Skip to main content

نسخة تاريخية لكأس العالم.. كيف كسبت قطر الرهان وأسكتت أبواق المنتقدين؟

الجمعة 16 ديسمبر 2022

في الأيام الأخيرة من العرس الكروي العالمي الذي تحتضنه قطر، تكفّ أصوات المقاطعة وتعلو عبارات الإعجاب والتقدير، فيما تنطق الأرقام والتصريحات الدولية بأن مونديال قطر 2022 هو نسخة استثنائية من كأس العالم.

هذا الاستثناء، مغلّف بنجاح تنظيمي وكسرٍ لأرقام الإيرادات والمشاهدات والمتابعات المسجلة في النسخ السابقة من البطولة العالمية لكرة القدم.

فقد قدمت هذه النسخة أداء فنيًا ورياضيًا مثيرًا لا تنقصه المفاجأة ومنتخبات تحقق إنجازات تاريخية.

"النسخة الأفضل على الإطلاق"

"النسخة الأفضل للمونديال على الإطلاق"، هكذا عبّر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" جياني إنفانتينو عن إعجابه بنسخة كأس العالم المقامة في قطر.

فقد قال خلال مؤتمر صحافي: إن مونديال قطر حقق نجاحًا باهرًا على كافة الأصعدة، حيث كشف بالأرقام أن 5 مليارات مشاهد في العالم تابعوا البطولة، بينما بلغت إيرادات البطولة أكثر من 7.5 مليار دولار بزيادة بمليار دولار عن المونديال السابق.

وأشار إنفانتينو، إلى أن 62 مباراة جرت حتى الآن من دون أي شغبٍ أو تجاوزات.

شهادة ماكرون

وبشأن تلك الدعوات التي انطلقت من عدة دول في أنحاء العالم لمقاطعة المونديال، جاءت التصريحات أخيرًا على مستوى رؤساء الدول والتنظيمات العالمية مغايرةً تمامًا، لتسقط تلك الدعوات وتفشل.

وآخرها ما صدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب مشاهدته مباراة بلاده أمام المنتخب المغربي في نصف نهائي كأس العالم، إذ أشاد بتنظيم دولة قطر لكأس العالم، مؤكدًا أن الرياضة يجب أن تجمع الكل ولا تفرّق.

وأضاف ماكرون أنه يجب الاعتراف، بأن قطر قدّمت تنظيمًا مميزًا لهذا المونديال، فالأمن ممتاز والتنظيم أكثر من رائع، بحسب تعبير الرئيس الفرنسي.

هذه الشهادة، سبقتها أخريات على ألسن قادة الدول أبرزها: الصين، وكندا، وألمانيا، وبريطانيا. فضلًا عن شهادات صحافيين وإعلاميين ورياضيين عايشوا الحدث لحظة بلحظة ولقطة بلقطة.

أداء فني ملفت للمنتخبات 

وربما كان المظهر الأبرز لنجاح البطولة العالمية، يتمثل في الناحية الفنية الرياضة للمنتخبات المشاركة، والحديث ينصب وفق "الفيفا" عن الأمر المثير الذي حدث في الدور الأول بمجموعاته الثماني التقليدية من 4 منتخبات، ودفع الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى إعادة التفكير فيه.

ذلك أن عملية التأهل بقيت غير محسومة حتى الأنفاس الأخيرة من الجولة الثالثة، إضافة إلى تحقيق العديد من المفاجآت الكروية وتحديدًا ما يتعلق بالفوز العربي على العديد من المنتخبات المرشحة لنيل اللقب.

بينما كان أداء منتخب المغرب ووصوله إلى المربع الذهبي في النصف النهائي، الحدث الاستثنائي المميز.

قطر تكسب الرهان

ومتابعةً لهذا الملف، يتحدث الكاتب الصحافي جابر الحرمي عن أن من راهن قبل انطلاق كأس العالم على فشل مونديال قطر انتقل اليوم إلى المربع الآخر في الإشادة، وذكر أوجه التنظيم المميز والإبهار الذي قدّمته دولة قطر على صعيد الاستقبال والترتيبات التنظيمية، والمواصلات، والفعاليات والأحداث المرافقة.

ويستذكر الحرمي في هذا الإطار تصريح وزير خارجية المكسيك مارسيلو إبرارد عقب حضوره حفل افتتاح كأس العالم قطر، الذي قال فيه إنهم يبحثون من اليوم عن ماذا سيقدمون في حفل افتتاح كأس العالم 2026.

وعليه، يرى الكاتب الصحفي من الدوحة أن نسخة كأس العالم التي قدمتها قطر أصبحت نموذجية ومن المؤكد أن النسخ التالية ستعيد وتستفيد من التجربة القطرية على أكثر من صعيد، لا سيما وأن هذه البطولة كانت الوحيدة التي خلت من الشغب والصدامات والاعتقال، وفق ما أكدت الصحف الغربية.

اعتراف عالمي بنجاح مونديال قطر

ومن باريس، يفسّر الكاتب الصحافي جان بيير ميلالي أن اختلاف التصريحات الغربية بين بداية المونديال ونهايته، يأتي بعد أن أثارت بعض الجهات انتقادات بشأن التنظيم في بداية الأمر، لكن سرعان ما اعترف الجميع ولو ضمنيًا بنجاح كأس العالم في قطر.

فيعتبر ميلالي أنه لا يجب على المراقبين تسييس كل حدث، مشيرًا في هذا الإطار إلى أن النقاش يصل في بعض البلدان الغربية إلى أمر مبالغ فيه أحيانًا.

ويلفت الكاتب الصحافي إلى أنه في حين قامت بعض البلديات والمنظمات التي ظنّت أن من حقها إطلاق دعوات للمقاطعة، لم يصل الأمر إلى حدّ اتخاذ قرارات من الدول نفسها.

ويتابع في حديثه مع "العربي": "الرد الرشيد لقطر هدأ هذه الانتقادات".

تغير الخارطة الكروية

بدوره، يتطرق سعيد بلخياط المدير التنفيذي لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين إلى المفاجآت الكروية التي أبهرت العالم في مونديال قطر، مشيرًا إلى أن المنتخبات قدمت جهدًا كبيرًا لتطوير نفسها.

ويلحظ هنا أن إقامة كأس العالم في فترة نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول، ساهم في وصول اللاعبين بمستوى بدني ممتاز بحيث على عكس ما كان يحصل في السابق، لم يشاركوا مباشرةً بعد موسم كامل من البطولات المحلية والدولية.

فتزامن المونديال مع الراحة الشتائية منتصف المواسم، التي ساعدت تعزيز الأداء التقني للمنتخبات.

ويردف بلخياط من الدار البيضاء: "بالنسبة لي هذه النسخة من كأس العالم كانت الأفضل منذ عام 1966، وهو أول مونديال أتابعه. فقد شاهدت أحسن مستويات اللعب في قطر. والدليل على ذلك هو أن أكبر عدد من النقاط سجلها مونديال قطر".

المصادر:
العربي
شارك القصة