في وقت تواصل فيه روسيا عمليتها العسكرية ضد جارتها أوكرانيا منذ 112 يومًا، أفاد الجيش الروسي، اليوم الأحد، باستهداف موقع يضم أسلحة قدمتها دول غربية بالقرب من مدينة تشورتكيف الأوكرانية، ما أسفر بحسب كييف عن إصابة 22 شخصًا على الأقل بجروح بينهم مدنيون.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها بأن صواريخ من نوع كاليبر أُطلِقت من البحر، ودَمّرت بالقرب من تشورتكيف مستودعًا كبيرًا لأنظمة صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي محمولة وقذائف زودت بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية نظام كييف.
ولم يحدد الجيش الروسي موعد هذه الضربة، لكن السلطات الأوكرانية المحلية في هذه البلدة الصغيرة الواقعة غربي البلاد، أعلنت أنها أدت مساء السبت إلى إصابة 22 شخصًا على الأقل بينهم مدنيون، وألحقت اضرارًا في موقع عسكري.
وقبل أقل من شهر وقع الرئيس جو بايدن، مرسومًا لدعم أوكرانيا بمساعدات جديدة قيمتها 40 مليار دولار نصفها مخصص للجيش الأوكراني، وذلك في أضخم رزمة مساعدة تؤكد على مضي واشنطن قدمًا في الدعم الراسخ لكييف لصد العملية العسكرية الروسية المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
ولم تتوقف أسلحة الدعم لكييف من كندا وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى، على الرغم من أن رزم عقوبات طالت روسيا منذ مارس/ آذار الماضي بهدف حثّها على وقف الهجوم.
بدوره، قال حاكم المنطقة فولوديمير تروش في مؤتمر صحافي بث على فيسبوك: "أمس عند الساعة 21,46 بالتوقيت المحلي (18,46 ت غ) استهدفت تشورتكيف بأربعة صواريخ أطلقت كلها من البحر الأسود". وأشار إلى أن الضربة أسفرت عن سقوط 22 جريحًا نُقل جميعهم إلى المستشفى ومن بين الضحايا "سبع نساء وطفل يبلغ 12 عامًا".
وبحسب تروش الذي يرأس أيضًا الإدارة المحلية في منطقة تيرونبيل التابعة لها تشورتكيف، فقد "دُمّرت منشأة عسكرية جزئيًا" في الضربة "ولحقت أضرار بمبان سكنية".
وتشورتكيف التي كان عدد سكانها يقارب 30 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي تقع على بعد 140 كلم إلى الشمال من الحدود مع رومانيا، وعلى بعد 200 كلم إلى جنوب-شرق لفيف، المدينة الكبرى في غرب أوكرانيا.
وعلى العكس من شرق البلاد وجنوبها اللذين شهدا معارك عنيفة بين الجيشين الروسي والأوكراني منذ ثلاثة أشهر ونصف، لم يشهد غرب البلاد إلا ضربات روسية متقطعة وقليلة استهدفت خصوصًا المنشآت العسكرية التي تُنقل إليها الأسلحة الغربية.
بريطانيا: روسيا تستغل تفوقها العسكري
في غضون ذلك، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم الأحد، أن روسيا تستغل تفوقها الكبير في نسبة القوات والمدفعية للاستيلاء تدريجيًا على أراض داخل وحول مدينة سيفيرودونيتسك الأوكرانية.
وأضافت الوزارة في أحدث إفادة مخابراتية لها على تويتر أن روسيا بدأت على الأرجح في الأسابيع الماضية في الاستعداد لنشر الكتيبة الثالثة من بعض التشكيلات القتالية.
وكانت هيئة الأركان الأوكرانية، أكدت صباح اليوم الأحد، أن القوات الروسية تشن هجمات على سيفيرودونيتسك "من دون أن تحقق نجاحًا"، مشيرة إلى أن الجنود الأوكرانيين صدوا جيش موسكو بالقرب من فروبيفكا وميكولايفكا وفاسيفكا.
وستفتح السيطرة على سيفيرودونيتسك لموسكو الطريق لمدينة كبرى أخرى هي كراماتورسك في حوض دونباس المنطقة التي يشكل الناطقون بالروسية غالبية سكانها، وتريد روسيا السيطرة عليها بالكامل. ويسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أجزاء من هذه المنطقة الغنية بالمناجم منذ 2014.
كما تجري معارك عنيفة منذ أيام في منطقة ميكولايف المجاورة لمدينة أوديسا الساحلية (جنوب). لكن التقدم الروسي أوقف في ضواحي المدينة.