اختتمت القمة العربية الحادية والثلاثون أعمالها اليوم الأربعاء. وبعدما ناقشت على مدار يومين ملفات سياسية واقتصادية هامة، صدر بيانها الختامي الذي تضمّن جملة من المواقف على الصعيدين العربي والعالمي.
وقد أكد "إعلان الجزائر" على مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة مواصلة الجهود لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها.
كما أكد التمسك بمبادرة السلام العربية بكافة عناصرها وأولوياتها، والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة، وإدانة استخدام القوة من قبل السلطة القائمة بالاحتلال ضد الفلسطينيين.
وأشار إلى تبنّي ودعم توجّه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مرحبًا بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على "إعلان الجزائر" من أجل تحقيق الوحدة الوطنية.
إلى ذلك، جدد البيان التضامن مع لبنان والتطلع لأن يقوم مجلس النواب بانتخاب رئيس جديد للبلاد.
تحت شعار "لم الشمل".. القضية الفلسطينية الملف الأبرز على جدول أعمال #القمة_العربية في #الجزائر، في ظل غياب بعض القادة العرب #القمة_العربية_2022 تقرير: ملهم بريجاوي pic.twitter.com/9nNxs02oEX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 2, 2022
وأشار إلى قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وشدد على دعم الحكومة الشرعية اليمنية ودعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
وأكد رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
إلى ذلك، لحظ البيان التأكيد على أهمية تضافر الجهود من أجل تعزيز القدرات العربية الجماعية في مجال الاستجابة للتحديات المطروحة على الأمن الغذائي والصحي والطاقوي ومواجهة التغيرات المناخية، لافتًا إلى ضرورة تطوير آلية التعاون لمؤسسة العمل العربي في هذه المجالات.
وتوقف عند ضرورة بناء علاقات سليمة ومتوازنة بين المجموعة العربية والمجتمع الدولي، بما فيه محيطها الإسلامي والإفريقي والأورومتوسطي، على أسس احترام قواعد حسن الجوار والثقة والتعاون المثمر والالتزام المتبادل بالمبادئ المكرّسة في ميثاق الأمم المتحدة، وعلى رأسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
"السياسة المتوازنة لأوبك +"
دوليًا، اعتبر إعلان الجزائر أن التوترات المتصاعدة على الساحة الدولية تسلط الضوء أكثر من أي وقت مضى على الاختلالات الهيكلية في آليات الحوكمة العالمية، وعلى الحاجة الملحة لمعالجتها ضمن مقاربة تكفل التكافؤ والمساواة بين جميع الدول وتضع حدًا لتهميش الدول النامية.
وبينما أشار إلى ضرورة مشاركة الدول العربية في صياغة معالم المنظومة الدولية الجديدة لعالم ما بعد وباء كورونا والحرب في أوكرانيا، أكد الالتزام بمبادئ عدم الانحياز والموقف العربي المشترك من هذه الحرب.
وذكر بأن هذا الموقف يقوم على نبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام عبر الانخراط الفعلي لمجموعة الاتصال الوزارية العربية في الجهود الدولية الرامية لبلورة حل سياسي للأزمة.
من جهة أخرى، ثمّن إعلان الجزائر السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف "أوبك +" من أجل ضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة واستدامة الاستثمارات في هذا القطاع الحساس، ضمن مقاربة اقتصادية تضمن حماية مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.
"دور بارز في تنظيم التظاهرات الدولية"
البيان توقف عند ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وتجفيف منابع تمويله، ورحب بالتحركات والمبادرات الحميدة التي قامت وتقوم بها العديد من الدول العربية من أجل الحد من انتشار الإسلاموفوبيا وتخفيف حدة التوترات وترقية قيم التسامح واحترام الآخر.
كما ثمن الدور الهام الذي تقوم به الدول العربية في معالجة التحديات الكبرى التي تواجه البشرية على غرار التغيّرات المناخية، حيث تمت الإشادة في هذا الصدد بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها المملكة العربية السعودية.
والبيان الذي أشار إلى أهمية اضطلاع الدول العربية بدور بارز في تنظيم التظاهرات الدولية الكبرى، التي تشكل محطات رئيسة ومهيكلة للعلاقات الدولية، أكد في هذا المجال دعم مصر التي تستعد لاحتضان الدورة 27 لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغيّر المناخ.
كما أكد دعم دولة قطر التي تتأهب لاحتضان نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، لافتًا إلى الثقة التامة في قدرتها على تنظيم طبعة متميزة لهذه التظاهرة العالمية، ورفض حملات التشويه والتشكيك المغرضة التي تطالها.
وأشار إلى دعم استضافة المملكة المغربية للمنتدى العالمي التاسع لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، والإمارات العربية المتحدة في التحضير لاحتضان الدورة 28 لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغيّر المناخ، وتأييد ترشيح مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو 2030.