دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء إلى التعاون مع الولايات المتحدة، وذلك قبل محادثات طال انتظارها مع الرئيس الأميركي جو بايدن والتي يمكن أن تعقد الأسبوع المقبل في خضم نزاعات عدة قائمة بين القوتين العظميين.
ولم يعقد الرئيسان أي اجتماع حضوري منذ أن تولى بايدن سدة الرئاسة الأميركية، لكن من المتوقع أن يجريا قريبًا محادثات عبر الفيديو، وفق دبلوماسيين.
ونقلت شبكة "سي.ان.ان" الإخبارية الأميركية عن مصادر أن المحادثات يمكن أن تجرى الأسبوع المقبل.
نبرة تصالحية
وتلا السفير الصيني لدى واشنطن تشين قانغ خلال حفل عشاء أقامته اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية-الصينية في نيويورك الثلاثاء، رسالة وجّهها شي اتّسمت بنبرة تصالحية.
وجاء في الرسالة أن "العلاقات الصينية-الأميركية تمر بمنعطف تاريخي حاسم، وسيستفيد البلدان من التعاون وسيخسران من المواجهة"، وفق مقتطفات نشرتها وكالة أبناء الصين الجديدة الرسمية "شينخوا".
وأكد الرئيس الصيني في رسالته أن "التعاون هو الخيار الوحيد الصحيح"، مبديًا استعداد بكين "للعمل مع الولايات المتحدة لتعزيز التبادلات والتعاون في جميع المجالات والتصدي المشترك للقضايا الإقليمية والدولية، فضلًا عن التحديات العالمية، إلى جانب إدارة الخلافات بشكل مناسب".
وفي السنوات الأخيرة شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تدهورًا كبيرًا، وسط قلق أميركي إزاء نهج الهيمنة الذي يتّبعه شي في الداخل والخارج. وتصاعد التوتر خصوصًا حول تايوان المتمتّعة بحكم ذاتي ونظام ديمقراطي والمدعومة من واشنطن، والتي تؤكد بكين أنها "جزء لا يتجزأ" من أراضيها.
ونفّذت الصين الشهر الماضي عددًا قياسيًا من الطلعات الجوية قرب الجزيرة. كذلك يسود التوتر بين القوتين العظميين على خلفية سجل حقوق الإنسان، إذ تتّهم الولايات المتحدة بكين بارتكاب إبادة جماعية بحق أقلية الإيغور، وأيضًا على خلفية السياسات التجارية الصينية التي تعتبرها واشنطن غير منصفة.
وفي الملف الصيني، واصل بايدن إلى حد كبير اتباع نهج سلفه دونالد ترمب، وعلى غرار الإدارة السابقة، تعتبر إدارة الرئيس الديمقراطي الصين التحدي الأكبر في القرن الواحد والعشرين.
لكن بايدن الذي سبق أن التقى مطولًا شي حينما كان يشغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما، أشار إلى أنه سيتّبع نهجًا أكثر دبلوماسية وسيعطي الأولوية للتنسيق مع الحلفاء بشأن الصين.
وكان بايدن قد أبدى أمله بلقاء شي على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين في روما، إلا أن الرئيس الصيني لم يشارك حضوريًا في الاجتماعات وهو لم يغادر بلاده منذ بدء جائحة كوفيد-19. واستُعيض عن اللقاء باجتماع عقده وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الصيني وانغ يي، لم يفض إلى أي حلحلة على صعيد ملف تايوان.
اتفاق للتعاون حول المناخ
وفي سياق منفصل، كشفت الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر مساهمين في العالم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، النقاب عن اتفاق لزيادة التعاون بينهما لعلاج آثار التغير المناخي، بما يشمل خفض انبعاثات الميثان والتخلص التدريجي من استهلاك الفحم وحماية الغابات.
وأعلن عن الاتفاق الإطاري كل من المبعوث الأميركي المعني بملف المناخ جون كيري ونظيره الصيني تشي جين هوا في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في غلاسكو واعتبره الإثنان وسيلة لدفع القمة صوب النجاح.
وفي وقت سابق، أقر رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بأن الالتزامات التي أعلنتها الدول حتى الآن في المحادثات بشأن المناخ لن تفعل الكثير لترويض ظاهرة الاحتباس الحراري، ودعاهم للعمل من أجل توقيع اتفاق طموح خلال اليومين المتبقيين من المحادثات.
بيان دعم لنجاح قمة غلاسكو
واعتبر كيري أن الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين بشأن العمل على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يمثل بيان دعم لنجاح قمة الأمم المتحدة للمناخ.
وقال كيري في مؤتمر صحافي: "أظهرنا معا دعمنا لنجاح قمة كوب 26، بما يشمل بعض البنود المحددة التي من شأنها تعزيز الطموحات، لكن اسمحوا لي أن أوضح أن هذا الإعلان هو خطوة يمكننا البناء عليها من أجل سد الفجوة، فكل خطوة مهمة الآن ونحن أمامنا طريق طويل".
وأضاف: "لذلك يجب علينا التحرك بشكل أسرع وخفض انبعاثات الميثان أيضا بشكل أسرع، وعلينا الاستمرار في رفع سقف الطموحات، والأهم من ذلك كله، علينا اتخاذ إجراءات من أجل الحفاظ على هدف (الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض) عند 1.5 درجة مئوية".