Skip to main content

أخبار زائفة ومرعبة رافقت الزلزال.. كيف يمكن تجنب آثارها النفسية؟

الخميس 9 فبراير 2023

تنتشر شائعات عن تسونامي قادم إلى المنطقة، وأخرى عن زلزال بدرجة أقوى سيصيب بلاد الشام وصور لمبان منهارة في مناطق لم يصلها الزلزال، ومقاطع صوتية تحذّر من كوارث قادمة وأخبار مزيفة ومنشورات قديمة تثير الرعب والهلع على مواقع التواصل الاجتماعي لتصب الزيت على نار الكارثة التي حلّت في تركيا وسوريا من دون أي سند علمي أو حقيقي.

وفي وقت شددت فيه السلطات في أكثر من بلد على ضرورة التعامل بمسؤولية مع المنشورات المتعلقة بالزلزال وتوخي الدقة وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، ما زال هناك من يتخطى وجع الناس وأحزانهم وخوفهم فينشر مزيدًا من المعلومات الكاذبة والمضللة والمفبركة صوتًا وصورة ومحتوى. 

ويحتم هذا الأمر على متلقي الأخبار وفقًا لمتابعين مسؤولية التحقق منها قبل تصديقها أو إعادة نشرها وضرورة الاعتماد على مصادر الأخبار الموثوقة.

ويعمد بعضهم إلى استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في زمن الكوارث والنكبات متقصدًا بث أي مادة بمعزل عن صدقيتها طلبًا لمزيد من المشاركات وبحثًا عن الترند، في وقت يكون فيه الناس أحوج للطمأنينة والمعلومة الحقيقية كما هي. 

تأثير نفسي كبير

وفي هذا الإطار، يوضح الأستاذ في علم النفس الاجتماعي في معهد الدوحة عزام الأمين أن الشائعات تنتشر وتكثر في الأزمات الصحية والحروب والكوارث الطبيعية حيث توجد بيئة سهلة وخصبة لانتشار القصص والأخبار الزائفة.

ويلفت في حديث إلى "العربي" إلى تأثير هذه الأخبار النفسي الكبير ولا سيما على الأشخاص الذين يعيشون الكارثة وهم ضمن نطاق التأثر المادي والنفسي والجسدي بها، حيث تسبب لهم القلق والخوف والارتباك. كما تسبب هذه الشائعات اضطرابات جسدية واضطرابات في النوم. 

أهمية الحس النقدي

وأشار الأمين إلى أن على المتلقي أن يتحلى بروح نقدية وأن يبحث عن المعلومة ويتأكد من أن مصدرها موثوق. ويقول في حديث إلى "العربي": "الأمر يختلف إذا كان المصدر صفحة فرد على مواقع التواصل أو صفحة مؤسسة إعلامية". ونصح المتلقي بالبحث عن المعلومة في عدة مصادر. 

وأضاف الأمين: "المشكلة في حالات الكوارث والأزمات أننا نصدق أي شيء ونعيد نشره"، مشددًا على ضرورة التحلي بالمسؤولية حيث يؤدي تداول الأخبار والتهويل إلى تأثيرات كبيرة.

وكمثال على هذه التأثيرات، يشير إلى أن بعضًا من سكان بيروت باتوا في العراء الليلة الماضية في ظل الطقس البارد بسبب شائعات عن زلزال قوي مرتقب انتشرت كالنار في الهشيم.

ولفت المتخصص إلى أن "شدة انتشار الشائعة تتناسب طردًا مع الجهل"، مشددًا على دور التربية والأهل والمدرسة بأن ينموا الروح النقدية لدى الأطفال حيث تخضع المعلومة للمعالجة قبل تصديقها. 

واعتبر الأمين أن صفحات التواصل أصبحت سوقًا يعرض فيه المستخدمون أنفسهم حيث يسعى من يحبون الظهور لنشر الأخبار الزائفة. 

المصادر:
العربي
شارك القصة