روايات متناقضة حول مصير سوليدار.. ما أهميتها في مسار الحرب الأوكرانية؟

أعلن أندري يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني أن الوضع في سوليدار وباخموت "صعب للغاية"، موضحًا في حديث لصحيفة "لو موند" الفرنسية، أن الجنود الأوكرانيين لا يزالون يحافظون على مواقعهم. 

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن قواتها سيطرت على سوليدار كليًا وهو ما اعتبرته نصرًا كليًا لعزل القوات الأوكرانية عن مدينة باخموت القريبة والإستراتيجية شرق أوكرانيا. 

تناقض في التصريحات بشأن سوليدار

وذكرت الوزارة الروسية أن ما تعتبره إنجازًا جاء بعد دك القوات الأوكرانية بشكل مكثّف ما أسفر عن مقتل أكثر من 700 جندي أوكراني وتدمير أكثر من 300 وحدة عسكرية أوكرانية في سوليدار خلال ثلاثة أيام، بحسب موسكو.

في المقابل، ترفض القوات الأوكرانية الإقرار باستيلاء روسيا على المدينة، إذ قالت قيادة عمليات الشرق التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية: "إن التصريحات الروسية حول السيطر على المدينة لا تتوافق مع الواقع".

لكن نائبة وزير الدفاع الأوكرانية، أقرّت في وقت سابق بوجود هجوم روسي مكثّف جدًا في سوليدار، الواقعة شرقي أوكرانيا، وبأن القوات الأوكرانية تتصدى حاليًا لهذا الهجوم في سياق ما اعتبرتها "مرحلة صعبة من الحرب".

بيلاروسيا ترفع الجاهزية القتالية

وأمام التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية في بيان رسمي عن رفع الجاهزية القتالية لوحدات المدفعية التابعة للواء الميكانيكي للقوات المسلحة البيلاروسية في إطار عمليات المجموعة الإقليمية للقوات المشتركة استعدادًا لتنفيذ مهام حماية دولة الاتحاد ضمن اتفاق مشترك مع روسيا. 

في غضون ذلك، تقول أوكرانيا "إن غزو موسكو لها في شباط الماضي أنتج أكثر من 50 ألف تقرير عن جرائم حرب مزعومة". 

أهمية سوليدار

وسوليدار هي مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 10 آلاف قبل اندلاع الحرب، لكن الاستيلاء عليها يساعد روسيا في السيطرة على منطقة دونيتسك. 

وقد تفتح سيطرة روسيا على المدينة الطريق أمام قواتها للتقدم والاستيلاء على مدينة باخموت الإستراتيجية. كما سيمكن الاستيلاء على سوليدار القوات الروسية من قطع طرق إمداد القوات الأوكرانية في مدينة أرتيموفسك جنوب غربي البلاد. وسيمكن من وضع اليد على أكثر من 100 كلم من الأنفاق الممتدة عبر منطقة باخموت.

وتحتوي المنطقة على مناجم ملح ضخمة وتشكل مواردها الطبيعية هدفًا اقتصاديًا محتملًا لزعيم مجموعة فاغنر الروسية. 

دور قوات فاغنز

وقد اعتبر المحلل العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الثلجي أنه في ظل التناقض في التصريحات بين القوات الروسية والأوكرانية التي لا زالت تصر على أن مقاتليها موجودين في سوليدار وأنهم لا زالوا يقاتلون القوات الروسية التي طوّقت المدينة من كافة الاتجاهات، رأينا الكثير من المشاهد التي تظهر قوات فاغنر والقوات الروسية تتجوّل في أحياء المدينة.

ورأى في حديثه إلى "العربي" من عمان، أن هناك دلائل كبيرة بأن هذه القوات قد سيطرت بشكل كبير جدًا يصل إلى 80% على هذه البلدة المهمة والإستراتيجية التي تعتبر بنظر الفريقين مهمة جدًا. 

لكن الثلجي يشير إلى أن السيطرة على سوليدار لن تكون نقطة تحول إستراتيجية في العمليات العسكرية، لكنها ستكون مضرة للجانب الأوكراني حيث ستساعد عمليات القوات الروسية بالتقدم إلى مدينة باخموت ومحاصرتها.

ويعتبر أن أهمية سوليدار محليا ليس على مستوى المعارك والحرب. ويلفت إلى الدور الذي لعبته قوات فاغنر للسيطرة على هذه المدينة إذ اعتبرته روسيا نصرًا معنويًا في ظل الدعم الكبير الذي تتلقاه أوكرانيا. 

كما يشير المحلل العسكري إلى أن "القوات الروسية ستبني خطتها القادمة بناء على سيطرتها على سوليدار"، التي ستساعدها في التقدم نحو باخموت ومحاصرتها".

ويوضح أن تغيير القيادة العسكرية في القوات الروسية يتكرر بسبب فشل روسيا بتحقيق أهدافها العسكرية في كل مرة فيلقى باللوم على القيادة العسكرية.