الثلاثاء 29 أكتوبر / October 2024

"غوغل" تساعد في علاج الأمراض.. خريطة ثلاثية الأبعاد لـ200 مليون بروتين

"غوغل" تساعد في علاج الأمراض.. خريطة ثلاثية الأبعاد لـ200 مليون بروتين

شارك القصة

فقرة صحية تناقش تشخيص اعتماد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض انطلاقًا من شبكة العين (الصورة: تويتر/ ديب مايند)
تمنح هذه البنية نظرة مفصلة عن البروتينات التي تدعم جميع العمليات البيولوجية وتساعد العلماء على إيجاد علاج للأمراض وعلى معالجة التلوث البلاستيكي.

كشفت شركة الذكاء الاصطناعي "ديب مايند" التابعة لـ"غوغل" عن بنية ثلاثية الأبعاد تضم 200 مليون بروتين موجودة في كل كائن حي، مما يمكّن العلماء من الوصول الفوري إلى معلومات متعمقة حول اللبنات الأساسية للحياة.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، فقد أمضى العلماء أشهر أو سنوات لفهم بنية البروتينات قبل برنامج الذكاء الاصطناعي المعروف باسم "ألفافولد" الذي حل واحدة من أصعب مشاكل علم الأحياء في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020. 

وغالبًا ما استخدم الباحثون أدوات مثل الأشعة السينية، ولكن هذه المعلومات المعقدة متاحة الآن بأسرع بحث من خلال "غوغل". 

ويمكن أن يتنبأ "ألفافولد" ببنية جميع البروتينات تقريبًا، سواء في الحيوانات أو النباتات أو البشر أو البكتيريا أو الكائنات الحية الأخرى، المعروفة للعلم. 

علاج الأمراض وحل مشاكل التلوث

وتعد هذه القدرة على رؤية بنية البروتين بسرعة في بنية ثلاثة أبعاد ذات قيمة للعلماء الذين يسعون إلى علاج الأمراض والباحثين الذين يتطلعون إلى حل مشاكل مثل التلوث البلاستيكي لأنها تمنحهم نظرة مفصلة تمامًا عن البروتينات التي تدعم جميع العمليات البيولوجية.

لكن هذا العمل ينطوي على مخاطر، كما في كل شي يتعلق بالذكاء الاصطناعي. فقد أظهرت دراسة أجرتها "نايتشر" في شهر مارس/ آذار أن خوارزمية اكتشاف الأدوية للعلماء يمكن، مع بعض التعديلات الطفيفة، أن تولد اختلاقات سامة مثل جزيئات الحرب الكيميائية.

وتدعي ديب مايند أنها اتبعت مسارًا "مسؤولًا" من خلال التشاور مع أكثر من 30 خبيرًا في علم الأحياء والأخلاق والأمن والسلامة بحيث يمكن مشاركة فوائد الذكاء الاصطناعي بطريقة تقلل من المخاطر المحتملة.

مخاطر محتملة

ومع ذلك، أثار العديد من الخبراء، بما في ذلك الموظف الأخلاقي السابق في Google AI، تيمنيت جيبرو، مخاوف بشأن قدرة التكنولوجيا على تعزيز تركيز القوة الذي يؤدي إلى التمييز.

وكتب جيبرو ومارغريت ميتشل، باحثة زميلة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، في صحيفة واشنطن بوست: "تتمثل الأهداف المعلنة للعديد من الباحثين وشركات الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي في بناء" ذكاء عام اصطناعي"، وهو نظام متخيل أكثر ذكاءً من أي شيء رأيناه من قبل، ويمكنه القيام بأي مهمة يمكن للإنسان القيام بها بلا كلل ومن دون أجر"، ولفتا إلى أن الشركات التي تعمل "تقوم بتجميع وتصنيف كميات كبيرة من البيانات، غالبًا دون موافقة مستنيرة ومن خلال ممارسات العمل الاستغلالية".

تسريع اكتشاف الأدوية

واستخدم أكثر من 500 ألف باحث حول العالم من 190 دولة قاعدة بيانات "ألفا فولد" لعرض أكثر من 2 مليون هيكل.

ومع هذه الإضافة الجديدة للهياكل التي تضيء تقريبًا عالم البروتين بأكمله، يمكن توقع حل المزيد من الألغاز البيولوجية كل يوم.

وقالت كارين أكينسانيا، رئيسة البحث والتطوير في شركة شرودنغر في نيويورك: "يمكن أن يؤدي هذا إلى تسريع اكتشاف الأدوية بطريقة لم نشهدها من قبل من قبل".

ويمكن ان يلعب "ألفافولد" دورًا محوريًا في معالجة التلوث البلاستيكي، حيث يطور العلماء في مركز ابتكار الإنزيمات بجامعة بورتسموث حلاً فريدًا يستخدم الإنزيمات، وهي بروتينات تسرع عملية التمثيل الغذائي، لتكسير البوليمرات البلاستيكية. وبذلك يمكن إعادة تدويرها إلى حالتها الأولية أو إلى مادة بجودة البلاستيك الخام، بدلًا من تلويث المحيطات.

ولا تعد المرة الأول التي يخدم فيها الذكاء الاصطناعي الطب، وكان قد أشار الطبيب معاذ الحسن، المتخصّص في طب وجراحة العيون في حديث سابق إلى "العربي"، من عمان، إلى دراسة أجرتها كلية الطب في جامعة ليدز البريطانية، والتي طالت 50 ألف شخص، حيث أظهرت أن تحليل فحوصات العين بإمكانه تحديد المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالنوبات القلبية، بواسطة نظام للذكاء الاصطناعي. 

وقد لفت الحسن إلى أن النظام الجديد بإمكانه الربط بين وضع المستقبلات الضوئية الموجودة في قاع العين مع وضع القلب. موضحًا أن تلك المستقبلات الموجودة في العين تتضمن شعيرات دموية مغذية لها، وأن أي مشكلة بتلك الشعيرات تعني إصابة المستقبلات بالتلف.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close