الجمعة 27 Sep / September 2024

إصلاح نظام التقاعد في فرنسا.. عدد المتظاهرين إلى تراجع

إصلاح نظام التقاعد في فرنسا.. عدد المتظاهرين إلى تراجع

شارك القصة

متابعة إخبارية لخروج مظاهرة نقابية بعد فشل المفاوضات مع الحكومة الفرنسية بشأن تعديل نظام التقاعد (الصورة: غيتي)
أكد وزير الداخلية الفرنسي توقيف 111 شخصًا في أنحاء البلد بينما أصيب 154 من عناصر الشرطة والدرك.

تراجع عدد المتظاهرين بشكل حاد ضد إصلاح نظام التقاعد في فرنسا في اليوم الحادي عشر من التعبئة الذي شهد أعمال عنف متفرقة في مناخ متوتر بشكل متزايد بين النقابات والحكومة التي تراهن على انحسار موجة الاحتجاج.

وخرج نحو 570 ألف متظاهر في أنحاء البلد، مقابل 740 ألفًا خلال يوم التعبئة الأخير في 28 مارس/ آذار، وفق السلطات. وقدّرت النقابات عددهم "بنحو مليونين".

وقدّرت الشرطة في باريس عدد المتظاهرين بـ57 ألفًا مقابل 93 ألفًا قبل أسبوع. 

كما تراجعت المشاركة في مدن رئيسية أخرى، ففي رين (غرب) معقل الاحتجاج المعتاد قدرت الشرطة مشاركة 8500 شخص في التظاهرات والنقابات 20 ألفًا، وكذلك في مرسيليا (جنوب، 10 آلاف وفق أرقام الشرطة و170 ألفا وفق النقابات) وكليرمون فيران (وسط، 7500 وفق الشرطة و20 ألفًا وفق النقابات).

وتخللت المسيرات أعمال عنف متفرقة.

توقيف 111 شخصًا

إلى ذلك،  هوجم مطعم في جنوب باريس اعتاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ارتياده واحتفل فيه بتأهله للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2017.

وسبق أن تعرض مطعم "لا روتوند" لمحاولة حرق خلال مسيرات "السترات الصفر" عام 2020، وأضرمت الخميس النيران في شرفته لفترة وجيزة قبل أن يتدخل عناصر الإطفاء.

كما تم تخريب أحد البنوك في العاصمة حيث أبلغت الشرطة عن "إصابات" في صفوف عناصرها. وبحسب وزير الداخلية جيرالد دارمانان، تم توقيف 111 شخصًا في أنحاء البلد بينما أصيب 154 من عناصر الشرطة والدرك.

واندلعت صدامات في مدينة نانت (غرب) استمرت أكثر من ثلاث ساعات مع متظاهرين ألقوا مقذوفات وألحقوا أضرارًا في ممتلكات. وفي نانسي (شرق)، أضرمت النيران في شرفة أحد فروع "بنك فرنسا".

من جانبها، تلتزم الحكومة الإصلاح في انتظار إصدار المجلس الدستوري قراره في 14 أبريل/ نيسان بشأن دستورية المشروع الذي لا يحظى بشعبية. ويمكن لمجلس القضاء العالي أن يلغي القانون أو يصادق عليه كليًا أو جزئيًا.

ويسير المشروع المهم في ولاية إيمانويل ماكرون الرئاسية الثانية على المسار الصحيح بعد اعتماده من دون تصويت في البرلمان في 20 مارس/ آذار بعد أسابيع من التظاهرات والمفاوضات العقيمة في الجمعية الوطنية.

"أوقفوا الاستفزاز"

واستفادت الحكومة من آلية دستورية تسمح لها بتبني القوانين بدون تصويت في البرلمان، لكن ذلك لم يسحب البساط من تحت أقدام المعارضة والنقابات. والعلاقات بين رئيس الدولة والشركاء الاجتماعيين، ولا سيما نقابة "سي إف دي تي" الوسطية، آخذة في التدهور.

وانتهى اجتماع الأربعاء بين رئيسة الوزراء إليزابيت بورن وتنسيقية النقابات (تضم ثماني منظمات)، بـ"الفشل" وفق وصف الاتحادات العمالية.

ومن الصين، ردّ الرئيس إيمانويل ماكرون على لسان مسؤولين بالإصرار على المشروع ورفض المسؤولية عن فشل الحوار مع النقابات، ولا سيما "سي إف دي تي" التي "لم ترغب في إجراء تسوية".

لكن زعيم "سي إف دي تي" لوران بيرجيه صرّح الخميس: "أقول "أوقفوا الاستفزاز". هذا غير منطقي، لسنا في حلبَة. أنا لست المشكلة".

ويظهر أن الصراع بدأ يصب في مصلحة اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبن التي تعارض إصلاح نظام التقاعد لكنها تلتزم الحذر منذ بداية الاحتجاجات.

وبحسب استطلاع للرأي نُشر الأربعاء، فإن 47% من الفرنسيين يعتبرون أن زعيمة التجمع الوطني "لها مكانة تسمح لها بتولي رئاسة الجمهورية"، بزيادة قدرها خمس نقاط مئوية في عام واحد، وأنها "قادرة على إصلاح البلد" (51%، +8 نقاط).

ودعت النقابات مساء الخميس إلى تعبئة جديد في 13 أبريل، عشية قرار المجلس الدستوري.

واعتبرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، من جهتها، أن هذا الإصلاح "حتمي" في فرنسا، لكنه بحسب رأيها يتطلب "بناء توافق في الآراء" بشأنه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب