الجمعة 18 أكتوبر / October 2024

"لحظة تاريخية".. ترودو يدعو لانتخابات مبكرة في كندا الشهر المقبل

"لحظة تاريخية".. ترودو يدعو لانتخابات مبكرة في كندا الشهر المقبل

شارك القصة

رئيس حكومة كندا جاستن ترودو
يترأس ترودو حكومة أقلية منذ أكتوبر 2019 (غيتي)
اعتبر رئيس الوزراء الكندي أن البلاد تشهد "لحظة تاريخية"، و"من الأهمية بمكان أن يتمكن الكنديون من اختيار كيفية الخروج من هذا الوباء".

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو اليوم الأحد، إجراء انتخابات فدرالية مبكرة في 20 سبتمبر/ أيلول، بعد أقل من عامين من آخر انتخابات، معتبرًا أن البلاد تعيش مرحلة "تاريخية" مع تفشي وباء كوفيد-19.

وقال ترودو في العاصمة الفدرالية أوتاوا: إن "الحاكمة العامة (..) وافقت على طلبي حل البرلمان. سيتوجه الكنديون تاليًا إلى صناديق الاقتراع في 20 سبتمبر".

"دعم حكومة تقدمية"

واعتبر ترودو أن البلاد تشهد "لحظة تاريخية"، و"من الأهمية بمكان أن يتمكن الكنديون من اختيار كيفية الخروج من هذا الوباء".

وأضاف: "أطلب منكم دعم حكومة تقدمية وطموحة"، تتبنى "نظامًا صحيًا قويًا وسكنًا لائقًا وبيئة محمية".

ويترأس ترودو حكومة أقلية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019، ما يجعله مرتهنًا لأحزاب المعارضة لتنفيذ إصلاحاته. لكنه يتكىء على استطلاعات مؤيدة له، بعد نجاحه في إدارة أزمة الجائحة وفي حملة التلقيح.

غير أن الأحزاب الأخرى، التي تعارض كلها إجراء انتخابات هذا الصيف، ندّدت برهانات سياسية في حين لم تنته أزمة الوباء بعد. ومن المتوقع صدور تصريحات عن تلك الأحزاب اليوم الأحد.

وعلى غرار دول أخرى، أعلنت كندا أخيرًا أنها تواجه موجة وبائية رابعة ناجمة خصوصًا عن المتحورة دلتا السريعة الانتقال.

لكن البلاد سجلت واحدًا من أفضل معدلات التلقيح في العالم، إذ تلقى 71% من الكنديين (38 مليونًا) جرعة أولى من اللقاحات المضادة لكورونا، وبلغت نسبة المحصنين بالكامل 62%.

"رهان محفوف بالمخاطر"

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة وينيبيغ فيليكس ماتيو في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، أنّ خطوة ترودو بمثابة "نافذته الوحيدة إذ إنّ الإصابات بكوفيد سترتفع حتمًا مع العودة المدرسية والجامعية خلال أسبوعين".

وأضاف: "بقي في منصبه 18 شهرًا، وهذا هو متوسط العمر لحكومة أقلية".

وكان رئيس الوزراء الكندي اشتكى مرارًا في المرحلة الأخيرة من عراقيل يتهم أحزاب المعارضة بالمسؤولية عنها. 

وفي سبيل تشكيل حكومة غالبية، يتعيّن على حزب ترودو الفوز بـ 170 مقعدًا من أصل 388 يتكوّن منها مجلس العموم. وهو يمسك حاليًا بـ 155 مقعدًا.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكغيل دانيال بيلان: إنّه "رهان محفوف بالمخاطر" في ضوء استطلاعات الرأي، التي لا تضمن الغالبية لجاستن ترودو وفريقه.

وأضاف: "قد تدور الانتخابات بمجملها حول عدد قليل من المقاعد"، مردفًا: "بما أن هذه الانتخابات تأتي بوضوح بقرار من ترودو، فإنّها قد تكلّفه غاليًا على صعيد القيادة إذا أخفق".

غموض في نسب المشاركة

وينافس ترودو في الاستحقاق المقبل، ايرين اوتولوهو زعيم حزب المحافظين الذي يُعدّ الطرف الوحيد القادر على تشكيل حكومة (119 نائبًا)، ولكنّه يعاني من تراجع في شعبيته وسط التعويل على المناطق الريفية بوصفها خزان أصواته.

أما المنافس الثاني لترودو فهو جاغميت سينغ، الذي يتزعّم الحزب الديموقراطي الجديد، وبمقدوره تشتيت أصوات الناخبين الليبراليين الشباب وسكان المدن.

ومن المتوقع أن تدور الحملة الانتخابية التي ستستمر طوال 36 يومًا فقط، حول إدارة الأزمة الوبائية وبرامج المساعدات الطارئة الواسعة التي أقرّتها الحكومة، إلى جانب خطة التعافي بعد الوباء والتي قُدّرت قيمتها بـ 101,4 مليار دولار.

غير أنّ القضايا البيئية والمصالحة مع السكان الأصليين ستكون أيضًا حاسمة في هذه الانتخابات، التي تعد بأن تكون غير مسبوقة.

ومن المرتقب أن تحدّ الإجراءات الصحية السارية المفعول في العديد من المقاطعات من التجمعات الانتخابية، في وقت يلفّ الغموض نسب المشاركة المتوقعة، علمًا أنّ "مشاركة ضعيفة ستقوّض شرعية الحكومة المقبلة"، وفق فيليكس ماتيو.

وعلاوة على ذلك، إذا كان التصويت البريدي قد تطوّر بشكل كبير، كما هو متوقع بسبب الوباء، فإنّ نتيجة الاقتراع قد لا تعرف في مساء اليوم نفسه.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close