رمز للتراث والهوية الثقافية.. تعرفوا على أهمية الخنجر في سلطنة عمان
يعلق الخنجر العماني حول الخاصرة بحزام مصنوع من الجلد، ويلعب دورًا رئيسًا في العديد من المناسبات التي تعكس العادات والتقاليد.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" أخيرًا الخنجر العماني على لائحة التراث الثقافي غير المادي.
بدوره، يتحدث الحرفي في صناعة الخنجر عبد الله الصايغ كيف توارث المهنة من أجداده، ووصلت إليه وتشبع من تفاصيلها منذ صغره، ففي مدينة صور العمانية المعروفة بصناعة الخناجر الفضية التقليدية، ينكب عبد الله على حرفته.
ويجلب عبد الله أفضل المكونات ليبقي على فرادة هذا الموروث، فلا تزال الخناجر الفضية إكسسوارًا لا يستغني عنه العمانيون منذ آلاف السنين، إذ يستخدمه الرجال في جميع مناسباتهم الاجتماعية والرسمية باعتباره مكملًا لزيهم التقليدي ويزيده أناقة.
وتنوع الخناجر الفضية وتختلف تسمياتها، ويعدها عبد الله كالأب والابن، تربط الماضي بالمستقبل، إنه الهوية والتراث والتاريخ.
ويوضح الصايغ أن هناك أنواعًا عديدة من الخنجر العماني، منها ستة أساسية، وهي الخنجر الصعيدي والنزواني والصوري، والساحلي وسدحات، والنوع السادس هو عبارة عن مزيج من الأنواع جميعها.
ويحافظ العمانيون على هذا التراث بدقة وعناية فائقة، حتى أنه يمثل جزءًا من شعار الدولة ويزين علم البلاد وعملتها الرسمية.
ويعد الخنجر الفضي العماني من أشهر الرموز في البلاد، وهو جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية لسلطنة عمان، وأصبح عنصرًا جديدًا في قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي أو ما يعرف أيضًا بالتراث الحي.
"رمز وطني"
وفي هذا الإطار، اعتبر الباحث في التاريخ العماني حبيب الهادي أن الخنجر العماني هو عنصر من التراث والأصالة والعادات والتقاليد العمانية، مشيرًا إلى أن ما يميز الخنجر هو وجود علم سلطنة عمان عليه، لذلك فهو يعد رمزًا من رموز الوطن والهوية.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة العمانية مسقط أن إدراج "اليونسكو" الخنجر العماني على لائحة التراث الثقافي غير المادي، يعد توثيقًا مهمًا لهذا العنصر التراثي العماني واستدامة هذه الحرفة التي سار عليها العمانيون منذ القدم إلى العصر الحديث، وما زالوا محافظين عليها.
وشرح الهادي حول تاريخ وأهمية الخنجر الذي بحوزته وهو من النوع الساحلي النادر المصنوع من الفضة والذي يتميز بالرأس والمقبض المصنوع من قرن حيوان وحيد القرن.
وأشار إلى وجود مهنة الصائغ في عمان وهو الذي يصنع الخنجر، لافتًا إلى أن كثيرًا من العمانيين ما زالوا يعملون بهذه المهنة، التي تعد وجاهة اجتماعية.
وتابع الهادي أن العمانيين اعتنوا بالخنجر عناية فائقة، مشيرًا إلى أن الخنجر ذات بعد تاريخي لأن نقوشه وجدت في إحدى النقوشات الصخرية في الجبال منذ 3000 سنة تقريبًا.
ومضى قائلًا: إن "هناك توجهًا كبيرًا للاهتمام والحفاظ على هذه العادات والتقاليد التي يحافظ عليها المجتمع العماني، من ضمنها الخنجر الذي يلبس في الأعياد في المناسبات الرسمية، ما يعني أن هذه العادات ما زالت حاضرة في وجدان العمانيين وهي تتطور حسب الواقع والفترة الزمنية والإمكانيات المتاحة".
وأضاف أن الخنجر العماني أصبح أكثر تطورًا بسبب وجود الآلات الحديث، رغم محافظة الصائغ العماني على الأدوات التقليدية التي يصنع بها الخنجر.
وتابع أن وزارة التجارة والصناعة العمانية وضعت مقاييس حيال الخنجر وصناعته، وهو فقط يصنع داخل عمان، ولا يصدر للخارج.