من جديد.. المغرب يقاضي صحافيًا إسبانيًا بسبب برنامج "بيغاسوس"
كشف متحدث باسم السلطات القضائية الإقليمية الإسبانية، اليوم الإثنين، أن المحكمة قبلت دعوى تقدّم بها المغرب ضد صحافي إسباني يتّهم الرباط بالتجسس على هاتفه المحمول بواسطة برنامج "بيغاسوس".
وفي التفاصيل، فقد وافقت محكمة في مدريد على النظر في الشكوى المقدّمة ضد الخبير في العلاقات الإسبانية-المغربية الصحافي إنياسيو سيمبريرو العامل لصالح الموقع الإلكتروني الإخباري "إل كونفيدنثيال".
ففي صيف عام 2021، اتُهم المغرب باستخدام برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي للتجسس بعد تحقيق مكثف أجرته مجموعة تضم 17 وسيلة إعلام دولية، لكن الرباط ردت بشجب "مزاعم كاذبة لا أساس لها من الصحة".
وبحسب الشكوى، تطالب الرباط سيمبريرو بالتراجع عن اتّهامها بالتجسس وبتعويض مالي للمملكة، بحيث شدد محامي المغرب على أن "المملكة غير ضالعة في التجسس لا على سيمبريرو ولا على أي مواطن آخر"، لافتًا إلى أن الرباط لا تمتلك برنامج بيغاسوس.
أول تعليق لسيمبريرو
بدوره، كشف سيمبريرو عن الشكوى القضائية في تغريده عبر حسابه على تويتر، اليوم الإثنين، قال فيها: "المغرب يقاضيني لاتّهامي إياه بالتجسس بواسطة بيغاسوس".
وكشف الصحفي أنها "المرة الرابعة" التي يقاضيه فيها المغرب في إسبانيا، لكنها المرة الأولى التي تطالبه فيها الرباط بـ"التراجع" عن اتّهامها بالتجسس عليه معتبرًا أنها "محاكمة مسيّسة للحد من حرية تعبير الصحافيين".
ويعد برنامج "بيغاسوس"، الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية، من أخطر البرمجيات إن لم تكن أخطرها، بحيث تقول منظمة "هيومن راتس ووتش"، إنه فور تحميل البرنامج يتحول الجهاز الهاتفي للفرد إلى أداة مراقبة قوي.
ويتيح هذا البرنامج الضار لمستخدمي "بيغاسوس"، الوصول الكامل إلى المكالمات والصور والرسائل النصية ومقاطع الفيديو والبريد الإلكتروني والكثير من الخاصيات منها تفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد.
وفي يوليو/ تموز 2021 كشف تحقيق موسع أجراه أكثر من 80 صحافيًا في عشر دول، أن برنامج بيغاسوس استُخدم ضد 50 ألف شخص على الأقل حول العالم، من بينهم 180 صحافيًا على الأقل ونشطاء في الدفاع عن حقوق الإنسان وسياسيون وقادة عسكريون.
من جهتها، طلبت المحكمة العليا الإسبانية، مطلع الشهر الفائت، استجواب الرئيس التنفيذي لشركة البرمجيات الإسرائيلية "إن إس أو" التي طورت برنامج "بيغاسوس"، ضمن دعوى قضائية فُتحت بشأن استخدام برنامجها في التجسس على ساسة إسبان.
يشار إلى أن شركة "NSO" الإسرائيلية المالكة لبرنامج التجسس "بيغاسوس" تقول إنها تبيع برنامجها للوكالات الحكومية والدول فقط.