Skip to main content

9 أيام على الهجوم الروسي.. اشتباكات مستمرة بأوكرانيا ودعوات لوقف الحرب

الجمعة 4 مارس 2022

سيطرت القوات الروسية على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا اليوم الجمعة، في هجوم أثار الانزعاج في أنحاء العالم، وقالت واشنطن إنه ينذر بكارثة، لكن مسؤولين قالوا في وقت لاحق إن المنشأة صارت آمنة.

واندلع قتال في أماكن أخرى بأوكرانيا، في اليوم التاسع لبدء الهجوم، حيث حاصرت القوات الروسية عدة مدن وقصفتها في الأسبوع الثاني من الهجوم الذي شنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتجدد الهجوم على العاصمة كييف مع وجود رتل روسي متوقف على طول الطريق منذ أيام، وسمع دوي الانفجارات من وسط المدينة.

وتعرضت مدينة ماريوبول الساحلية في الجنوب الشرقي للحصار والقصف. وقال رئيس بلدية المدينة اليوم الجمعة إنها أصبحت بلا ماء ولا وسائل تدفئة ولا كهرباء وإن الطعام نفد بعد خمسة أيام من الهجوم.

وأضاف رئيس البلدية فاديم بويشينكو: "نتعرض ببساطة للدمار".

ويُعتقد أن آلاف الأشخاص قتلوا أو أصيبوا، وأن هناك أكثر من مليون شخص يطلبون اللجوء في غرب أوكرانيا والدول المجاورة منذ 24 فبراير/ شباط، عندما أمر بوتين بتنفيذ أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

كاميرا العربي ترصد الاشتباكات

وتمكن مراسل "العربي" عدنان جان، من التغطية من الخطوط الأمامية في شمال العاصمة الأوكرانية كييف، ورصد أقرب نقطة للاشتباكات الحاصلة بين الجيشين الأوكراني والروسي، إذ يحاول هذا الأخير تحقيق تقدم ميداني على الأرض في العاصمة.

وأكد المراسل استهداف روسيا بصواريخ لمصنع كبير في كييف، حيث بدا حجم الدمار هائلًا إلى جانب احتراق العديد من السيارات بساحته، مشيرًا إلى أن النقطة المستهدفة تبعد نحو 300 متر عن مواقع تمركز الجيش الأوكراني الذي يفصله عن الجيش الروسي نحو 2 كلم.

وأضاف المراسل أن النقطة التي يتواجد فيها، تبعد عن مركز العاصمة بنحو 25 كلم، مؤكدًا الانتشار الكثيف للجيش الأوكراني على طول الطريق.

ولفت المراسل إلى أن السلطات طلبت بشكل مسبق من المدنيين المغادرة، ولهذا لم يعلن عن وقوع ضحايا أو إصابات جراء القصف الروسي المكثف.

جلسة في مجلس الأمن

ونقل الهجوم على محطة زابوريجيا النووية الصراع إلى مكان شديد الخطورة. ومع سقوط القذائف على المنطقة، اندلع حريق في مبنى تدريب مما أشعل المخاوف في أنحاء العالم، قبل أن يتم إخماد الحريق ويعلن المسؤولون أن المنشأة أصبحت آمنة.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد: إن العالم تفادى بالكاد كارثة نووية.

وأضافت في جلسة طارئة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن الهجوم يمثل "تصعيدًا خطيرًا جديدًا" في الهجوم الروسي على أوكرانيا، محذرة من استمرار وجود "خطر وشيك". وطالبت بضمانات من موسكو بعدم تكرار ما حدث.

وقال مسؤول في إنرجوأتوم، وهي الشركة الحكومية الأوكرانية المشغلة للمحطات النووية، لرويترز إنه لم يكن هناك مزيد من القتال وإن الإشعاع كان طبيعيًا، لكن الشركة لم تعد على اتصال بإدارة المحطة أو تسيطر على المواد النووية بها.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي إن المحطة لم تتضرر مما يعتقد أنها قذيفة روسية. وكان واحد فقط من مفاعلاتها الستة يعمل وبنحو 60% من طاقته.

من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع الروسية أيضًا أن المحطة تعمل بشكل طبيعي. وعزت الحريق إلى "هجوم وحشي" شنه "مخربون أوكرانيون"، وقالت إن قواتها مسيطرة.

"كذب"

في المقابل، أوضح السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا أمام مجلس الأمن الدولي أن روسيا لم تهاجم الموقع النووي الأوكراني في زابوروجيا، وهو اتهام "كاذب"، متهمًا أوكرانيا بإشعال حريق في هذه المنشأة.

ورأى أن اتهام روسيا بالمسؤولية "جزء من حملة أكاذيب" ضد موسكو. واتهمت أوكرانيا والغرب روسيا بالوقوف وراء الهجوم.

وانتقد المبعوث الأوكراني لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا نظيره الروسي، متهمًا إياه بنشر "الأكاذيب".

وقال إن القوات الروسية التي تسيطر على المنشأة النووية ترفض دخول المفتشين الأوكرانيين.

ودعا رسميًا الأمم المتحدة إلى إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا.

لكن استبعد حلف شمال الأطلسي قيام منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، وسوف تستخدم روسيا حق الفيتو ضد أي اقتراح من هذا القبيل في مجلس الأمن.

ودعا السفير الصيني لدى الأمم المتحدة تشانغ جون المجتمع الدولي إلى "التزام الهدوء والعقلانية".

وقال: "يجب أن يسهم أي إجراء في وقف التصعيد والتسوية الدبلوماسية بدلًا من صب الزيت على النار، ما يؤدّي إلى مزيد من التصعيد وتدهور الوضع".

نداء مرفوض

في السياق نفسه، أصبح المستشار الألماني أولاف شولتس أحدث زعيم غربي يتصل هاتفيًا ببوتين ويطالبه بوقف الحرب.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك: إن روسيا تزيد فقط من ضرباتها ضد المدنيين، "بأشد قسوة وحشية".

من جهته، أعرب وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني عن شعوره بالحزن الشديد بسبب "الصور التي نراها لمناطق سكن الطبقة العاملة خارج المدن وقت اختفى نصف المباني وسط أنقاض يتصاعد منها الدخان".

وقال: إن المزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي في الطريق، ومن المحتمل أن تشمل فرض حظر على السفن التي ترفع العلم الروسي في الموانئ الأوروبية، وحظر واردات الصلب والأخشاب والألمنيوم والفحم.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة