بمناسبة مرور عامين على توقيعها، يراجع باحثان إسرائيليان من معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب اتفاقيات أبراهام بعيون إسرائيلية.
وفي المراجعة، يتوقف الباحثان عند منافع اتفاقيات التطبيع هذه للاحتلال، والفرص الكامنة فيها، ويقدّمان ثلة نصائح لاستثمارها والحفاظ عليها.
فقد أشاد التقرير الذي أصدره الباحثان بالنتائج "الكبيرة" التي أسفرت عنها اتفاقيات أبراهام التي وُقّعت مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وتركّزت هذه النتائج، وفقًا للتقرير، بمظاهر التعاون الاقتصادي والعلاقات الدبلوماسية، فضلًا عن فتح خطوط جوية مباشرة بين تل أبيب وأبو ظبي ودبي والمنامة والدار البيضاء ومراكش.
ويلفت التقرير أيضًا إلى قيام مسؤولين من هذه الدول بزيارات متبادلة وتوقيع اتفاقيات تعاون مع إسرائيل في عدّة مجالات.
"منافع كثيرة" على دولة الاحتلال
ويشير الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت إلى أنّ التقرير هو بقلم باحثين من معهد أبحاث الأمن القومي، وهو المعهد الأهمّ لدراسة شؤون الأمن القومي في إسرائيل.
ويلفت إلى أنّ الباحثين يوردان في تقريرهما اتفاقيات أبراهام عادت بمنافع كثيرة على دولة الاحتلال أهمّها منافع اقتصادية.
وعلى المستويين السياسي والدبلوماسي يشير التقرير إلى أن أهمّ ما في هذه الاتفاقيات أنها منحت الكيان الإسرائيلي الشرعية، بحسب شلحت، الذي يعتبر ذلك "شديد الأهمية" في السياسة الإسرائيلية.
ويلفت إلى أنّ إسرائيل تعتقد أنّها بموجب الحصول على هذه الشرعية يمكن أن تفرض إملاءاتها فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية.
إعلان التطبيع الرسمي بين #المغرب وإسرائيل.. إليكم التفاصيل 👇#أنا_العربي @AnaAlarabytv pic.twitter.com/RfZpTk0RpD
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 10, 2020
ماذا عن البعد "الأمني"؟
ويتحدّث شلحت عن بعد "أمني" في التقرير، إذ يتضمن "تلميحًا" إلى أن اتفاقيات أبراهام أسفرت بعد مرور عامين على توقيعها عن التوصل تقريبًا إلى اتفاقيات وتفاهمات أمنية بين إسرائيل وبين الدول العربية.
ويعتبر الباحث في الشؤون الإسرائيلية أنّ مثل هذا الموضوع الأمني لن يساهم قيد أنملة في موضوع الاستقرار في الشرق الأوسط لأن إسرائيل معروف أنها دولة عدوانية وهي تعادي المحيط العربي منذ تأسيسها.
ويعتبر أنّ إسرائيل اليوم تحاول أن تتصالح مع المحيط العربي ليس من خلال التجاوب مع مطالبه على مستوى القضية الفلسطينية، إنما تحاول أن تعقد مثل هذه المصالحات على أساس الإملاءات التي تحاول أن تفرضها منذ تأسيس فيما يتعلق بتسوية هذه القضية.
ويشدّد على أنّ ما يزيد من عدم الاستقرار هو أنّ إسرائيل تحاول من خلال هذه الاتفاقيات أن تصوّر قدراتها الأمنية فيما يتعلق بمواجهة خطر هي تعتقد أنه خطر مشترك لإسرائيل ومعظم الدول العربية وهو ما يسمى بالخطر الإيراني النووي، لافتًا إلى أنّ هذه الاتفاقيات جاءت على هذه الخلفية تحديدًا.
وأثارت "اتفاقيات أبراهام" غضب الفلسطينيين الذين اعتبروها خروجًا عن الإجماع العربي على عدم تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى توافق الأخيرة على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
في المقابل، تؤكد إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن أنّها تريد توسيع "اتفاقيات أبراهام" التي قادت دولًا عربية إلى الاعتراف بإسرائيل لأول مرة منذ أن اعترفت بها مصر في 1979-80 والأردن في 1994.