Skip to main content

"دولة منبوذة ومعزولة".. علماء روسيا يدينون الهجوم على أوكرانيا

الخميس 3 مارس 2022

أدان آلاف العلماء والصحافيين الروس هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، مخاطرين بغرامات مالية أو حتى بأحكام سجن.

ففي رسالة مفتوحة إلى الرئيس الروسي، قالوا إنه لا يوجد "مبرر منطقي لهذه الحرب" وحذروا من أن البلاد "محكوم عليها بالعزلة"، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

وزعموا أن العلوم والطب الروسيين يمكن أن يتخلفا عن الركب بسبب نقص التمويل الدولي حيث يحول العالم روسيا إلى دولة "منبوذة".

ووضع أكثر من 6100 أكاديمي وصحفي علمي وطبيب أسماءهم في الوثيقة على الرغم من قوانين روسيا الصارمة المناهضة لحرية التعبير. وطالب الموقعون بـ"الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية الموجهة ضد أوكرانيا".

فقد قطعت الولايات المتحدة بالفعل العلاقات مع صناعة الفضاء الروسية كجزء من حزمة العقوبات، في حين جمد أكبر ممول للأبحاث في ألمانيا كل التعاون العلمي مع البلاد.

حرب "لا معنى لها"

وجاء في نص الرسالة التي نُشرت يوم الثلاثاء: "نحن العلماء والصحفيين العلميين الروس، نعلن احتجاجًا شديدًا على الأعمال العدائية التي تشنها القوات المسلحة لبلدنا على أراضي أوكرانيا".

وأضافت الرسالة: "هذه الخطوة القاتلة تؤدي إلى خسائر بشرية هائلة وتقوض أسس النظام الراسخ للأمن الدولي. تقع مسؤولية شن حرب جديدة في أوروبا بالكامل على عاتق روسيا". 

واعتبر تحالف العلماء والأطباء أنّه "لا يوجد مبرر منطقي لهذه الحرب. وأن محاولات استخدام الوضع في دونباس كذريعة لشن عملية عسكرية لا توحي بأي ثقة". 

وجاء في الرسالة: "من الواضح أن أوكرانيا لا تشكل تهديدًا لأمن بلدنا. الحرب ضدها غير عادلة وبصراحة لا معنى لها". 

وقال الموقعون على الاتفاقية: "إن قيام دولة أوكرانيا يعتمد على المؤسسات الديمقراطية وإن جميع المشاكل بين روسيا وجيرانها الأوروبيين يمكن حلها سلميًا". 

وأضافت الرسالة: "بعد أن أطلقت العنان للحرب، حكمت روسيا على نفسها بالعزلة الدولية، إلى موقف دولة منبوذة. وهذا يعني أننا، نحن العلماء، لن نكون قادرين على القيام بعملنا بشكل طبيعي: بعد كل شيء، إجراء البحث العلمي لا يمكن تصوره دون التعاون الكامل مع الزملاء من البلدان الأخرى".

وأشارت الرسالة إلى أن عزلة روسيا عن العالم "تعني المزيد من التدهور الثقافي والتكنولوجي لبلدنا في ظل الغياب التام للآفاق الإيجابية". 

وطالب العلماء بإنهاء الحرب فورًا، وباحترام سيادة ووحدة أراضي الدولة الأوكرانية، وبالسلام لبلادهم. وقالوا: "الحرب مع أوكرانيا هي خطوة إلى اللامكان". 

عواقب محتملة

ويمكن أن لا يكون لهذه الرسالة وقع جيد في روسيا التي تقمع حرية التعبير وأي معارضة للحكومة منذ عام 2012. ويمكن أن يؤدي أي انتقاد علني للدولة الروسية إلى غرامات تصل إلى 8300 دولار أو أحكام بالسجن، بموجب القوانين التي تم سنها عام 2012.

فقد تم بالفعل اعتقال نحو ستة آلاف متظاهر احتجاجًا على الهجوم على أوكرانيا في روسيا.

وأدان المجتمع العلمي الدولي هجوم روسيا على أوكرانيا، ودعا البعض إلى قطع جميع العلاقات مع العلماء الروس.

وتستكشف ناسا الآن طرقًا لإبقاء محطة الفضاء الدولية عاملة في مدار أرضي منخفض دون مساعدة روسية للحفاظ على دفع المركبة الفضائية.

في غضون ذلك، وقع أكثر من 130 شخصًا على رسالة مفتوحة موجهة إلى المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تدعو إلى التعليق العاجل لجميع تمويل المؤسسات الروسية.

وقال ماكسيم ستريخا، الفيزيائي بجامعة تاراس شيفتشينكو الوطنية في كييف، لمجلة "نايتشر" العلمية: "إنه يجب تجريد العلماء الروس من التمويل، ويجب أن تكون هناك مقاطعة كاملة للمجتمع الأكاديمي الروسي". واعتبر أنّه يجب على المجتمع الأكاديمي الروسي أيضًا دفع ثمن دعمه لبوتين.

وكانت روسيا متأخرة عن أوروبا والولايات المتحدة في العلوم والصحة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، حيث انهار اقتصاد البلاد في ذلك الوقت وانتقل عشرات الآلاف من العلماء إلى الخارج لمواصلة حياتهم المهنية.

وعلى الرغم من وعد بوتين بإستراتيجية بحث جديدة في عام 2018- بما في ذلك 900 مختبر جديد ودعم إضافي للعلماء في بداية حياتهم المهنية- إلا أن التمويل على أرض الواقع لمعظم الأبحاث الروسية لا يزال ضعيفًا.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة