انحسار منسوب المياه في العراق.. ماذا عن الأسباب والتداعيات؟

لم يعد انقطاع المياه في أحياء بغداد حدثًا عابرًا، فقد بات يتكرر بشكل دائم بسبب انحسار المخزون المائي، وانقطاعات التيار الكهربائي التي توقف محطات التصفية.

وفي حديث إلى "العربي"، يقول محمد عباس الذي يعمل في مهنة الحلاقة: إن "انقطاع الماء أثر على عائلته في المنزل وعلى عمله، إذ إنه يحرجه مع الزبائن، ما يضيف عليه أعباء مالية من خلال إجباره على شراء الماء".

بدورها، أوضحت مديرية مياه بغداد، أن الانقطاع المتكرر يأتي نتيجة لانحسار الخزين المائي الذي أثر في إيصال المياه إلى المنازل والمحال التجارية في بغداد.

ويشير مدير المتابعة والتخطيط بدائرة مياه بغداد علي الخزرجي إلى أن "انخفاض منسوب نهر دجلة يؤثر على مشاريعنا"، مشددًا على وجوب المحافظة على منسوب المياه على أن يكون فوق الـ27,5 عند نقطة "السراي" بالتعاون مع وزارة الموارد المائية.

وبحسب إحصاءات رسمية سابقة، انحسرت التدفقات المائية لنهري دجلة والفرات بنسبة 70%، وهذا أحد أسباب انحسار الخزين المائي الذي وصل إلى أدنى مستوياته في تاريخ الدولة العراقية، وفق وزارة الموارد المائية.

ويوضح المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، أن هذا أقل خزين مسجل في تاريخ الدولة العراقية، بسبب تناقص الإيرادات المائية لحوض دجلة والفرات، ونظرًا لقيام دول الجوار المائي تركيا وإيران ثم سوريا بتنفيذ مشاريع السدود أو الاستصلاح الكبرى، ما أضر بحصة العراق المائية بشكل كبير.

ويعول على موسم الأمطار للحد من انحسار المخزون المائي، إذ تقول هيئة الأنواء الجوية إن لديها معطيات ومؤشرات مناخية تنذر بأن الشتاء المقبل سيكون جيدًا.

وتقول وزارة الموارد إن تراجع المخزون المائي لأدنى مستوياته لا يمثل خطرًا حقيقيًا، إذ أنها أمنت مياه الشرب وري المزروعات الصيفية، في حين يحذر خبراء من أن موسم أمطار شحيحًا قبل نهاية العام قد ينذر بنفاد مخزون المياه، بحسب مراسل "العربي".