الثلاثاء 5 نوفمبر / November 2024

وسط مخاوف من هيمنة الصين.. وفد أميركي رفيع المستوى يزور جزر سليمان

وسط مخاوف من هيمنة الصين.. وفد أميركي رفيع المستوى يزور جزر سليمان

شارك القصة

تقرير (أرشيفي) حول توقيع الصين اتفاقًا أمنيًا واسعًا مع جزر سليمان (الصورة: غيتي)
تأتي زيارة الوفد الأميركي بعد أشهر على توقيع جزر سليمان اتفاقًا أمنيًا سريًا مع الصين الذي يفترض التطرق إليه خلال الزيارة.

يزور وفد من كبار المسؤولين الأميركيين السبت جزر سليمان في وقت تتصارع فيه واشنطن مع بكين على بسط النفوذ في المحيط الهادئ. 

وتسعى الصين إلى إظهار قوتها المتنامية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حيث تقوم بمناورات عسكرية حول تايوان في عرض لقوتها بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.

وتأتي زيارة الوفد الأميركي بعد أشهر على توقيع جزر سليمان لاتفاق أمني سري مع الصين. وأثارت الصين التي تمثّلها سفارة في جزر سليمان قلق خصومها الغربيين حين وقّعت هذا الاتفاق في أبريل/ نيسان.

ويفترض أن يتمّ التطرق إلى الاتفاق الذي يخشى البعض أن يقود الصين إلى توسيع سيطرتها العسكرية في جنوب الهادئ، خلال الزيارة الأميركية.

وتترأس مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان الوفد الأميركي الذي سيقوم بزيارة لثلاثة أيام لجزر سليمان تزامنًا مع الذكرى الثمانين لمعركة غوادالكانال خلال الحرب العالمية الثانية. 

وكان والد شيرمان أحد أعضاء مشاة البحرية الذين أُصيبوا بجروح بالغة خلال المعركة التي استمرت ستة أشهر بين 1942 و1943 وتسببت بانسحاب اليابانيين منها، ما شكّل بداية العمليات الرئيسة للحلفاء في المحيط الهادئ.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت هذا العام نيتها إعادة فتح سفارة لها في جزر سليمان بعد نحو 30 عامًا على إغلاق بعثتها الدبوماسية في دولة المحيط الهادئ.

جاءت الزيارة الأميركية بعد أشهر من توقيع جزر سليمان لاتفاق أمني مع الصين - غيتي
جاءت الزيارة الأميركية بعد أشهر من توقيع جزر سليمان لاتفاق أمني مع الصين - غيتي

طريق صعب أمام واشنطن

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ميهاي سورا وهو باحث زميل في برنامج جزر المحيط الهادئ في معهد لووي (لووي اينستيتوت) للأبحاث الإستراتيجية في سيدني، أن "أمام الولايات المتحدة طريق صعب، بمعنى أنه من الواضح أن رئيس وزراء (جزر سليمان) ماناسيه سوغافاريه يقدّر علاقة بلاده بالصين". 

ويعتبر أن "طرح فكرة الاختيار بين الولايات المتحدة والصين لن يكون مرحّبًا به. سيبحث عن طريقة ليعمل فيها مع كلّ من الولايات المتحدة والصين". 

ويوضح سورا أنه ليس الجميع في جزر سليمان من مؤيدي تنامي العلاقات الأمنية مع الصين فذلك "سيف ذو حدّين". 

وقطعت جزر سليمان علاقاتها مع تايوان في سبتمبر/ أيلول 2019 لصالح الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع الصين، وهو تحوّل فتح مجالًا أمام زيادة الاستثمارات لكنه أشعل تنافسًا بين الجزر.

خلافات داخلية

وقد تحولت احتجاجات على حكم سوغافاريه إلى أعمال شغب في العاصمة هونيارا في نوفمبر/ تشرين الثاني حيث أُحرق جزء كبير من الحي الصيني في المدينة قبل أن تقود أستراليا مهمة حفظ سلام دولية للمساعدة في استعادة الهدوء.

وتتهم المعارضة المحلية رئيس الوزراء في جزر سليمان بتقويض الديمقراطية. وكرّر سوغافاريه عزم حكومته على تأجيل الانتخابات العامة من أبريل/ نيسان المقبل إلى ما بعد ألعاب المحيط الهادئ التي تستضيفها جزر سليمان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

وتموّل الصين إنشاء مجمّع استاد وطني تفيد معلومات بأن قيمته 53 مليون دولار لاستضافة الألعاب.

تقويض حرية الصحافة

كما واجه رئيس جزر سليمان انتقادات لاذعة لمهاجمته هيئة الإذاعة العامة في البلاد. فقد اتهم مكتب سوغافاريه هذا الأسبوع، هيئة الإذاعة العامة بنشر "أكاذيب ومعلومات مضلّلة"، معتبرًا أنها أهملت واجبها في "ممارسة صحافة عادلة ومسؤولة وأخلاقية". 

وأشار إلى أن المعايير التي تعتمدها وسائل الإعلام المحلية "تدهورت على مرّ السنوات لدرجة أنه يتم نشر أي شيء لمجرد كسب المال". 

ردًا على هذه الاتهامات، حذّر الاتحاد الدولي للصحافيين من "اعتداء على حرية الصحافة وتطور غير مقبول للعملية السياسية الديمقراطية".

وكان الاتّحاد أثار مخاوف عندما زار وزير الخارجية الصيني وانغ يي جزر سليمان في مايو/ أيار. وتضمّنت الجولة حينها مؤتمرات صحافية فرضت فيها قيود شديدة ومنع الصحافيين المحليين من طرح أكثر من سؤال واحد على وانغ.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close