أفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الأحد، بأن محاولات تفكيك تحالف أمني تقوده روسيا كانت موجودة دائمًا وستستمر، حسب تعبيره، مبينًا أن التحالف لا يزال ضروريَا بعد انتقادات من أرمينيا مؤخرًا.
ونقلت وكالات الأنباء عن بيسكوف قوله في مقابلة أذاعها التلفزيون الرسمي "كانت هناك دائمًا محاولات لتفكيك منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، وهي تحالف عسكري تقوده موسكو ويضم في عضويته أرمينيا وليس أذربيجان.
أهمية التحالف
وأوضح بيسكوف بالقول: "لكننا نرى الآن على الأقل أنه على الرغم من كل الصعوبات، وعلى الرغم من التناقضات المحتملة حتى بين الدول الأعضاء، فإن أهمية هذا الكيان لا تزال كبيرة... وقد أثبت جدواه وفعاليته بشكل كامل، أقصد تسوية الوضع في قازاخستان".
وشكك رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان خلال قمة عقدت مؤخرًا لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم ست دول، في جدوى هذا التحالف.
وطلبت أرمينيا المساعدة من المنظمة في سبتمبر/ أيلول الماضي، لكنها لم تحصل سوى على وعد بإرسال مراقبين.
وقارن باشينيان ذلك مع قرار اتخذه التحالف سريعًا في يناير/ كانون الثاني الماضي، بإرسال قوات إلى كازاخستان، وهي أيضًا عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لمساعدة الرئيس قاسم جومارت توكاييف على التصدي لموجة اضطرابات.
وآنذاك انسحب قوات بقيادة روسيا، من كازاخستان حيث أُرسلت لدعم السلطات في مواجهة احتجاجات غير مسبوقة هزّت الجمهورية السوفيتية السابقة، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
تعزيز التعاون في خضم حرب أوكرانيا
وتخاطر روسيا، الطرف المهيمن في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، بفقدان نفوذها في أجزاء من الاتحاد السوفيتي السابق كانت تعتبرها منذ فترة طويلة مجال نفوذها، مع دخول الصراع في أوكرانيا شهره العاشر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصل الأربعاء الماضي، إلى العاصمة الأرمنية يريفان، للمشاركة في اجتماع منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وكان جدول أعمال الاجتماع يتركز على عدد من الوثائق للتوقيع تتعلق بتزويد قوات حفظ السلام بأسلحة حديثة ومعدات عسكرية وخاصة، والتشكيل المشترك للحماية من الإشعاع والكيماويات والأسلحة البيولوجية، والدعم الطبي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، والنظر في ميزانية المنظمة.
وتتبادل بين الفينة والأخرى أرمينيا وأذربيجان، الاتهامات بشأن قصف جديد على الحدود، إذ إن هناك مساع لوضع حد للصراع بين البلدين والذي أودى بحياة مئات الأشخاص في الأشهر الأخيرة، في وقت تلعب الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي دورًا رئيسًا بالوساطة في عملية التطبيع بين باكو ويريفان.
فيما تنظر روسيا بسلبية إلى هذه المبادرات في حين تسعى إلى تأكيد نفوذها في منطقة القوقاز وتشك في رغبة الغرب في منافستها أثناء انشغالها بالحرب في أوكرانيا.