أعلنت الأمم المتحدة الجمعة عن وصول أول قافلة مساعدات إنسانية أممية إلى محيط بلدة سوليدار في شرق أوكرانيا التي شهدت بعضًا من أشرس المعارك منذ بدء الهجوم الروسي.
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "هذه أول قافلة مساعدات لهيئات إغاثية تصل إلى المنطقة".
وتوجد القافلة في منطقة تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية. وتضم ثلاث شاحنات تنقل المياه والأغذية وسلعًا أساسية لنحو 800 شخص، وقد بدأت بتفريغ حمولتها، بحسب لاركي.
أرض المعارك
وإذ أكد لاركي أن الأمم المتحدة تحاول إرسال مساعدات إضافية، أوضح أن "المعارك الأخيرة داخل سوليدار وفي محيطها تسببت بدمار هائل ما جعل الناس في حاجة ملحة إلى مساعدات إنسانية".
وقال: "زملاؤنا في القافلة رأوا بأم العين وضع السكان الراهن. هذه المنطقة شهدت معارك كثيرة وبطبيعة الحال، المساعدة الإنسانية ضرورية اليوم وفي المستقبل المنظور".
بين تأكيد السيطرة الروسية والنفي الأوكراني.. المعارك تشتد بين الجانبين في #سوليدار 👇#روسيا #أوكرانيا تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/k948hT10NL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 17, 2023
وكان الجيش الروسي ومجموعة فاغنر للمرتزقة قد أعلنا سيطرتهما على مدينة سوليدار الصغيرة في شرق أوكرانيا الواقعة قرب باخموت التي يحاول الروس الاستيلاء عليها منذ أشهر. لكن أوكرانيا تنفي مزاعم الروس بشأن سقوط المدينة.
وقد أكد الجيش الأوكراني في نشرته الصباحية، الجمعة أن قواته "صدت" في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة "هجمات" روسية على حوالى عشر بلدات في منطقة دونتيسك من بينها سوليدار. مشيرًا إلى "تعرض سوليدار لنيران العدو".
أهمية سوليدار
وتتمتع سوليدار بأهمية كبرى، فرغم أنها مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 10 آلاف قبل اندلاع الحرب، لكن الاستيلاء عليها يساعد الروس في السيطرة على منطقة دونيتسك.
كما تسهل سيطرة روسيا على المدينة تقدم قواتها والاستيلاء على مدينة باخموت الإستراتيجية. كما ستقطع روسيا طرق إمداد القوات الأوكرانية في مدينة أرتيموفسك جنوب غربي البلاد في حال سيطرت على سوليدار. وستتيح هذه السيطرة للروس وضع اليد على أكثر من 100 كلم من الأنفاق الممتدة عبر منطقة باخموت.
ويوجد في المنطقة مناجم ملح ضخمة وتشكل مواردها الطبيعية هدفًا اقتصاديًا محتملًا لزعيم مجموعة فاغنر الروسية.
وقد أشار المحلل العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الثلجي في حديث سابق إلى "العربي" من عمان، إلى وجود دلائل كبيرة بأن القوات الروسية قد سيطرت بشكل كبير جدًا يصل إلى 80% على هذه البلدة المهمة والإستراتيجية التي تعتبر بنظر الفريقين مهمة جدًا.
وإذ اعتبر الثلجي أن السيطرة على سوليدار لن تكون نقطة تحول إستراتيجية في العمليات العسكرية، أكّد أنها ستكون مضرة للجانب الأوكراني حيث ستساعد عمليات القوات الروسية بالتقدم إلى مدينة باخموت ومحاصرتها.