Skip to main content

عودة "الرعب النووي".. انقطاع التيار الكهربائي "كليًا" عن محطة تشرنوبيل

الأربعاء 9 مارس 2022

مع دخول الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الـ 14، عادت مجدّدًا المخاوف النووية إلى الواجهة، ولا سيما أن حراكًا دوليًا نشطًا عقب العملية العسكرية لمنع تكرار كارثة تشيرنوبيل، عقب قصف محيط محطة زابوريجيا النووية الواقعة في وسط البلاد والأكبر في أوروبا.

وأعلنت شركة "أوكرينيرغو" الأوكرانية المشغلة للمحطات النووية، أن التيار الكهربائي "مقطوع كليًا" عن محطة تشرنوبيل وتجهيزاتها بسبب عمليات عسكرية روسية.

وفي 24 فبراير/ شباط دارت معارك بين القوات الروسية والجيش الأوكراني قرب محطة تشرنوبيل للطاقة النووية المغلقة منذ 1986 حين وقع فيها أسوأ حادث نووي في التاريخ.

ومحطة تشيرنوبيل التي تسيطر عليها حاليًا القوات الروسية تقع على بُعد حوالي مئة كيلومتر شمالي كييف وقد شهدت في 26 أبريل/ نيسان 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية، إذ انفجر يومها مفاعل وتسبّب بتلوث في ثلاثة أرباع أوروبا تقريبًا، ولا سيّما في الاتّحاد السوفيتي.

وإثر الانفجار أجلي نحو 350 ألف شخص من محيط 30 كيلومترًا حول المحطة التي لا تزال منطقة محظورة. وما زالت حصيلة الخسائر البشرية لهذه الكارثة موضع جدل.

أما محطة زابوريجيا التي بُنيت عام 1985، حين كانت أوكرانيا لا تزال جزءًا من الاتحاد السوفيتي السابق، فتضمّ ستة مفاعلات نووية وتوفّر جزءًا كبيرًا من احتياجات البلاد من الكهرباء.

تأثير العمليات العسكرية

وبحسب "أوكرينيرغو"، فإن تشرنوبيل"مفصولة كليًا عن شبكة الكهرباء بسبب عمليات عسكرية للمحتل الروسي. ولم يعد الموقع يتلقى التيار الكهربائي".

وأوضحت الشركة المشغلة "لا إمكانية لتصليح الخطوط" بسبب تواصل الهجوم.

وتضم محطة تشرنوبيل الواقعة في منطقة حظر، مفاعلات مسحوبة من الخدمة ومنشآت للنفايات المشعة.

وتزامن ذلك مع تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل ساعات، انقطاع الإرسال عن بُعد للبيانات من أنظمة مراقبة الضمانات المنصوبة في محطة تشرنوبيل للطاقة النووية.

و"الضمانات" هو مصطلح تستخدمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوصف الإجراءات التقنية التي تطبّقها على المواد والأنشطة النووية بهدف منع انتشار الأسلحة النووية من خلال الكشف المبكر عن أيّ إساءة استخدام لهذه المواد.

ولا يزال أكثر من مئتين من الفنيين والحراس عالقين في الموقع وهم يعملون منذ 13 يومًا متواصلًا تحت مراقبة روسية.

وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من روسيا السماح لهؤلاء الموظفين بالعمل بالتناوب لعدد محدد من الساعات وبالخلود للراحة معتبرة هذه الشروط ضرورية لضمان سلامة الموقع.

دعوة لحفظ سلامة المنشأة

وذكر المدير العام للوكالة رافاييل غروسي: "أشعر بالقلق من الوضع الصعب والمرهق الذي يواجهه العاملون في محطة تشرنوبيل للطاقة النووية والمخاطر المحتملة التي يشكلها ذلك على الأمن النووي".

ومع توقف نقل البيانات عن بعد وعدم تمكّن الهيئة الناظمة الأوكرانية من الاتصال بالمنشأة النووية إلا عن طريق البريد الإلكتروني، كرّر غروسي عرضه زيارة الموقع أو أي مكان آخر ليحصل من كل الأطراف على "التزام بشأن السلامة والأمن" في محطات الكهرباء الأوكرانية العاملة بالطاقة النووية.

وفي سياق متصل، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء، أن انقطاع التيار الكهربائي عن محطة تشرنوبيل النووية لا يظهر "أثرًا كبيرًا على السلامة" في الموقع الذي شهد كارثة عام 1986.

ومع اقتراب دخول الأسبوع الثالث للهجوم الروسي على أوكرانيا، اتفقت موسكو وكييف، صباح الأربعاء على وقف لإطلاق النار حول سلسلة من الممرات الإنسانية لإجلاء المدنيين.

وتزامن ذلك مع تنديد الكرملين اليوم الأربعاء، بما وصفه بـ"حرب اقتصادية" تشنّها الولايات المتحدة على روسيا، بعد إعلان واشنطن حظرًا على الواردات الأميركية من الغاز والنفط الروسيين بين عقوبات أخرى.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة