الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

روايتان متناقضتان لواشنطن وطهران.. ما حقيقة ما جرى في بحر عُمان؟

روايتان متناقضتان لواشنطن وطهران.. ما حقيقة ما جرى في بحر عُمان؟

شارك القصة

الناقلة كانت تحمل شحنة نفط إلى الصين قبل أن تعود أدراجها إلى المنطقة
الناقلة كانت تحمل شحنة نفط إلى الصين قبل أن تعود أدراجها إلى المنطقة (غيتي - أرشيف)
جاء الإعلان الإيراني أولًا عبر التلفزيون الرسمي الذي كان قد ذكر أن "الولايات المتحدة صادرت ناقلة تحمل نفطًا إيرانيًا معدًا للتصدير ونقلت حمولتها إلى ناقلة أخرى".

أعلنت إيران اليوم الإثنين، أن قواتها أحبطت قبل نحو أسبوع محاولة أميركية لمصادرة ناقلة نفط محمّلة بنفط إيراني في بحر عُمان، لكن الولايات المتحدة نفت هذه الرواية وقالت إن إيران صادرت ناقلة نفط فيتنامية بحضور قطع بحرية أميركية من دون تدخل منها.

جاء الإعلان الإيراني أولًا عبر التلفزيون الرسمي الذي كان قد ذكر أن "الولايات المتحدة صادرت ناقلة تحمل نفطًا إيرانيًا معدا للتصدير ونقلت حمولتها إلى ناقلة أخرى، وقادتها الى جهة مجهولة".

وأضاف التلفزيون: "قامت بحرية الحرس الثوري بإنزال جوي على متن الناقلة وصادرتها"، مشيرًا إلى أن "القوات الأميركية حاولت مجددًا إعاقة مسار الناقلة باستخدام مروحيات وسفينة حربية، لكنها فشلت مجددًا".

ولاحقًا، أورد الحرس الثوري رواية مماثلة لما جرى، لكنه لم يتحدث عن مصادرة القوات الأميركية حمولة الناقلة الأولى، بل عن محاولة أفشلتها بحرية الحرس وفق البيان.

وأوضح أن تلك الناقلة المذكورة دخلت المياه الإقليمية الإيرانية، ورست "عند الساعة الثامنة (04:30 ت غ)" في ميناء بندر عباس الإيراني في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

"اكتفينا بالمراقبة"

من جهتها، نفت قيادة الأسطول الأميركي الخامس في البحرين وقوع أي هجوم من قبلها على سفينة شحن إيرانية في خليج عمان وفق وكالة بلومبرغ.

وتأكيدًا على الرواية الأميركية، كشف مسؤول في وزارة الدفاع البنتاغون لوكالة فرانس برس، طالبًا عدم كشف هويته، أن الواقعة التي تحدثت عنها إيران حدثت بالفعل، لكنه أكد أن قوات بلاده لم تقدم على أي خطوة واكتفت المراقبة.

وقال: "شاهدنا القوات الإيرانية تحاصر السفينة الفيتنامية وتصعد على متنها وتصادرها قبل أن تقودها إلى المياه الإيرانية". وأوضح المسؤول أن البحرية الأميركية لم تحاول مصادرة ناقلة النفط، لكنه أكد أن بارجتين أميركيتين راقبتا عملية مصادرة الناقلة النفطية من قبل القوات الإيرانية.

وقال: "تلقينا أمرًا بمراقبة الأمور عن كثب وبعدم التدخل".

مقطع فيديو يظهر مدمرتين أميركيتين

ونشرت وكالة أنباء فارس الإيرانية في حسابها على تويتر مشاهد تظهر هبوط مروحية على متن الناقلة النفطية "سوذيز" التي ترفع علم فيتنام وسيطرة مسلّحين ملثّمين عليها، ليصل بعيد ذلك زورق تابع للحرس الثوري ويصعد عناصره على متنها.

