Skip to main content

مجزرة الشجاعية في غزة.. جرح فلسطيني نازف وهمجية إسرائيلية لا تنتهي

الأربعاء 20 يوليو 2022

ليست مجزرة الشجاعية في غزة سوى عيّنة من العذابات التي ذاق أهالي الحيّ المعروف بكثافته السكانية المرتفعة صنوفها المختلفة، من بينها القتل وهدم البيوت والتشريد.

فعلى مرّ السنوات، وخلال الحروب والاعتداءات التي شنّتها إسرائيل بشكل متكرّر على القطاع، كان حي الشجاعية الواقع شرقي مدينة غزة هدفًا ثابتًا لآلة الاحتلال العسكرية.

وكما في عدوان مايو/ أيار من العام الماضي على قطاع غزة، الذي نال منه حي الشجاعية نصيبًا وافرًا من القتل والدمار لم تسلم فيه القبور حتى، كان الحي في 20 يوليو/ تموز 2014 على موعد مع مجزرة وحشية يستعيد الفلسطينيون تفاصيلها المؤلمة ضمن ما يُعرف بـ"مجزرة الفجر".

مجزرة الشجاعية

كان العشرين من يوليو 2014 يومًا من حرب دموية أخرى شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من الشهر نفسه، وصادف حينها هذا اليوم 23 رمضان.

استمرّ القصف لساعات متواصلة على حي الشجاعية، وكان عشوائيًا ومكثفًا، وأسفر عن استشهاد ما قُدر بـ74 شخصًا، بينهم 14 امرأة وأربعة مسنين و17 طفلًا أصغرهم يبلغ من العمر عامين، فضلًا عن جرح مئات الفلسطينيين.

وتشير وكالة "صفا" الفلسطينية إلى الدمار الذي خلّفه القصف، ونزوح مئات العائلات الفلسطينية من الحي إلى مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة.

وبينما تلفت إلى أن مجزرة الشجاعية وُثقت بعدسات الصحافيين، تشير إلى أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من دخول الحي ما أدى إلى تفاقم الوضع.

قهر وعجز.. فرحة وفخر

على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تدوّن الشهادات لتحيي ذكرى الشهداء وتُبقي الضوء مسلطًا على جرائم الاحتلال، تقول رند جرادات إن العشرين من يوليو 2014 حفر في ذاكرتها، فقد رافقه حدثان ولّدا فيها مشاعر متناقضة.

وتشرح أن مجزرة الشجاعية التي وقعت صباحًا قابلها ظهور "الملثم"، وهو أحد رجال المقاومة، الذي أعلن في مساء ذلك اليوم أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون.

وتقول: إن إطلالة الملثم انتقلت معها المشاعر من القهر والعجز والأسى إلى الفرحة والفخر.

وكانت المقاومة الفلسطينية قد تصدّت للعملية العسكرية الواسعة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، تحت مسمى "الجرف الصامد"، بعملية "العصف المأكول".

واستمرّت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العام 2014، 51 يومًا، واعتُبرت الأطول والأعنف على القطاع، حيث أسفرت عن استشهاد 2139 وجرح 11128 مواطنًا فلسطينيًا.

مآسي "ذاكرة" حي الشجاعية

وبينما قصف حينها الطيران الإسرائيلي بيوت الفلسطينيين ودمر أحياء بكاملها، شهدت الحرب عدة مجازر ضد المدنيين إلى جانب مجزرة الشجاعية؛ منها مجزرة سوق الشجاعية، ومجزرة استهدفت إحدى مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وتشمل مآسي ذاكرة حي الشجاعية في غزة، بشرًا وحجرًا، اجتياحه من جانب قوات الاحتلال في الأول من مايو/ أيار 2003، في محاولة لاعتقال الأخوة محمود وأيمن ويوسف خالد أبو هين.

ويشير موقع القسام إلى أن الأخوة الذين استشهدوا رفضوا الاستسلام واشتبكوا مع تلك القوات لأكثر من سبعة عشر ساعة.

وفي 20 مايو/ أيار 2007، استهدفت مجزرة إسرائيلية عائلة الحية في حي الشجاعية. حينها قصفت طائرات الاحتلال منزلًا بغرض اغتيال القائد في حماس خليل الحية، ما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص. 

المصادر:
العربي
شارك القصة