Skip to main content

اجتماع لمجموعة السبع حول أفغانستان الثلاثاء.. طالبان توسّع مشاوراتها

الأحد 22 أغسطس 2021
ما زال آلاف الأشخاص يحاولون الفرار من أفغانستان بعد أسبوع من استيلاء طالبان على السلطة، فيما تستمر عمليات إجلاء تقوم بها دول أجنبية

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد أن قادة مجموعة السبع سيعقدون اجتماعًا الثلاثاء عبر الإنترنت لبحث الوضع في أفغانستان.

جاء ذلك في وقت ما زال آلاف الأشخاص يحاولون الفرار من أفغانستان بعد أسبوع من استيلاء طالبان على السلطة، معرضين حياتهم للخطر، فيما تستمر عمليات إجلاء تقوم بها دول أجنبية في ظل ظروف بالغة الخطورة.

وعلى المستوى السياسي، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في حركة طالبان قوله: إن الحركة تعتزم لقاء حكّام ولايات سابقين وموظفين عموميين في 20 ولاية في الأيام المقبلة.

ويأتي ذلك في إطار جهود قادة طالبان لتشكيل حكومة "جامعة وشاملة" في البلاد على حدّ تعبيرهم.

"محادثات عاجلة" حول أفغانستان

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تترأس بلاده حاليًا مجموعة السبع (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) في تغريدة: "سأدعو الثلاثاء قادة مجموعة السبع لإجراء محادثات عاجلة حول الوضع في أفغانستان".

وأضاف: "من الأساسي أن تعمل الأسرة الدولية معًا لضمان عمليات إجلاء آمنة وتفادي أزمة إنسانية ومساعدة الشعب الأفغاني في حماية مكتسبات السنوات العشرين الأخيرة".

وعقد الخميس اجتماع لمجموعة السبع ضم وزراء خارجية الدول الأعضاء.

وفي ختام الاجتماع دعا الوزراء طالبان إلى ضمان "ممر آمن" للرعايا الأجانب والأفغان الراغبين في مغادرة افغانستان.

كما شددوا على "ضرورة احترام جميع الأطراف للقانون الدولي الإنساني".

طالبان تغلّب كفّة "الحكمة الدبلوماسية"

في غضون ذلك، يبدو أنّ حركة طالبان عقدت العزم على بدء مسيرة جديدة في أفغانستان، حيث يحاول قادتها  تغليب كفة الحكمة الدبلوماسية، لا سيما وهم في تطوير حكمهم وتأليف حكومتهم.

وبدأ هذه المرحلة الرجل الثاني في حركة طالبان الملا عبد الغني برادر فور عودته إلى كابل قادمًا من قندهار، فبجهود حثيثة ومتسارعة، يواصل تنفيذها، حيث يلتقي بالخصوم والمؤيدين، ويحاور الجهاديين والسياسيين.

ولا تنفك طالبان تعلن رغبتها بفتح صفحة جديدة مع الأطراف جميعها داخلية وخارجية، وتخط الحركة علاقة جديدة في راس الصفحة حتى مع أعداء الماضي القريب.

من جهته، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان: إن الحركة أجرت محادثات في كابل مع شخصيات سياسية بشأن شكل النظام المقبل، ويضمن النظام حقوق الأفغان رجالًا ونساءً ويؤسس لحكومة جامعة وشاملة كما يقول القادة المنتصرون.

وفي غضون ذلك، تواصل سياسيو الحركة مع أفراد من الحكومة الأفغانية السابقة، كما أعلن مسؤول قيادي فيها، معلنًا نية وزير الخارجية في الحكومة السابقة حنيف أتمر العودة للبلاد.

وبهذه الطريقة، ترسل الحركة رسائل إيجابية للأسرة الدولية تريد عبرها انتزاع اعتراف دولي وصفها الرئيس الأميركي جو بايدن بالأمر الصعب، وأبدت كل من الصين وروسيا وتركيا وإيران مؤشرات انفتاح تجاهها في وقت تواصل الدول الغربية، حذرها المعتاد.

أكثر انفتاحًا وتقبلًا

وحول انفتاح حركة طالبان، يرى الكاتب الصحفي نصير طاهر أن الحركة جاءت هذه المرة أكثر انفتاحًا وأكثر تقبلًا للمجتمع الأفغاني، مشيرًا إلى أن سرعة التحرك التي تقوم به إزاء الوضع في أفغانستان تؤشر إلى أنها تريد إقناع الجميع بأنهم يحاولون تشكيل حكومة جامعة، تشمل جميع الأفراد، وتشمل أيضًا الجهاديين والأحزاب السياسية.

ويكشف في حديث إلى "العربي" من كابل، أن الأحزاب السياسية أبدت استعدادها للتشاور، حيث وصلوا إلى نتائج مرضية، سيتم الإعلان عنها في الأيام القادمة.

ويضيف الكاتب الصحفي أن ما يقلق الأفغان هو حصول حروب أهلية، مشيرًا إلى أن المواطن الأفغاني يعاني من سلسلة من الذكريات المؤلمة خلال عقود ماضية، وهو يخاف مما حصل في السابق سواء من قبل الساسة أو من تنظيم أو جهة أخرى، مما سبب الاندفاع نحو مطار كابل للخروج من أفغانستان، خوفًا من المستقبل وليس من الوضع الحالي.

ويعتقد طاهر أن حركة طالبان ليست وحدها على الساحة الأفغانية وهي الآن تشارك جميع الأطراف السياسية، مما يسهل عملية التواصل وتكوين علاقات جيدة مع دول الجوار والعالم.

المصادر:
العربي
شارك القصة