أخفق مجلس الأمن الدولي في تمديد التفويض الأممي الخاص بنقل المساعدات إلى سوريا عبر معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا. وينتهي التفويض الاستثنائي الحالي لنقل المساعدات الأممية إلى سوريا غدًا الأحد.
فقد استخدمت روسيا، أمس الجمعة، الفيتو ضد مشروع قرار قدّمته النرويج وإيرلندا حول تمديد آلية نقل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود بذريعة أنه ينتهك سيادة النظام في سوريا.
وقال مراسل "العربي" من نيويورك: إن المشاورات ورغم الفشل في تمديد التفويض، استمرت داخل قاعة مجلس الأمن للتوصل إلى حلول لا سيما مع قرب انتهاء التفويض الاستثنائي.
وكانت موسكو أخفقت في تمرير اقتراح تقدمت به لتجديد العملية لمدة ستة أشهر مع زيادة الجهود الدولية لعملية إعادة الإعمار.
مسألة حياة أو موت
ولفت دميتري بوليانسكي نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة إلى أن الحل الوحيد الذي لن تستخدم موسكو حق النقض ضده هو الاقتراح المقدم منها. وفشل مشروع القرار القائم على هذا الاقتراح بعد أن أيدته روسيا والصين فقط. وصوتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد مشروع القرار الروسي وامتنعت الدول العشر الأخرى عن التصويت.
وقال بوليانسكي للصحفيين: "لا أرى في هذه المرحلة أي خيار آخر. في ضوء الكلمات التي ألقيت اليوم أعتقد أن هذا صار مستحيلا تقريبًا". وأضاف أن دولة أخرى عضو في المجلس يمكن أن تعيد طرح مشروع القرار الروسي للتصويت.
وأشارت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى أن ستة أشهر ليست طويلة بما يكفي لمنظمات الإغاثة للتخطيط والعمل بفاعلية.
وقالت ليندا توماس غرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة للمجلس: "هذه مسألة حياة أو موت. ومن المأساوي أن الناس سيموتون بسبب هذا التصويت والبلد الذي استخدم حق النقض (يقف) دون خجل".
"آليات بديلة"
وفي هذا الإطار، اعتبر الباحث المتقدم في المركز العربي في واشنطن، رضوان زيادة، أن روسيا قامت بتسييس هذا الملف منذ عام 2018، مع فرضها إدخال المساعدات عبر معبر واحد (باب الهوى)، بعدما كان هناك أربعة معابر.
وقال زيادة في حديث إلى "العربي": إن موسكو لا تساهم أبدًا بهذه المساعدات وكل ما تقوم به هو ابتزاز هذه الآلية من أجل الحصول على شروط سياسية والاعتراف الغربي بنظام بشار الأسد أو تمرير هذه المساعدات لنظامه الذي يقوم باستخدامها لتمويل "الشبيحة" بحسب وصفه، دون أن تصل إلى السوريين المحتاجين إليها بالفعل.
وأشار زيادة إلى أن استعمال موسكو لمصطلح "السيادة" لتبرير الفيتو الذي استخدمته "لا معنى له مع غزوها لأوكرانيا وإعلانها صراحة رغبتها بتغيير النظام في كييف ونزع السلاح من الجيش الأوكراني".
وأكد أنه يجب على الدول الغربية تطوير آليات بديلة لإيصال المساعدات إذا ما أصرت روسيا على استخدام حق النقض، خاصة أن الجميع يدرك حجم المأساة الإنسانية التي يمكن أن يحدثها هذا القرار، مرجحًا التوصل إلى تسوية تمتد إلى ستة أشهر.