الأحد 3 نوفمبر / November 2024

في السباق إلى الفضاء.. الصواريخ الصينية التائهة تقلق العالم

في السباق إلى الفضاء.. الصواريخ الصينية التائهة تقلق العالم

شارك القصة

فقرة من برنامج "قضايا" تناقش جدوى البرنامج الفضائي الصيني وفعاليته مع تكرار حوادث المخلفات الفضائية الصينية (الصورة: غيتي)
واجهت الصين انتقادات من وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، لأن الصاروخ "لونغ مارش-5 بي" لم ينقسم إلى أجزاء أصغر عندما دخل الغلاف الجوي.

ترددت في الآونة الأخيرة الكثير من الأنباء عن صواريخ يتم فقدان السيطرة عليها وتسبح في الفضاء، وأيضًا عن بقايا صواريخ ونفايات فضائية تسقط على الأرض.

حيث سقط صاروخ "لونغ مارش-5 بي" الذي يزن 23 طنًا، بعدما حمل وحدة المختبر الصيني الفضائي "وينتيان" من جزيرة هاينان إلى الفضاء في 24 يوليو/ تموز.

وإثر ذلك واجهت الصين انتقادات من وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، لأن الصاروخ المذكور لم ينقسم إلى أجزاء أصغر عندما دخل الغلاف الجوي، كما تقتضي المعايير الدولية.

وليست هذه المرة الأولى التي تسقط فيها بقايا صاروخ صيني ضخم على الأرض، إذ تعد هذه المرة الثالثة التي تترك فيها الصين صاروخًا يهبط على الأرض دون سيطرة، آخرها سقط في المحيط الهندي دون التسبب بأي ضرر بعدما أطلق في مايو/ أيار العام الماضي.

إلا أن أجزاء من حطام أول صواريخ من طراز "لونغ مارش-5 بي" سقطت فوق ساحل العاج في مايو 2020، وألحقت أضرارًا بعدد من المباني.

وفي عام 2018، عادت أول محطة فضائية صينية إلى الأرض وتحطمت فوق المحيط الهادئ، بعد أن فقدت بكين السيطرة على المحطة الفضائية التي يبلغ وزنها 8.5 طن، ولم تعد قادرة على زيادة ارتفاعها حتى تتمكن من الحفاظ على مدارها.

وفي عام 2020 قامت نواة صاروخية صينية تزن نحو 20 طنًا بإعادة دخول غير مرتبط بالغلاف الجوي للأرض، مرورًا مباشرة فوق لوس أنجلوس وسنترال بارك في مدينة نيويورك قبل الغوص في نهاية المطاف في أعماق المحيط الأطلسي.

وتدخل النفايات الفضائية الغلاف الجوي للأرض بشكل دوري على الرغم من أن معظمها يمر دون أن يلاحظه أحد، لأنه يحترق قبل وقت طويل من ارتطامه بالأرض.

لكن الحطام الفضائي الأكبر مثل المركبات الفضائية وأجزاء الصواريخ يشكل خطرًا ولو ضئيلًا على البشر والبنى التحتية على الأرض.

ففي عام 2020 استطاعت شبكة مراقبة الفضاء الأميركية تحديد 14 ألف قطعة من نفايات الفضاء، يزيد حجمها عن 10 سنتيميترات، كما أنها قدرت وجود 200 ألف قطعة يتراوح حجمها بين 1-10 سنتيميترات، ومن الممكن وجود الملايين من القطع التي تصغير هذا الحجم منتشرة في المدار.

وأشارت دراسة صادرة عن شركة RS Components البريطانية والمتخصصة بالإلكترونيات إلى أن روسيا تأتي في قائمة الدول المتسببة بالمخلفات الفضائية تليها الولايات المتحدة ثم الصين وفرنسا والهند.

ما أسباب سقوط صواريخ الفضاء الصينية؟

وفي هذا الإطار، أوضح عالم الفضاء التونسي نور الدين الروافي أن البرنامج الفضائي الصيني تأسس منذ نحو 25 عامًا، وهو الآن في مراحل متقدمة للغاية، مشيرًا إلى أن بكين بصدد تجميع محطتها الصينية في الفضاء.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من العاصمة السويسرية بيرن، أن الصواريخ التي تطلقها الصين من حين إلى آخر تمكن بكين من إيصال وحدات إضافية إلى محطتها الفضائية، موضحًا أن هذه الوحدات لا يمكن إطلاقها إلا من خلال صواريخ ضخمة جدًا.

وبيّن الروافي أن هذه الصواريخ تتكون من معززات ذات أجزاء صلبة للغاية وثقيلة وكبيرة الحجم، ويستغنى عنها بعد إتمام مهمتها بوضعها الأقمار الصناعية في مداراتها، مشيرًا إلى أن الطريق الأمثل لإتلافها هي بإدخالها إلى الغلاف الجوي للأرض، مما يسبب احتكاكًا واحتراق الجزء الكبير منها، ويتسبب بتحطيمها إلى أجزاء متعددة يصل العديد منها إلى الأرض.

وأضاف أن طموح الصين يكمن في السيطرة على الفضاء حيث تنافس الولايات المتحدة وروسيا في هذا المجال، وتهدف لبناء قوة عسكرية لا تضاهيها أي قوة في الأرض.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close