Skip to main content

الهجوم الروسي مستمر.. أزمة غاز إلى الواجهة ووضع ميداني مشتعل

الجمعة 1 أبريل 2022

أمهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الدول غير الصديقة"، وبخاصة بلدان الاتحاد الأوروبي، حتى يوم الجمعة، لدفع ثمن واردات الغاز بالروبل عبر إنشاء حسابات في روسيا، تحت طائلة قطع الإمدادات عنها.

يأتي ذلك بينما تستأنف المحادثات بين أوكرانيا وروسيا الجمعة، في وقت طوى الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الـ36، مع تسجيل وفاة 148 طفلًا منذ بدء الهجوم الذي انطلق في 24 فبراير/ شباط.

ومع فرض المزيد من العقوبات على روسيا، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن "شكوكه" في إعلان روسيا سحبًا جزئيًا لقواتها لتركيز هجومها في أوكرانيا على منطقة دونباس في شرق البلاد.

بوتين والغاز إلى أوروبا

وبعد توقيع مرسوم حول واردات النفط إلى أوروبا، قال بوتين في تصريحات بثها التلفزيون: "على الدول غير الصديقة فتح حسابات بالروبل في مصارف روسية. وستُسدد المدفوعات من هذه الحسابات مقابل عمليات تسليم الغاز اعتبارًا من يوم غد، الأول من أبريل/ نيسان".

وحذّر من أن التخلف عن الدفع بهذه الطريقة سيؤدي إلى "إيقاف العقود القائمة". وشدد بوتين على أنه "إذا لم تتم هذه المدفوعات، سنعتبر ذلك مخالفة للواجبات من قبل المشتري، وستترتب عن ذلك كل العواقب اللازمة".

وذكّر بأن هذا الإجراء هو رد على تجميد حوالي 300 مليار دولار من احتياطات روسيا بالعملات الأجنبية في الخارج، بموجب عقوبات أقرها الغرب ردًا على هجومه العسكري في أوكرانيا.

رفض أوروبي واستعداد للأسوأ

لكن برلين وباريس أكدتا في الوقت نفسه رفضهما للقرار الروسي، مشيرتين إلى أنهما "تستعدان" لاحتمال توقف روسيا عن تسليم الغاز.

وصرّح وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني روبرت هابيك في برلين، أنه "من الممكن أن يستجد وضع غدًا لن يعود هناك فيه غاز روسي" مضيفًا: "علينا الاستعداد لهذه السيناريوهات، ونحن نستعد لها".

بدوره، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن الدول الأوروبية ستواصل الدفع باليورو أو الدولار بموجب ما "كُتب في العقود".

وأوضح شولتس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره النمسوي كارل نيهامر أنه "كُتب في العقود أن المدفوعات تُسدّد باليورو وأحيانًا بالدولار"، مضيفًا أنه قال للرئيس الروسي بوضوح إن الأمر سيبقى كذلك، وأن "الشركات ترغب في التمكن من الدفع باليورو وستفعل ذلك".

بدوره، أعلن متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن إعلان ألمانيا والنمسا "إنذارًا مبكرًا" بشأن إمدادات الغاز ما هو إلا إجراء احترازي لزيادة مراقبة الواردات، لكن لم تشر أي دولة في الاتحاد الأوروبي حتى الآن إلى أنها تواجه مشكلات تتعلق بتدفقات الغاز.

وبينما من المقرر استئناف محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا في اسطنبول، رجّحت تركيا أن يحصل اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا خلال أسبوع أو أسبوعين في تركيا".

وقالت وزارة الخارجية إن موسكو "لا تمانع" عقد اجتماع بين لافروف وكوليبا، لكنها اعتبرت أنّ أي محادثات بينهما لا بد أن تكون "جوهرية وذات مغزى".

أوكرانيا تستعدّ لمعارك جديدة

 من جهته، وبعدما شكّك بالتعهّدات التي أطلقتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن قواته تتحضّر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد.

وأكد أن هناك حاجة لفرض عقوبات أقوى ضد روسيا، مشددًا على وجوب "تصحيح الأخطاء السابقة بعدم معاقبتها على أعمالها".

كما شدّد على وجوب "تعزيز قدرات المؤسسات الدولية التي تم إنشاؤها لمساءلة مجرمي الحرب".

ودعا زيلينسكي بلجيكا إلى تسليم بلاده أسلحة للمساعدة في دحر القوات الروسية، ولا سيما في ماريوبول، مشددًا على أن السلام أهم من التجارة مع روسيا.

كما حثّ هولندا على الاستعداد لمقاطعة صادرات الطاقة الروسية، "لكي لا تساهموا بدفع المليارات لدعم الحرب".

عقوبات أميركية وبريطانية جديدة وطرد دبلوماسيين

وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا سلسلة جديدة من العقوبات على روسيا.

واستهدفت وزارة الخزانة الأميركية الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا، وفرضت عقوبات على 21 كيانًا و13 فردًا، بينها شركة "ميكرون" المساهمة، وهي أكبر مصنع ومصدر روسي للإلكترونيات الدقيقة وأكبر مصنع للرقائق في روسيا.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في بيان: "سنواصل استهداف آلة بوتين الحربية بالعقوبات من كل زاوية، حتى تنتهي هذه الحرب العبثية".

