عملية بني براك.. عودة الهدوء إلى بلدة يعبد إثر انسحاب قوات الاحتلال

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، تفاصيل جديدة عن العملية التي نفذها الشهيد ضياء حمارشة في مدينة "بني براك" قرب "تل أبيب"، وأدت لمقتل خمسة إسرائيليين وإصابة آخرين.

وذكرت الصحيفة، وفق ما نقلت وكالة "صفا" الفلسطينية، أن الشهيد حمارشة وصل إلى مكان العملية بمركبة إسرائيلية ذات لوحات تسجيل صفراء.

وأشارت إلى أن "التحقيقات بينت وصول المنفذ إلى مكان تنفيذ العملية وحده من دون معرفة مسبقة بالمنطقة"، لكنها قالت إن هناك اعتقادًا بأنه تلقى مساعدة في الدخول إلى الكيان والحصول على السلاح.

وأضافت "يديعوت" أن التقديرات تشير إلى أنه عمل وحده في مكان العملية.

ووفق التحقيقات؛ فإن الفلسطينيين الخمسة الذين جرى اعتقالهم في المكان بعد تنفيذ العملية لا علاقة لهم بالهجوم.

وافق وزير الأمن الإسرائيلي على إيفاد 1000 جندي من الجيش الإسرائيلي إلى جهاز الشرطة لمساعدته في مواجهة موجة العمليات.

وفي وقت سابق، أفاد مراسل "العربي" بأنّ الجيش الإسرائيلي قرر استدعاء وحدات إضافية إلى الضفة الغربية المحتلة بعد استدعاء 4 وحدات قبل أيام.

استنفار وحالة تأهب قصوى.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل فلسطينيين زعمت أنهما حاولا تنفيذ عملية طعن في #القدس الغربية#فلسطين pic.twitter.com/a7hN91Br3Q

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 30, 2022

دعا رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينيت أركان حكومته إلى اجتماع طارئ مساء الأربعاء؛ لتدارس سبل مواجهة موجة العمليات الأخيرة التي قتل فيها 11 إسرائيليًا وأصيب العشرات.

وذكرت القناة "12" العبرية، بحسب ما نقلت وكالة "صفا"، أن اجتماع الكابينت سيجري الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، في ظل تصاعد العمليات والانتقادات الموجهة للحكومة بالفشل في تأمين الأمن داخل المدن.

وقالت القناة السابعة العبرية إن الكابينت سيناقش عدة خيارات للرد على موجة العمليات الأخيرة، وسيستمع الحضور لتقرير من الدوائر الأمنية الإسرائيلية وتوقعاتها للأيام المقبلة وخصوصًا مع اقتراب شهر رمضان بداية الأسبوع المقبل.

قال عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" الفلسطينية علي بركة، يوم الأربعاء، إن العمليات الفدائية الأخيرة "تؤكد أن كل سياسات التطبيع، والتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني لن تجلب الأمن له"، على حدّ وصفه.

وأوضح بركة، في تصريح صحافي، أن "الشعب الفلسطيني لم يفوض أحدًا ليتحدث باسمه، ولن يقبل بأي مساومات أو مفاوضات أو صفقات جديدة على حساب القضية الفلسطينية".

وأشار إلى أن "العمليات البطولية تأتي عشية ذكرى يوم الأرض، واستقبالًا لشهر رمضان المبارك، في رسالة واضحة بأن شعبنا الفلسطيني أهل لحمل الأمانة، والدفاع عن مقدساته".

ولفت إلى أن تصاعد العمليات يأتي بمثابة "رد طبيعي على جرائم العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية".

ورأى بركة أنه "لا سبيل ولا خلاص إلا باستمرار المقاومة، لأن كل السبل الأخرى فشلت في استعادة الحقوق الفلسطينية".

ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "التوتر الكبير يلاحظ بوضوح في الشوارع، إذ بدت شبه فارغة على غير عادتها، وبدأت الشرطة بزيادة انتشارها لمنح الأمن للإسرائيليين".

