بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط، يتوقع البيت الأبيض أن يزيد كبار منتجي النفط في تحالف "أوبك+" إنتاج الخام.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين أمس الإثنين: "سنقيس النجاح في الأسبوعين القادمين، نتوقع أن تكون هناك زيادة في الإنتاج". وأضافت أن تلك مسؤولية أوبك+.
وسافر بايدن إلى السعودية الأسبوع الماضي، حيث اجتمع مع قيادة المملكة وزعماء الدول الأخرى الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي الغنية بالنفط.
وتتعرض إدارة بايدن لضغوط لخفض أسعار البنزين وتكاليف أخرى للمستهلكين قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي ستجرى في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث يسعى حزبه الديمقراطي للاحتفاظ بالسيطرة على مجلسي الكونغرس.
ووصل بايدن إلى إسرائيل الأربعاء الماضي، ضمن جولة في الشرق الأوسط خلال الفترة بين 13 و16 يوليو/ تموز الجاري، شملت الضفة الغربية والمملكة العربية السعودية.
وتعقد أوبك+، التي تضم بين أعضائها كلًا من السعودية وروسيا، اجتماعها المقبل في الثالث من أغسطس/ آب.
"13 مليون برميل يوميًا "
والسبت، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن بلاده ستزيد مستوى طاقتها الإنتاجية النفطية إلى 13 مليون برميل يوميًا وليس لديها أية قدرة إضافية للرفع بعد ذلك.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لولي العهد السعودي، لقمّة جدة للأمن والتنمية التي ترأسها بحضور الرئيس الأميركي وقادة مصر والأردن وقطر والكويت وسلطنة عمان والعراق والبحرين.
ويبلغ إنتاج السعودية حاليًا قرابة 11 مليون برميل، ولديها قدرة فورية على زيادة الإنتاج إلى 12 مليونًا، واستثمارات لزيادة الإنتاج حتى 13 مليون برميل يوميًا.
وتتوق الولايات المتحدة إلى رؤية السعودية وشركائها في أوبك يضخون المزيد من النفط للمساعدة في خفض التكلفة المرتفعة للبنزين وتخفيف التضخم الأميركي الأعلى منذ أربعة عقود.
وقال بايدن نهاية يونيو/ حزيران إنه لن يطلب من القادة السعوديين مباشرة زيادة إنتاج النفط. وبدلاً من ذلك، سيواصل طرح قضية أنه يجب على جميع دول الخليج زيادة إنتاج النفط.
وقررت أوبك + الشهر الماضي زيادة أهداف الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يوميًا في أغسطس، منهية تخفيضات الإنتاج القياسية التي نفذتها في ذروة الوباء لمواجهة الطلب المنهار.
الأمن مقابل النفط
وفي حديث سابق مع "العربي"، قال مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي مروان قبلان: "من الواضح أن واشنطن خلقت فراغًا في المنطقة، حيث تراجعت أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لها خلال العقد الأخير بعدما أصبحت الولايات المتحدة من أكبر منتجي النفط والغاز".
وأضاف: "العلاقة الأميركية مع الخليج قامت أصلًا على صيغة الأمن مقابل النفط وعندما تراجع اعتماد واشنطن على النفط قل التزامها الأمني بدليل رد فعل الرئيس السابق دونالد ترمب عندما تعرضت منشآت أرامكو للهجوم، حيث قال إن هذا هجوم على السعودية وليس على الولايات المتحدة فلماذا تنتظرون مني أن أرد عليه".
وفي البيان الختامي لقمة جدة للأمن والتنمية، أورد أن القادة أشادوا بالجهود القائمة لـ"أوبك+" لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم النمو الاقتصادي.
ورحب القادة بقرار أعضاء "أوبك+" الأخير بزيادة الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس، وعبروا عن تقديرهم لدور السعودية القيادي في تحقيق التوافق بين دول التحالف.
وتشهد أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي مستويات مرتفعة، بفعل زيادة الطلب، ومحاولات غربية لفك الارتباط بمصادر الطاقة الروسية، ردًا على تدخلها عسكريًا في أوكرانيا فبراير/ شباط الماضي.