كذلك تظهر المشاهد الإيرانية مدمّرتين أميركيتين على مقربة هما "يو.اس.اس. مورفي" و"يو.اس.اس سالفيانز" وعلى متنهما عسكريون أميركيون يراقبون بواسطة المناظير.

هجمات قراصنة

وكانت طهران قد أعلنت الإثنين إحباط هجوم قراصنة على ناقلة نفط إيرانية في خليج عدن، قبل دخولها مضيق باب المندب. ومنتصف الشهر الماضي، أعلنت قوة البحرية في الجيش الإيراني التصدي لعملية قرصنة استهدفت ناقلتي نفط إيرانيتين في خليج عدن، ووصفت الحادث بـ"الإرهاب البحري".

وتقوم إيران من حين لآخر بإرسال ناقلات محملة بالنفط منها إلى سوريا متحدية بذلك العقوبات الأميركية التي تحظر على إيران تصدير النفط.

"شحنة مرفوضة"

مراسل "العربي" من واشنطن زيد بنيامين رأى أن النهج الأميركي هو عدم التصعيد عمومًا، ولذلك لم يصدر بيان رسمي عن البنتاغون يتناول الحادثة، على اعتبار أن المسؤولين الأميركيين يعرفون "الأسلوب الإيراني في التحايل وإعطاء تفاصيل مختلفة".

وبحسب ما نقل المراسل عن مسؤولين في البنتاغون، فإن قوات الحرس الثوري احتجزوا الناقلة الفيتنامية، وعندما استشعرت الولايات المتحدة بشيء غير طبيعي في مضيق هرمز أرسلت مدمرتين إلى المكان واكتفت بالاقتراب من منطقة الحادثة ولم تتدخل لوقف عملية الاحتجاز، كما لم تحتك مع القوارب الصغيرة الإيرانية المحيطة بالناقلة.

وأوضح بنيامين أن موقع "تانكر تراكر" الذي يتعقب حركة السفن، كشف بأن السفينة الفيتنامية كانت تحمل نفطًا إيرانيًا، وانطلقت من إيران نحو الصين حيث رُفضت هذه الشحنة لتعود إلى المنطقة، وتوقفت في ميناء بندر عباس الإيراني قبل أن تخرج إلى مضيق هرمز وتجري حادثة الاحتجاز.

وقال إن المسؤولين الأميركيين ذكروا أنهم لا يعرفون سبب وقوع هذا الاحتجاز، ولكنهم يؤكدون بأنه لا علاقة لهم بالعملية.

دلالات توقيت الإعلان الإيراني

من جهته، أوضح مراسل "العربي" من طهران، حازم كلاس، أن إيران ما زالت تكمل الرواية التي بدأتها ظهر اليوم، وهي رواية تحتاج إلى مزيد من التوضيحات حول طريقة احتجاز الناقلة ولماذا تم ذلك، بحسب المراسل.

وذكر أنه كانت في موقع الحادثة ناقلتان، إحداهما إيرانية كانت تقوم بنقل النفط إلى الناقلة التي تحمل علم فيتنام وذهبت بعيدًا، ليتدخل الحرس الثوري بعد ذلك ويحاول احتجاز الناقلة الفيتنامية، ولكن تدخلت القوات الأميركية للحيلولة دون ذلك، وفق الرواية الإيرانية، ما أدى إلى توتر المشهد بين الطرفين، لينتهي بـ"إفشال" الحرس الثوري للمحاولة الأميركية.

وحول أهداف إيران من إعلان هذه الحادثة في هذا التوقيت، رأى مراسل "العربي" أن إيران أرادت أن ترسل برسائل عدة بالتزامن مع إحياء ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران، والإعلان الرسمي من قبل الخارجية عن قرب تحديد جلسة جديدة لمباحثات فيينا، التي تسعى إيران خلالها إلى تأكيد حقها برفع العقوبات التي تشمل صادراتها النفطية كشرط للتوصل إلى اتفاق.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close