أشارت تقديرات ألمانية إلى أن أكثر من 300 ألف طن متري من الميثان قد دخلت بالفعل في المجال الجوّي لكوكب الأرض نتيجة للتسرّب، الذي حدث في خطي أنابيب "نورد ستريم" تحت البحر يربطان روسيا بألمانيا، مما ينذر بكارثة بيئية.
ويعد الميثان هو أبرز مكونات الغاز المتسرب، وهو غاز دفيء سام أشد خطورة من ثاني أوكسيد الكربون ويسهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
"قنبلة بيئية"
ويقدر مختصون أن طنًا واحدًا من الميثان أشد تأثيرًا على المناخ أكثر من 80 ضعفًا من تأثير ثاني أوكسيد الكربون.
ويسعى علماء المناخ جاهدين إلى تقدير حجم الميثان المنبعث من حادثة التسرب التي وقعت قبل أيام، فيما يقدر صندوق الدفاع عن البيئة كمية الميثان المسربة بنحو 115 ألف طن، أي ما يعادل نحو مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون.
ويحذر الخبراء من قنبلة مناخية وكارثة بيئية، نتيجة تمزق خطوط الأنابيب وخاصة أن تأثيرها على المناخ سيكون كبيرًا، إذ قدرت ألمانيا دخول 300 ألف طن متري من الميثان المجال الجوي، نتيجة التسرب.
وهذا القدر من الغاز المنبعث، يساوي انبعاثات حرارية لأكثر من 5 ملايين سيارة على مدى 20 عامًا متواصلة.
رسائل هامة
وفي هذا الإطار، قال حسان التليلي، المختص بقضايا البيئة المستدامة، إنّ غاز الميثان هو في صلب المطلوب من الأسرة الدولية لخفض الانبعاثات الحرارية التي تساهم في ظاهرة الاحترار المناخي.
وأضاف التليلي، في حديث لـ "العربي" من باريس، أنّ غاز الميثان له مخاطر في ارتفاع درجات الحرارة والمساهمة بتفاقم ظاهرة المناخ.
وأشار التليلي، إلى أن التسرب الجديد، ليس الأول بل هو جاء للتذكير بأن الوسائل التي يمكن أن ينقل عبرها الغاز يمكن أن تستهدف في عمليات تخريبية، وبالتالي لا بد من إيجاد آلية لحماية الغاز، كونه من أهم مصادر الطاقة الأحفورية والتي ستساعد الأسرة الدولية على المرور من الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري والنووي إلى الاقتصاد الأخضر.
ولفت التليلي، إلى أن علماء المناخ الذين يجرون أبحاث يؤكدون أن الانعكاسات خطيرة خلال ظرف 20 عامًا.
واستدرك قائلًا: "إن هذه الانبعاثات تؤثر سلبًا على الدورة الاقتصادية والبيئية، وأنه إذ ما جرى الحد من الانبعاثات ستحتد ظاهرة الاحترار المناخي واستمرار فترات الجفاف التي قد تطول، والأعاصير التي تحدث في باكستان وغيرها.
وذهب للقول: "القضية لها انعكاسات على حياة الإنسان، ما يدعو الدول إلى بذل الجهود لخفض الانبعاثات، لكن البلدان التي تمتلك التكنولوجيا يجب أن تأمن فعلًا وصول الغاز بالكميات التي تحتاج لها الأسرة الدولية حتى يكون هناك شتاء دافئ".