شكّل ما أثاره أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن موضوع حملات التشويه التي تتعرض لها بلاده قبيل استضافتها مباريات كأس العالم الشهر المقبل، أبرز ما شغل رواد التواصل الاجتماعي.
فقد أكد أمير قطر أن بلاده تعرّضت لحملة غير مسبوقة لم يتعرض لمثلها أيّ بلد مضيف منذ فوزها بشرف استضافة العرس الكروي العالمي.
وذكر الشيخ تميم بن حمد أن بلاده تعاملت في البداية مع الحملات بحسن نية من زاوية النقد الإيجابي والمفيد، غير أنّ الأمور اتخذت مسارًا مختلفًا تضمّن افتراءات وازدواجية معايير، حتى جعلت كثيرين يتساءلون عن الأسباب والدوافع الحقيقية وراءها.
"حملات مبرمجة ومقصودة"
وتفاعل المغردون مع كلمة أمير دولة قطر أمس الثلاثاء، من خلال هاشتاغ "دولة قطر"، حيث عبّروا عن استغرابهم من هذه الحملات باعتبارها "حملات مقصودة ومبرمجة".
وأثنى هؤلاء على الجهود التي تبذلها دولة قطر بغية تأمين أفضل المتطلبات اللوجستية والتقنية لإنجاح هذا الحدث العالمي. كما غرّد بعضهم مؤكدًا أنّ قطر بشعبها وحكومتها تحترم جميع الأديان والمعتقدات والثقافات.
ولاقى وسم "دولة قطر" تفاعلًا وصل إلى 21 ألفًا، بينما ناهزت التعليقات الـ 7 آلاف تعليق، في حين وصلت المشاركات إلى 17 ألف. أمّا ذروة التفاعل مع الوسم فقد سجلت يوم أمس من خلال 16 ألف تفاعل.
ووفقًا لنتيجة استطلاع أجراه "العربي" عبر "تويتر" بشأن وجود "حملات متعمدة" وراء ما تعرضت له قطر قبيل استضافتها لكأس العالم، فقد أجاب 86% من المغردين بـ"نعم"، بينما 14% لا يعتقدون ذلك.
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: #قطر تعرضت إلى حملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف، منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم #كأس_العالم_قطر_2022 pic.twitter.com/tQ1xpx0B7O
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 25, 2022
"تمويل" بعض حملات التشويه
في هذا الخصوص، يشير رئيس القسم الرياضي في صحيفة "العرب" القطرية علي حسين إلى أنّ الحملات ضد دولة قطر لم تتوقف منذ 12 عامًا تحديدًا حين فازت بشرف استضافة كأس العالم، مبينًا أنّ هذه الحملات "تصاعدت بشكل كبير" في الفترة الأخيرة.
ويلفت حسين من الدوحة إلى "تدخل جهات وأطراف أخرى وحكومات وصحف صفراء في الحملات ضد دولة قطر"، مبينًا أن هناك بعض الجهات التي مولت بعض المنظمات العمالية والإنسانية من أجل الضغط على قطر بشكل أكبر.
كما أكد أنّ الهدف الأساسي بالنسبة إلى هذه الجهات هو "تشويه سمعة قطر البلد الذي جهّز للمونديال كل التجهيزات على أكمل وجه"، حيث تصاعدت الحملات التي وصفها بـ"الفقاعات" رغم أن قطر وفت بكل وعودها.
وعن هذه الافتراءات يتطرق رئيس القسم الرياضي في صحيفة "العرب" إلى المزاعم حول حقوق العمال، ويلحظ في هذا الإطار أن جهات غير عمالية وغير معنية بالموضوع زجت بنفسها في هذا الملف بينما منظمات العمل الدولية تنفي هذه الروايات وتظهر أن قطر بنت مدنًا للعمال ويحصلون على حقوقهم كاملة.
ويردف في حديث مع "العربي": "هناك أرقام فلكية تشاع عن وقوع قتلى.. نحن لا نعمل في جبال أو في مناجم، بل في تحف معمارية تبنى بواسطة شركات عالمية عملاقة تعاقدت هي مع العمال بواسطة حكوماتهم ووزارات العمل في بلدانهم".
بالإضافة إلى ذلك، يرصد حسين أن مختلف الجهات العمالية التي تجهز للمونديال لها سفارات وقنصليات في قطر ولم تتحدث أي من هذه الجهات الرسمية عن ذلك.
"كذبة" المقاطعة
وفي ما يتعلق بمنع عدد من المدن الأوروبية على المشجعين إمكانية متابعة مباريات كأس العالم في الأماكن العامة، يرى حسين أن المقاطعة هي "كذبة" لأن هذه البطولة تقام للمرة الأولى في الشتاء منذ 21 دورة بدلًا من الصيف.
ويتابع أن هذه المزاعم تأتي في حين "تعاني أوروبا الآن من قلة الطاقة والبرد فالجمهور قد لا يجد وسيلة للتدفئة، فكيف سيتمكن المعنيون من تأمين الطاقة لتدفئة الأماكن المفتوحة في الشتاء".
