أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" اليوم الأربعاء أن مركبة الإنزال "إنسايت" المصممة لفهم الحياة الجيولوجية للمريخ قد أكملت مهمتها على الكوكب الأحمر بعد أربع سنوات من انطلاقها.
واعتمدت المركبة الفضائية على الطاقة الشمسية، لكن كميات من الغبار تراكمت على ألواح تجميع ضوء الشمس، ولم تعد قادرة على توفير طاقة كافية لتشغيل المسبار.
مصير متوقع
ولم يكن توقف عمل المسبار مفاجأة، فمنذ شهور كان فريق إنسايت يتوقع حدوث ذلك. ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت "ناسا" أن المركبة "إنسايت" الموجودة على سطح المريخ منذ عام 2018 ستنفد طاقتها وتتوقف عن العمل في غضون ما بين أربعة إلى ثمانية أسابيع، فيما تحدث علماء عن تفاصيل رصدتها في مهمتها التي استمرت أربعة أعوام.
وكان من المقرر أن تستمر مهمة "إنسايت" التي ساعدت في الكشف عن التركيب الداخلي للمريخ ونشاطه الزلزالي لمدة عامين، ولكن تم تمديدها إلى أربعة.
وسمع العلماء آخر رسالة من الروبوت في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وبحسب موقع "سبيس"، قال بروس بانيردت عالم الكواكب في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في كاليفورنيا والمحقق الرئيسي في مهمة إنسايت: "لقد تمكنا في الواقع من القيام بأكثر مما زعمنا ووعدنا بفعله"، واصفًا المهمة بالناجحة للغاية.
أربع أعوام على بدء مهمة "إنسايت"
وقد أطلق "إنسايت" في مايو/ أيار 2018، وهبط بعد ستة أشهر ودامت مهمته لأربع سنوات، استمع الروبوت الذي تبلغ تكلفته 814 مليون دولار بهدوء إلى صوت الكوكب الأحمر.
وتم تصميم "إنسايت" للنظر في أعماق الكوكب، وقياس الطبقات من السطح وصولًا إلى اللب المنصهر. كما كانت المهمة أيضًا تهدف إلى تتبع النشاط الجيولوجي الحالي من خلال الشعور بالزلازل.
وشكّل المريخ تحديًا لمركبة "إنسايت" الملقبة بـ"الخلد" ، حيث كان من المفترض أن يحفر الجهاز نفسه على عمق 5 أمتار وقياس مقدار الحرارة المرتفعة من قلب المريخ، لكنه لم يستطع فعل ذلك لأن الأرض الموجودة أسفله مختلفة عن المواقع التي استكشفتها مركبات ناسا الجوالة سابقًا، وفقًا لسو سمريكار عالمة الكواكب في مختبر الدفع النفاث ونائبة الباحث الرئيسي في "إنسايت".
مركبة "برسيفيرنس"
في الأثناء تقبع مركبة "برسيفيرنس" على سطح الكوكب الأحمر في مهمة البحث عن دلائل حياة على الكوكب.
وهبطت المركبة الضخمة في فبراير/ شباط 2021 على المريخ في فوهة جيزيرو التي يعتقد العلماء أنها كانت تحتوي على بحيرة قبل 3.5 مليارات سنة، والتي تعتبر أخطر موقع هبوط على الإطلاق بسبب تضاريسه.
وتقوم "برسيفيرنس" بإرسال صور للكوكب بشكل مستمر، وتبحث عن العينات لدراستها، وذلك سعيًا لاكتشاف آثار لكائنات دقيقة قديمة يُرجح أنها كانت على الكوكب قبل ثلاثة مليارات سنة. وتعتزم "ناسا" استمرار تشغيل المركبة حتى يناير/ كانون الثاني 2023.