خزانات الغاز ممتلئة بنسبة 90% .. أوروبا "مستعدة جيّدًا" للشتاء

أعلنت المفوضية الأوروبية، اليوم الجمعة، أنّ منشآت تخزين الغاز في الاتّحاد الأوروبي باتت ممتلئة بنسبة 90%، أي قبل أوانها بأكثر من شهرين.

فقد سبق وأن وضع الاتحاد مهلة محدّدة لبلوغ هذا المستوى، وهو في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وفيما طمأنت المفوضية من أن القارّة "مستعدّة جيّدًا" لفصل الشتاء المقبل، كان الطلب على الغاز في القارة الأوروبية قد انخفض بشكل حاد في النصف الأول من العام الحالي.

ومن المتوقع أن يستمر ذلك حتى نهاية العام، وفقًا لتقديرات منتدى الدول المصدرة للغاز.

فقد تراجع الاستهلاك بأكثر من 10% في النصف الأول من 2023، أي بمعدل 21 مليار متر مكعب، في وقت ارتفعت فيه الواردات من الصين ودول جنوب آسيا.

ويبدو أن الأزمة المتوقعة في قطاع الطاقة الأوروبي نتيجة انقطاع إمدادات الغاز الروسي، لم تكن بتلك الحدة، بفضل الشتاء الدافئ والتحوط الجيد اللذان كانا من أسباب مرور عاصفة الطاقة خلال النصف الأول من العام الحالي.

تغطية ثُلث الطلب

ووفقاً لبيانات جمعية "جي آي إي" التي تضمّ مشغّلي البنى التحتية للغاز في الاتحاد الأوروبي فإنّ مرافق التخزين الأوروبية كانت اليوم الجمعة ممتلئة بنسبة 90.12% أي حوالي 93 مليار متر مكعب في المجموع.

في المقابل، تختلف مستويات امتلاء الخزانات بحسب الدولة فهي: 77% في لاتفيا، وأكثر من 99% في إسبانيا، مرورًا بـ 84% في فرنسا.

ووفقاً للمفوضية، فإنّ امتلاء خزّانات الاتحاد الأوروبي بنسبة 90% يغطّي ما يصل إلى ثُلث الطلب على الغاز في فصل الشتاء بطوله.

مرور عاصفة الطاقة

يأتي ذلك، بعد خفض أوروبا وارداتها من الغاز الروسي في أعقاب الهجوم العسكري على أوكرانيا، حيث اعتمدت دول الاتحاد الـ 27 في يونيو/ حزيران 2022 إطارًا تشريعيًا يلزمها أن تكون منشآت تخزين الغاز فيها ممتلئة بنسبة 90% على الأقلّ بحلول الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني من كلّ عام.

ويرمي هذا الإجراء لتعزيز استقلالية الاتّحاد في مجال الطاقة وتقليل اعتماده على إمدادات الغاز الروسي.

فالغاز الروسي شكل في الربع الأول من العام الجاري 15% من واردات الاتّحاد الأوروبي، وهي حصة تقلّصت إلى النصف في غضون عام واحد.

بالمقابل، زاد الأوروبيون في الفترة نفسها مشترياتهم من الغاز الطبيعي المسال الأميركي.

"اللعبة لم تنته بعد"

وتعليقًا على هذا الإنجاز، صرّحت المفوّضة الأوروبية لشؤون الطاقة كادري سيمسون بأنّ "الاتّحاد الأوروبي مستعدّ جيّدًا لفصل الشتاء، وهذا الأمر سيساعد على زيادة استقرار أسواق الطاقة في الأشهر المقبلة".

وأضافت سيمسون: "ستواصل المفوضية مراقبة الوضع لضمان بقاء مستويات التخزين مرتفعة بدرجة كافية مع اقتراب فصل الشتاء".

لكن وزير الصناعة والطاقة التشيكي جوزيف سيكيلا كان قد حذّر في يوليو/ تمّوز الماضي قائلًا: "اللعبة لم تنته بعد، يجب أن نظلّ يقظين وعلى أهبّة الاستعداد لرياح معاكسة"، مثل شتاء أقسى من المتوقّع أو اضطرابات في أسواق الغاز.

في هذا الصدد، تقول لوري هيتايان الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز في حديث إلى "العربي": إن انخفاض سعر الغاز خبر جيد للمستهلكين وللاتحاد الأوروبي بشكل عام، الذي وضع السياسات اللازمة للوصول إلى خفض الاستهلاك.

كما ترى هيتايان أن أوروبا فعلت "الأصعب"، فرغم استمرار وجود الكثير من التحديات إلا أن الاتحاد وضع آلية لخفض استهلاك الغاز محليًا فضلًا عن خفض الاستيراد من روسيا.

وأكدت أن على الاتحاد الأوروبي أن يبقى متيقّظًا في هذه المرحلة وأن يأخذ جميع الاحتياطات اللازمة كما فعل في المرحلة السابقة، حسب قول  الخبيرة في مجال حوكمة النفط والغاز.