ"حلفائنا" من الأفغان تعتمد على حفاظ طالبان على التزامها بتوفير ممر آمن، وفق تعبيره.
على من ستطبق طالبان تقييد السفر؟
وفي هذا السياق، اعتبر المتحدث باسم الحركة، أن القيود التي فرضتها طالبان على السفر ستنطبق على الأفغان الذين عملوا مع قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية، لكنه لم يوضح في ظل أي ظروف يمكنهم مغادرة البلاد.
وشّدد بالقول: "لن نسمح للأفغان بمغادرة البلاد إلا إذا كانت وجهتهم معروفة"، وذلك في إشارة كبيرة على مدى تمسك الحركة بالأمر رغم محاولاتها تليين موقف الغرب تجاهها.
وأنحى المتحدث باسم الحركة باللوم على الأوضاع السيئة في الدول التي علق فيها بعض الأفغان لحين استخراج تأشيراتهم بعدما أجلت القوات الأجنبية الآلاف من البلاد من دون استخراج التأشيرات في بعض الأحيان.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول، توقفت إلى حد كبير رحلات الإجلاء المنتظمة التي نظمتها الولايات المتحدة عبر قطر، بسبب معارضة من إدارة طالبان بشأن من ينبغي أن يكون قادرًا على الصعود على متن الطائرات.
يذكر أن قطر توصلت إلى اتفاق مع حركة طالبان لاستئناف رحلات الإجلاء المستأجرة انطلاقًا من مطار كابل في أفغانستان، وفق وذلك ما نقل موقع "أكسيوس" الإخباري مطلع فبراير/ شباط الماضي.
