Skip to main content

واشنطن تطلب من بوتين "الاعتراف بالواقع".. هل أصبح الصدام الأميركي-الروسي قريبًا؟

السبت 24 ديسمبر 2022

دعت الولايات المتحدة بتهكّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الاعتراف بالواقع وسحب جيشه من أوكرانيا بعد وصفه النزاع هناك بأنه "حرب".

يأتي ذلك في وقت، حذّرت موسكو من أن الصدام مع واشنطن "بات أقرب من أي وقت مضى".

وأطلقت روسيا رسميًا على حربها على أوكرانيا تسمية "عملية عسكرية خاصة"، كما فرضت قانونًا يُجرّم ما تعتبره السلطات "مصطلحات مضللة" متعلّقة بهذه العملية.

لكن بوتين استخدم في مؤتمر صحافي الخميس، مصطلح "حرب" حين أعرب عن أمله بأن ينتهي النزاع في أقرب وقت ممكن.

وردًا على كلام بوتين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، أدركت الولايات المتحدة وبقية العالم أن العملية العسكرية الخاصة لبوتين كانت حربًا عدوانية وغير مبررة ضد أوكرانيا. أخيرًا بعد 300 يوم، وصف بوتين الحرب كما هي".

وأضاف المتحدث أنه "في خطوة تالية للاعتراف بالواقع، نحضّه على إنهاء هذه الحرب من خلال سحب قواته من أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنه "مهما كانت مصطلحات بوتين، فإن عدوان روسيا على جارتها ذات السيادة لم يخلّف سوى الموت والدمار والنزوح".

وأكد أن الشعب الأوكراني "بلا شك لا يجد مواساة تُذكر في تصريح بوتين بما هو جلي وواضح، وكذلك أيضًا عشرات الآلاف من العائلات الروسية التي قُتل أقاربها في حرب بوتين".

وفي وقت سابق هذا الشهر، قضت محكمة روسية بسجن السياسي المعارض إيليا ياشين ثماني سنوات ونصف السنة بموجب القانون الجديد لإدانته بالترويج لـ"معلومات مضلّلة" عن الحرب.

وكان ياشين قد تحدّث عن "مجزرة" في بوتشا، البلدة القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف، حيث تمّ اكتشاف جثث مدنيين أوكرانيين مقيّدة ومقتولة بالرصاص بعد انسحاب القوات الروسية.

من جهته، أعلن النائب الروسي المعارض للحرب نيكيتا يوفيريف أنه يسعى لاتخاذ إجراءات قانونية ضد بوتين لنشره "أنباء مضلّلة"، في إشارته إلى مصطلح "حرب" في أوكرانيا.

في المقابل، اتهم السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، واشنطن بـ"شن حرب بالوكالة" ضد بلاده، محذرًا من أن "خطر الصدام بين البلدين كبير".

وأضاف أنتونوف، في مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية الجمعة، أن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة أظهرت أن واشنطن وكييف "غير مستعدتين للسلام وتهدفان للحرب".

وأضاف أن موسكو أبلغت واشنطن أن أنظمة "باتريوت" التي تعتزم الولايات المتحدة تسليمها لكييف "ستكون أهدافًا مشروعة" لضربات الجيش الروسي.

"واشنطن لا تريد صدامًا مباشرًا مع موسكو"

وأوضح يفغيني سيدروف، المحلل السياسي الروسي، أن استمرار الدعم العسكري الأميركي اللامحدود لكييف، واتساع حجمه بما يسمح لكييف باستهداف الأراضي الروسية، يُمكن أن يؤدي إلى تصادم بين موسكو والولايات المتحدة.  

وقال سيدروف، في حديث إلى "العربي"، من موسكو، إنه حتى الآن رفضت واشنطن تزويد موسكو بمثل هذه الأدوات العسكرية المتطوّرة في مؤشر على أنها لا تريد بالفعل الوصول إلى تصادم مباشر.

وأكد أن موسكو لا تشعر بالقلق من إمداد كييف بصواريخ "باتريوت" لأنها تملك وسائل مضادة يُمكنها تدمير مثل هذه الأنظمة الصاروخية، ناهيك عن العيوب التي تشوب هذه المنظومات.

"كييف لن تحصل على صواريخ بعيدة المدى"

من جهته، شرح فريد فليتز، المدير التنفيذي لمركز السياسة الأمنية، أن عددًا كبيرًا من أعضاء الكونغرس يفهمون المخاوف الروسية من استمرار الدعم العسكري الأميركي لكييف واتساعه، كما أن أعضاء مجلس النواب الجمهوريين يبحثون في إنهاء الحرب وسبل إنهائها.

وقال فليتز، في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إن كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي يريدون استمرار الدعم العسكري لكييف، لكن ستكون هناك عقبات أمام هذا الخيار خلال العام المقبل.

وأوضح أن الرئيس جو بايدن يشعر بالقلق من أي تصعيد، كما أنه لن يمدّ كييف بصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية.

وأعرب عن اعتقاده أنه مع سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب سيستمر الدعم العسكري لكييف، لكن سيكون هناك نقاش محتدم بين الحزبين حول نوعية هذه الأسلحة والتدقيق فيها، خاصة مع ضغوط الجمهوريين على بايدن لإطلاق عملية سلام.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة