تُوج تشارلز الثالث، اليوم السبت، ملكًا لبريطانيا في كنيسة وستمنستر في أكبر احتفال رسمي تشهده البلاد منذ 70 عامًا، وضمن مراسم تتسم بالأبهة والفخامة ويعود تاريخها إلى ألف عام.
ووصل ملك بريطانيا والملكة القرينة كاميلا إلى كنيسة وستمنستر في لندن على متن عربة اليوبيل الماسي، حيث انطلقت مراسم التتويج عند الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش، في حضور 2200 شخص من رؤساء الدول والشخصيات المرموقة.
وغادر الملك وزوجته قصر بكنغهام في موكب مهيب على متن عربة اليوبيل الماسي الملكية، حيث اصطف عشرات الآلاف من البريطانيين والأجانب على جانبي الطريق الواسع المؤدي للكنيسة لمتابعة الحدث التاريخي الأول منذ 70 عامًا.
وبعد الموكب الذي رافق العربة التي أقلتهما تحت المطر من القصر، عبر الملك وزوجته بلباسهما الملكي، باب الكنيسة لتبدأ مراسم أنغليكانية لتتويجهما من قبل كبير أساقفة كانتربري.
Spectacular scenes in London on #Coronation Day. Travelling in the Diamond Jubilee State Coach, accompanied by The Sovereign’s Escort of Household Cavalry, The King and The Queen have arrived at Westminster Abbey for the Coronation Service. pic.twitter.com/BDkklcj9pA
— The Royal Family (@RoyalFamily) May 6, 2023
كذلك شارك ولي العهد أمير ويلز وليام وزوجته كيت، حيث حضرا بناءً على طلب الملك والملكة، وهما يرتديان الأزياء الرسمية والمعاطف التي تناسب هذه المناسبة التاريخية.
وأدى الملك القسم القانوني وهو شرط أساسي لتوليه العرش، حيث طلب منه رئيس الأساقفة الالتزام بالقانون وتعاليم الكنيسة الأنغليكانية، ثم وضع الملك يده على الكتاب المقدّس متعهدًا خدمة رعيته.
وفور الانتهاء من مراسم التتويج، غادر الملك تشارلز والملكة كاميلا كنيسة وستمنستر على متن العربة الملكية الذهبية.
وستحيي الحشود العربة التي يعود تاريخها إلى 260 عامًا وتجرها ثمانية خيول مع تحركها على طريق يمتد لمسافة 1.4 ميل وصولًا إلى قصر بكنغهام في موكب يعرف باسم موكب التتويج بمشاركة نحو أربعة آلاف جندي.
حضور الأمير هاري
ومن بين حوالي 2300 مدعو، كان لافتًا وصول الأمير هاري لحضور تتويج والده الملك تشارلز دون زوجته ميغان ماركل وطفليه، ولم يكن واضحًا إن كان الابن الأصغر للملك سيشارك في المراسم بعد خلافه البارز مع العائلة المالكة.
فظهر هاري وهو يدخل الكنيسة مبتسمًا حيث أومأ برأسه للحاضرين مع انضمامه إلى 100 من رؤساء الدول والشخصيات المرموقة، في حين لن يكون له أو لأندرو شقيق الملك أي دور رسمي في المراسم، ما يؤكد فتور العلاقة معهما.
فالإبن الأصغر للملك تشارلز، هاري وزوجته الأميركية ميغن تخليا عن مهامهما الملكية في 2020 وسددا من حينها وابلًا من الانتقادات اللاذعة للعرش البريطاني.
أما أندرو، الشقيق الأصغر للملك، فطالته فضيحة ارتباطه برجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إيبستين واتهامات باعتداء جنسي تمت تسويتها دون اللجوء إلى القضاء.
تكلفة يوم التتويج
وتولى تشارلز حكم بريطانيا خلفًا لوالدته الملكة إليزابيث عقب وفاتها في سبتمبر/ أيلول وأصبح في سن الـ 74 أكبر ملك بريطاني يضع على رأسه تاج سانت إدوارد المصنوع قبل 360 عامًا عندما جلس على كرسي العرش خلال الاحتفال الديني.
يذكر أن تكلفة يوم التتويج تقدّر بأكثر من 200 مليون دولار، بالإضافة إلى تكلفة الاحتفالات التي تستمر لثلاثة أيام بقيمة تصل إلى 300 مليون دولار، علاوة على تجديد قصر باكنغهام بالذهب والأجراس بتكلفة تصل إلى 465 مليون دولار.