احتشد آلاف السودانيين، اليوم الجمعة في عدة مدن منها العاصمة الخرطوم مطالبين بعودة الحكم المدني الديمقراطي في البلاد، بعد حوالي العام على "الانقلاب" الذي نفّذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
تأتي تحركات اليوم إحياءً لذكرى "ثورة أكتوبر" التي اندلعت عام 1964 وأطاحت بأول نظامٍ عسكري في البلاد بقيادة الجنرال إبراهيم عبود.
"العسكر إلى الثكنات"
هتف مئات المتظاهرين في الخرطوم "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"لا للحكم العسكري"، بعد عام على الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي وضع حدًا للعملية الانتقالية الديمقراطية.
وفي مدينة أم درمان ثاني أكبر مدن السودان الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل، هتف المئات أيضًا "العسكر إلى الثكنات" في إشارة لمطالبتهم بالحكم المدني، فضلًا عن تجمعات مماثلة في بحري (شمال) ومدني (وسط) وعطبرة (شمال).
وكانت قوى الحرية والتغيير في السودان وتنسيقيات لجان المقاومة (نشطاء)، قد دعت منذ أيام إلى هذه المظاهرات في ذكرى الثورة تحت شعار "مليونية 21 أكتوبر" تجديدًا للمطالب المستمرة منذ أكتوبر الماضي بعودة مدنية الدولة وإسقاط الانقلاب العسكري.
ترقب أمني
وجابت قوات الشرطة العاصمة الخرطوم وجسورها، فيما أكد مراسل "العربي" تيجاني خضر أن الجهات الأمنية استبقت التحركات الشعبية بإغلاق مبكر لجسر "المك نمر" الرابط ما بين الخرطوم وبحري.
وينقل خضر أن الأجواء في الشارع السوداني يطغى عليها أصوات الأناشيد الوطنية والشعارات التي تمجد ذكرى ثورة أكتوبر ما قبل الانقلاب العام الماضي، فضلًا عن حمل شعارات تنبذ العنصرية في إشارة واضحة إلى الصراعات القبلية في ولاية النيل الأزرق.
كما شهد وسط الخرطوم انتشارًا أمنيًا مكثفًا، خاصة في محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش، ما أدى إلى تكدس السيارات والازدحام المروري.
وتحسبًا لوقوع ضحايا جدد، دعت السفارة الأميركية في الخرطوم أمس الخميس، قوات الأمن إلى "ضبط النفس" في بيان نشر على تويتر.
يذكر أنه في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 تخلى عبد الفتاح البرهان عن ميثاق لتقاسم السلطة، بعد أن بدأت في أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية نصت على إجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.
ومن ذلك الحين، يعيش السودان توترات سياسية على وقع احتجاجات شبه يومية لمعارضي المجلس العسكري الذين يتهمونه بتنفيذ انقلاب عسكري.