الأحد 17 نوفمبر / November 2024

وعد بلفور.. هكذا أسست 67 كلمة لمأساة الشعب الفلسطيني

وعد بلفور.. هكذا أسست 67 كلمة لمأساة الشعب الفلسطيني

شارك القصة

تقرير للعربي يتناول حياة آرثر بلفور (الصورة: العربي)
دخل بلفور عالم السياسة سكرتيرًا لعمه روبريت سيسل وتنقل معه بين مناصب سياسية مؤثرة، على مدار عقدين تقريبًا، لينتهي به المطاف رئيسًا للوزراء خلفًا له عام 1902.

"لاشيء مهم على الإطلاق، وبضعة أشياء لها أهمية قليلة فقط"، هذه جملة كتبها آرثر جيمس بلفور، الذي كان يطمح أن يصبح شاعرًا أو فيلسوفًا في أحسن الأحول.

عاش بلفور 82 عامًا، إلا أنه رغم كل ما قام به كسياسي وككاتب، بقي من ذكراه 67 كلمة فقط أسست لمأساة الشعب الفلسطيني بكامله.

هناك في منزل بويتينغهام بأسكتلندا ولد آرثر جيمس بلفور، عام 1848، وكبر في كنف عائلة أرستقراطية تعنى بالسياسة، وتلقى تعليمًا دينيًا.

ودخل عالم السياسة سكرتيرًا لعمه روبريت سيسل وتنقل معه بين مناصب سياسية مؤثرة، على مدار عقدين تقريبًا، لينتهي به المطاف رئيسًا للوزراء خلفًا له عام 1902.

وتكونت سمعة بلفور داخل وزارة الخارجية البريطانية، إذ كان الرجل يعارض بشدة الهجرة اليهودية لأوروبا، لدرجة أنه دعم مشروع قانون الغرباء الذي ينص على منع يهود اليديشية من دخول إنكلترا.

كان ينظر إلى اليهود على أنهم قوة فاعلة يجب أن تتبع إنكلترا، ويجب شراء نفوذها، لكن خارج حدود البلاد.

في تلك المرحلة، كانت البلاد تتحضر للخروج من الحرب العالمية الأولى والتي ساعد في انتصارها اختراع الكيميائي حاييم وايزمان زعيم الحركة الصهيونية، والذي قدّم لمكتب الحرب البريطاني تقنية صناعة الأسيتون المؤثر في صناعة الدفاعات الدفاعية والمطاطية.

وكان بلفور أحد كبار المعجبين، بشخص وايزمان الذي تغنت به الحركة الصهيونية بعد عقود مرددة مقولة: "هذا الرجل انتزع فلسطين بزجاجة أسيتون".

حكومة بريطانيا تتبنى خطاب بلفور

وتبنّت حكومة ليود جورج مضمون الخطاب الذي قدمه بلفور بعدما خفّت لهجته مرات عدة، وأصبح مفتوحًا على التأويلات كلها طالما أنها تقود كما ينص إلى منح وطن قومي لليهود في فلسطين، وعرف هذا البيان بوعد بلفور بعد إقراره في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917، وعلى الإثر نشطت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بحماية بريطانية ودولية.

وعام 1925 زار بلفور فلسطين، ليشارك في افتتاح الجامعة العبرية فيها، وعمّ حينها الغضب العواصم العربية، وخرجت مظاهرات عارمة ضده في القاهرة، وسادت الاضطرابات والاحتجاجات مدن فلسطين قبل أن يحاصر في فندق فكتوريا بدمشق، وتمكن من الخروج متخفيًا نحو سفينة أقلته سرًا من بيروت إلى لندن.

وبعد خمس سنوات من زيارة فلسطين توفي بلفور ودفن بالكنيسة الملحقة بإقطاعية عائلته بإسكتلندا، وكتب على شاهد قبره اسمه وتاريخ ميلاده ووفاته، إلا أن التاريخ كتب عنه عبارة واحدة لا يزال يتردد صداها في الآفاق: "هذا قبر رجل أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close