Skip to main content

المصالحة الفلسطينية المتعثرة.. هل تنجح الجزائر في تحقيق "الإنجاز"؟

السبت 1 أكتوبر 2022

أعلن السفير الفلسطيني لدى الجزائر فايز أبو عيطة مشاركة 13 فصيلًا تابعًا لمنظمة التحرير الفلسطينية إضافة إلى حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي في جولة الحوار الفلسطينية التي ترعاها الجزائر.

وقبل أشهر، أطلقت الجزائر مساعي وساطة للمصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية تمهيدًا لمؤتمر يسبق القمة العربية المقررة بالجزائر.

وأكد أبو عيطة أن اجتماع الجزائر سيكون خلال الأسبوع الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، لبحث ملف المصالحة وإنهاء الانقسام المستمر منذ عام 2007.

وأعرب أبو عيطة عن أمله في أن "توفّق الجزائر في الوصول إلى صيغة توافقية يلتقي الكل الفلسطيني عليها، من أجل وضع حد لهذا الانقسام، والبدء في صفحة الوحدة الوطنية".

من ناحيته، أعرب حسام زكي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية مساندة الجامعة لجهود الجزائر الرامية إلى لم الشمل العربي والفلسطيني.

وقال زكي: إن "هذه الجهود الجزائرية هي المدخل الحقيقي لعمل عربي أكثر فعالية ونجاعة".

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد جمع في يوليو/ تموز الماضي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في لقاء هو الأول منذ سنوات.

وفي إطار مساعي تحقيق المصالحة، وصل وفد من "فتح" برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول، إلى الجزائر في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، وذلك بعد يوم واحد من وصول وفد من حركة "حماس" يرأسه رئيس مكتبها للعلاقات العربية والإسلامية خليل الحية.

وفي كلمة له خلال ترؤسه اجتماعًا عقدته اللجنة المركزية لحركة فتح بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة: إن لدى حركة "فتح" التي يرأسها "قرارًا بالتجاوب مع الجهود العربية لتحقيق المصالحة الفلسطينية".

وأضاف أن ذلك يأتي "لتحقيق المصالحة الفلسطينية المستندة لقرارات الشرعية الدولية، والإقرار بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني".

هل تتمكن الجزائر في تحقيق المصالحة؟

وفي هذا الإطار، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر زهير بو عمامة، أن هناك فرصة حقيقية وأملًا واقعيًا في أن تتمكن الجزائر من إحداث اختراقات في ملف المصالحة.

ويشير في حديث لـ"العربي"، إلى أن الجزائر تراهن على مجموعة من الأمور، منها مصداقيتها لدى كل الفصائل الفلسطينية، ومراهنتهم على إمكانية أن تصنع الجزائر فارقًا نظرًا لأن علاقتها بالقضية مميزة وجيدة كل الفصائل.

ويوضح بو عمامة أن الجزائر ومنذ أشهر تعمل بفريق خصصته الرئاسة ووزارة الخارجية على ملف المصالحة، مشيرًا إلى أن البلاد كانت قد استقبلت وفودًا تمثل أهم الفصائل الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني الماضي، واستمعت إليهم، وتسلمت منهم رؤيتهم وتصورهم وملاحظاتهم حول ملف المصالحة.

ويلفت إلى أن فريق العمل عكف خلال الفترة الماضية على تطوير ورقة ستعرض في الأيام المقبلة حول ملف المصالحة، لافتًا إلى أن الخارجية شددت على عدم تسريب أي معلومات لها علاقة بهذه الورقة قبل أن يتم التوافق عليها في الاجتماع القادم.

وكان ملف المصالحة الفلسطينية تعطّل منذ إعلان الرئيس محمود عباس في مايو/ أيار 2021 تأجيل إجراء الانتخابات التشريعية؛ بذريعة رفض سلطات الاحتلال إجراءها في القدس المحتلّة.

ومنذ سنوات، عُقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، من دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادة لتحقيق ذلك.

وتعاني الساحة الفلسطينية، منذ صيف 2007، من انقسام سياسي وجغرافي، حيث تسيطر "حماس" على قطاع غزة، في حين تُدار الضفة الغربية من طرف الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة "فتح" بزعامة الرئيس عباس.

المصادر:
العربي
شارك القصة