Skip to main content

انتعاش المالية في باكستان غداة انتخاب شريف.. ماذا يعوق وعود الإصلاح؟

الثلاثاء 12 أبريل 2022

تبقّى قرابة عام ونصف العام على موعد إجراء الانتخابات العامة في باكستان؛ وهي مدّة ستكون بمثابة اختبار للحكومة الجديدة لتحقق وعودها بإنعاش الوضع الاقتصادي المتأزم.

وكان شهباز شريف، رئيس الائتلاف المعارض الذي أطاح بسلفه عمران خان، قد انتُخب أمس رئيسًا لوزراء باكستان.

وعلى الأثر، أعلن عن زيادة بنسبة 10% في رواتب موظفي الحكومة، الذين يتلقون رواتب تصل إلى نحو 500$ شهريًا. 

كما أعلن عن رفع معاش المتقاعدين المدنيين والعسكريين بنسبة 10%، مشددًا على ضرورة العمل الجاد لتحسين الاقتصاد والاستقلال المالي.

وقال: "إذا أردنا أن نحيا بكرامة وعزة، فعلينا أن نعتمد على أنفسنا وأن نعمل على استقلالنا المالي، وإلا فلن يكون بوسعنا استعادة مكانتنا المفقودة".

بوادر استقرار سياسي

ودفعت بوادر استقرار سياسي تلوح في الأفق البنك المركزي إلى ضخ مزيد من العملة الصعبة في الأسواق المالية، ما ساهم في تحسين قيمة الروبية الباكستانية لتصل إلى 182 مقابل الدولار، بعد أن كانت قد تراجعت إلى 190 خلال أسبوع بسبب الأزمة السياسية.

وكان احتياطي القطع الأجنبي لدى بنك باكستان المركزي قد تراجع أيضًا إبان الأزمة إلى نحو 12 مليار دولار بعدما كان 18 مليارًا. 

إلى ذلك، ارتفعت نسبة العجز المالي، وبلغ التضخم في البلاد نحو 12%، ما يزيد من حجم التحديات الاقتصادية التي ستواجه الحكومة المقبلة.

غير أن حزمة الإغاثة لموظفي القطاعين العام والخاص، والوعود التي أطلقها رئيس الوزراء المنتخب بإصلاحات اقتصادية شاملة، قد تعيقها الملاحقات القضائية لشريف والمظاهرات المناهضة التي دعا إليها رئيس الوزراء السابق عمران خان.

"صراع نخب باكستانية"

وتعليقًا على هذه التطورات، يقول مدير وحدة تحليل السياسات في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مروان قبلان: إنه يميل إلى وضع ما جرى في باكستان خلال الأيام القليلة الماضية في إطار صراع نخب باكستانية.

ويضيف في حديثه إلى "العربي" من الدوحة: "هذه المرة الأولى التي يتم فيها عزل رئيس الوزراء عن طريق حجب الثقة عنه في البرلمان"، مشيرًا إلى أن الإطاحة برؤساء الحكومات تتم في العادة إما عبر انقلاب عسكري أو من خلال احتجاجات في الشارع.

ويلفت إلى أن سياسات خان الداخلية والخارجية تم استغلالها من قبل المعارضة لجمع أكبر عدد ممكن من الأصوات للإطاحة به. 

إلى ذلك، يقول قبلان إن معظم المراقبين والباكستانيين يرون أن الإطاحة بعمران خان كانت عمليًا وإلى حد كبير بسبب تخلي الجيش عنه، حيث ترك هذه المرة للصراع بين النخب أن يأخذ مداه حتى النهاية، وأدى في نهاية المطاف إلى خروج عمران خان من الساحة السياسية.

ويوضح أن ذلك لا يعني نهاية حياة خان السياسية، فالرجل ما زال يتمتع بشعبية كبيرة، ولا سيما في أوساط الشباب الباكستانيين.

المصادر:
العربي
شارك القصة