كما فرضت بريطانيا عقوبات على 14 كيانًا وشخصًا في روسيا شملت مؤسسات إعلامية حكومية وبعض الرموز البارزة، قائلة إنها تستهدف بذلك من يدعمون "الأخبار والروايات الكاذبة" للرئيس فلاديمير بوتين.

وقالت وزيرة الخارجية ليز تراس في بيان: "حرب بوتين على أوكرانيا قائمة على سيل من الأكاذيب".

كما أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن بريطانيا وحلفاءها اتفقوا على إرسال مزيد من الأسلحة الفتاكة لأوكرانيا لمساعدتها على التصدي للهجوم الروسي، مضيفًا أن المساعدات الفتاكة تتضمن قطع مدفعية أبعد مدى وذخيرة ومزيد من الأسلحة المضادة للطائرات.

وفي إطار سلسلة طويلة من عمليات طرد دبلوماسيين روس من دول عدّة، أعلنت سلوفاكيا أنها قرّرت طرد 35 دبلوماسيًا روسيًا استنادًا إلى معلومات بشأنهم قدّمتها أجهزة الاستخبارات.

بدوره، لوّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بـ"إجراءات إضافية" في قمة الناتو المقبلة لمواجهة الواقع الجديد، مشددًا على وجوب أن تحافظ أوروبا على "تضامنها".

استمرار القتال

ميدانيًا، ورغم ما أعلنته روسيا قبل يومين عن تراجع كبير في عملياتها العسكرية لإتاحة الفرصة لنقاشاتها السياسية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف خزانات وقود في دونباس بصواريخ موجهة عالية الدقة، وتدمير 52 آلية ومقرًا عسكريًا لأوكرانيا خلال الليلة الماضية.

وأضافت أن قواتها دمرت منذ بدء العملية العسكرية، 124 مقاتلة و77 مروحية و216 نظام دفاع جوي و341 طائرة مسيرة و1815 دبابة أوكرانية، و195 منظومة صواريخ، و762 مدفعية و1689 مركبة عسكرية.

في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني استعادة 5 مناطق في مدينة زاباروجيا جنوبي البلاد، من خلال إنزال قامت به القوات الجوية الأوكرانية، في إطار هجوم مضاد تقوم به ضد الجيش الروسي.

كما أفاد مراسل "العربي" بأنّ القصف مستمر في كييف ومحيطها، مشيرًا إلى أنّ صافرات الإنذار لا تزال تدوي طوال النهار والليل، في ظل انقطاع للتيار الكهربائي عن البلدات التي تشهد معارك، ولا سيما بلدة إربين التي تدمّر أكثر من نصفها.

وأشار إلى أنّ القوات الأوكرانية باتت تسيطر بشكل كامل على مدينة إربين، في ظل قصف مدفعي روسي على مواقع القوات الأوكرانية المتمركزة داخل هذه المدينة.

وفي ماريوبول، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك إن قافلة من الحافلات الأوكرانية انطلقت إلى مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية اليوم الخميس في محاولة للوصول إلى المدنيين المحاصرين هناك.

وأضافت أن هناك "نحو 100 ألف مدني ينتظرون الإجلاء من المدينة المحاصرة، مشيرة إلى أن غالبية هؤلاء المدنيين من "النساء والأطفال والمسنين والمعاقين".

من جهتها، لفتت المخابرات العسكرية البريطانية إلى أن القصف والضربات الصاروخية الروسية مستمرة في تشيرنيهيف في أوكرانيا.

واتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بإطلاق قذائف فوسفورية على بلدة مارينكا الصغيرة في شرق البلاد الأربعاء.

كما أفاد مراسل "العربي" في أوديسا بأنّ ثمّة قلقًا واضحًا في المدينة، يشمل احتمال قصف المنطقة، أو حتى حصول إنزال على شواطئها، بما أنّ أيّ هجوم بري لا يزال مستبعدًا، طالما أنّ معركة ميكولايف لم تبدأ بعد، على الرغم من التحشيد الروسي والاستعدادات الدفاعية من قبل القوات الأوكرانية.

وبحسب مراسل "العربي"، تتحدّث وكالات الأنباء الأوكرانية عن تجهيز للسفن الحربية الروسية في شبه جزيرة القرم بالصواريخ، وتحذر من احتمال قصف منطقة أوديسا انطلاقًا من موانئ شبه جزيرة القرم.

وقال حاكم منطقة دنيبرو بشرق أوكرانيا إن الصواريخ الروسية أصابت وحدة عسكرية ومستودعًا للوقود في المنطقة اليوم الخميس مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح خمسة آخرين.

إلى ذلك، أفاد مراسل "العربي" في موسكو بأن التطورات الميدانية أثّرت أيضًا على الواقع الإنساني، حيث ازداد عدد اللاجئين إلى الأراضي الروسية من مناطق مختلفة، إذ تجاوز النصف مليون ووصل إلى 529 ألف لاجئ دخلوا الأراضي الروسية رسميًا.

كما قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث إنه تم تسجيل ما يقرب من 30 ألف لاجئ أوكراني رسميا في إسبانيا منذ بدء الغزو الروسي، مضيفًا أن العدد مرشح للزيادة إلى 70 ألفًا في الأيام المقبلة.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة