Skip to main content

من خلال المبالغة والاهتمام.. هل يمكن لوظيفتك أن تقضي على حياتك؟

الأحد 22 يناير 2023

"لا أملك ما يكفي من الطاقة لأربع سنوات أخرى"، بهذه العبارة أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن أنها سوف تستقيل من منصبها الشهر المقبل، وهو ما اعتبره مراقبون دلالة على الاحتراق الوظيفي.

وبحسب الخبراء، فإن المبالغة في الاهتمام بمهام العمل والتشبع بمشاكله وضغوطه قد يدفع الشخص إلى الدخول في مرحلة الاحتراق الوظيفي.

فقد أظهرت دراسة علمية حديثة أجرتها الرابطة الأميركية لعلم النفس بجامعة شيكاغو، أن 48% من الأميركيين عانوا زيادة في معدلات التوتر على مدى السنوات الخمس الماضية.

المبالغة في الاهتمام بمهام العمل قد يدفع الشخص إلى الدخول في مرحلة الاحتراق الوظيفي - غيتي

كما وجد استطلاع للرأي أجرته جمعية إدارة الموارد البشرية الأميركية أن الإرهاق والاحتراق الوظيفي هو أحد أسباب استقالة الكثير من الموظفين، وأن إعطاء الفرد لعمله أكثر مما يأخذ منه هو السبب الرئيس في وصول الشخص إلى هذه المرحلة.

ومن أعراض الاحتراق الوظيفي:

  • آلام الظهر والاكتئاب وأمراض القلب أو السمنة.
  • ارتكاب الأخطاء الساذجة.
  • نسيان الأشياء المهمة وإبداء انفعالات متطرفة.
  • الإجهاد والانطواء والهروب من المسؤوليات.
  • التصرف بتهور لا سيما مع الناس خارج العمل.
  • التحول إلى شخص سلبي والشعور بعدم الرضا.
  • فقدان الدافع لمواصلة الإنتاج.
  • إهمال الذات وانخفاض مستويات الثقة.
  • الشعور بالتعب طوال اليوم.

"الشخصية القيادية"

وفي هذا الإطار، يشير المدرب والباحث في التدريب القيادي حسين حبيب السيد، إلى أن الشخصية القيادية موضوع جدلي، عما إذا كان الفرد يولد بها أو يكتسبها، مشيرًا إلى دراسات تقول إن هناك أشخاصًا يولدون قادة ويكون لديهم صفات قيادية منذ الصغر، وتتطور معهم ليصبحوا قادة أينما ذهبوا وحلوا.

ويتابع أن هناك أشخاصًا آخرين يصبحون قادة مع تعلم المهارات والتدريب واكتساب الخبرة الحياتية في مجال القيادة.

وفي حديث لـ"العربي"، يلفت السيد إلى أن الشخصية القيادية معرضة للاحتراق الوظيفي، مشيرًا إلى أن رئيسة وزراء نيوزلندا امرأة قيادية رائعة ومن أذكى النماذج التي تقدم في التدريب القيادي، لكنها بالنهاية بشر، وربما وصلت إلى مرحلة حيث لا تسطيع أن توازن بين عائلتها وعملها.

مراحل الاحتراق الوظيفي؟

ويشرح السيد أن الاحتراق الوظيفي يقسم إلى 5 مراحل، الأولى وتسمى شهر العسل، حيث يكون الموظف في قمة المتعة والجمال في منصبه الجديد، لكنه بعد فترة يبدأ يرى بعض التوازنات، والتي تؤثر على عائلته وصحته وشخصيته، ليبدأ بالتوازن والتقليل من الاهتمام في المرحلة الثانية.

وفي المرحلة الثالثة حسب السيد، يدخل الموظف الجديد في حالة الإجهاد المزمن. ويصبح متعبًا ومرهقًا، فيما المرحلة الرابعة هي بداية الاحتراق، وفي حال أدرك الشخص في هذه المرحلة أنه يستطيع أن يعالج الموقف، ويقف قليلًا ويراجع حساباته وأولوياته، فإن هذا الشخص ذكي وواع، لكن إذا لم يفعل شيئًا فسيدخل في وحل الاحتراق الوظيفي، وفي هذه المرحلة لا يستطيع أن يعبر عن نفسه ولا يستطيع أن يقدم شيئًا، وتنخفض فعاليته، ويقال من منصبه في المرحلة الأخيرة.

ويردف المدرب والباحث في التدريب القيادي أن الدراسات تقول إن الاحتراق الوظيفي عادة ما يبدأ بعد السنة السابعة في  المكان والوظيفة والنمط نفسه من العمل، معتبرا أنه في حال كان الموظف ذكيًا فعليه أن ينسحب تجنبًا للاحتراق الوظيفي أو يبحث عن عمل في مجال آخر في المؤسسة نفسها ليتجدد عطاؤه.

ويقول السيد: "لا يتوجب أن تحُمل المؤسسة كل العبء، لأن الموظف يحتاج لأن ينتبه إلى نفسه، بأن العمل الذي سيؤديه له قيمة عالية، ليست مادية فقط بل قيمة معنوية، ما يمثل عاملًا قويًا جدًا لاستمرار جدوى وجوده في المؤسسة.

ويضيف أن المؤسسات الواعية بهذا الموضوع تقدم ما يسمى بمستوى معين من الرفاهية، من خلال مجموعة من الإجراءات أولها وضعها سلم واضح للتدرج الوظيفي، بالإضافة إلى وجود بيئة اجتماعية مناسبة، وبيئة عمل إيجابية تدفع إلى التحفيز وتحث على الانضمام وعلى المشاركة في تبادل الآراء.

المصادر:
العربي
شارك القصة