وأشارت الصحيفة، بحسب ما نقلت عنها وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، إلى أن شرطة الاحتلال تلقت عشرات الاتصالات الهاتفية منذ الصباح للإبلاغ عن "مشبوهين".

وكان مراسل "العربي" أشار في وقت سابق إلى ما يمكن تسميته بـ"فوبيا" إسرائيلية بعد وقوع 3 عمليات في أسبوع واحد، أدّت إلى مقتل 11 إسرائيليًا.

أفاد مراسل "العربي" بأنّ الجيش الإسرائيلي قرر استدعاء وحدات إضافية إلى الضفة الغربية المحتلة بعد استدعاء 4 وحدات قبل أيام.

يأتي ذلك في إطار حالة الاستنفار التي تشهدها قوات الاحتلال بعد عملية بني براك التي أدّت إلى مقتل خمسة إسرائيلية، وباركتها فصائل المقاومة الفلسطينية.

اعتبر الصحافي المختص بالشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب أنّ عملية بني براك شكّلت مفاجأة كبيرة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بدءًا من جهاز المخابرات الشابك وأيضًا جهاز الاستخبارات العسكرية إضافة إلى شرطة الاحتلال.

ولفت أبو عرقوب في حديث إلى "العربي"، من رام الله، إلى أنّ هذا الأمر انعكس على شكل حالة ذهول داخل المجتمع الإسرائيلي غذّتها تصريحات السياسيين التحريضية، بدءًا من رأس الهرم في إسرائيل رئيس الحكومة نفتالي بينيت الذي تحدّث عن موجة عمليات ينفذها العرب تستهدف إسرائيل.

وأشار إلى حالة من الهلع داخل إسرائيل، وفقدان الشعور بالأمن الداخلي، فيما توجَّه سهام الانتقادات إلى إخفاق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي فشلت في توقع هذه العملية وفي إحباطها، وايضًا في التعاطي معها بسرعة أثناء عملية التنفيذ.

أفاد مراسل "العربي" في القدس عن وجود حالة استنفار من جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنّه غير واضح إن كانت قد دخلت في حالة "فوبيا".

وأوضح أنّ هناك حادثين سُجّلا منذ صباح اليوم، أحدهما وقع في مدينة القدس بالقرب من سوق محني يهودا بادعاء حيازة أحدهما سكينا ومحاولة طعن شرطي، في حين ذكر شهود أنّ الأمر لا يعدو كونه سجالًا فرديًا حصل في المكان.

ولفت إلى أنّ الحالة الأمنية المتوترة قد تكون خلف ذلك، خصوصًا في ظلّ تأهّب قوات الاحتلال بعد عملية الأمس، علمًا أنّ المجلس الوزاري الإسرائيلي سيعقد جلسة مساء اليوم.

أفاد مراسل "العربي" في غزة بأنّ البيانات الصحافية والتصريحات التي صدرت من قبل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بدت وكأنّها صيغت من فصيل واحد.

وأوضح أنّ كل الفصائل باركت عملية بني براك واعتبرتها ردًا طبيعيًا على استمرار الاحتلال الإسرائيل بجرائمه، إضافة إلى عمليات التهويد.

وأشار مراسل "العربي" إلى أنّ الفصائل اعتبرت أيضًا أنّ هذه العملية تأتي أيضًا ردًا على ما وصفته باللقاءات التطبيعية الأخيرة، ولا سيما قمة النقب التي بحثت "أمن إسرائيل".

أفاد مراسل "العربي" بأنّ الشرطة الإسرائيلية أطلقت النار في شارع يافا بالقدس الغربية تجاه شخص اشتبهت به.

وأشار مراسل "العربي" إلى أنّ الشرطة الإسرائيلية اعتقلت شخصين في سوق محني يهودا في القدس الغربية بادعاء حيازة أحدهما سكينًا ومحاولة طعن شرطي.

الشرطة الإسرائيلية تطلق النار على فلسطينيين ادعت أنهما حاولا تنفيذ عملية طعن #فلسطين pic.twitter.com/qdWVEQBUyV

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 30, 2022